الأقسام الرئيسية

نيويورك تايمز: الشعوب العربية أسقطت الأنظمة وهزمت الجهاد المسلح

. . ليست هناك تعليقات:



تنظيم القاعدة يمارس دور المتفرج على ثورة الشعوب العربية التي لم تعره اهتماما وأهملت خطابه الأرهابي وعقيدته التكفيرية.


ميدل ايست أونلاين


الثورات شعبية لا جهادية

لندن - رأى محللون أميركيون ان سقوط عدد من الأنظمة العربية في تظاهرات واحتجاجات شعبية لم يستخدم فيها العنف إلا دفاعاً عن النفس، يضع تنظيم "القاعدة" أمام معضلة خصوصاً وانه لم يكن له أي دور في هذه الأحداث ما يطرح تساؤلات عما إذا كان التنظيم سيصبح غير ذي صلة أم انه سيستفيد من الفوضى بطريقة ما.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في عددها الصادر الاثنين انه طوال عقدين تقريباً، ندد قادة "القاعدة" بديكتاتورات العالم العربي واتهموهم بالهرطقة أو بأنهم دمى في يد الغرب كما دعوا لسقوطهم، لكن شعوب المنطقة ثاروا الواحد تلو الآخر للإطاحة بقادتهم ولم يكن للقاعدة أي دور في ذلك.

وأضافت ان الحركات المعارضة التي برزت فجأة وأثبتت قوتها ابتعدت عن عقيدتين رئيسيتين للقاعدة وهما العنف القاتل والأصولية الدينية، مضيفة ان المتظاهرين استخدموا العنف للدفاع عن النفس فقط واستخدموا الإسلام كفكرة وعانقوا الديمقراطية التي لا يريدها زعيم القاعدة أسامة بن لادن وأتباعه.

وتابعت انه بالنسبة إلى "القاعدة"، وربما للسياسات الأميركية التي بنيت حول التهديد الذي يخلقه، تشكل التظاهرات الديمقراطية، التي أثارت انتباه العالم، تقاطع طرق، يدعو إلى التساؤل هل سيصبح التنظيم "الإرهابي" غير ذي صلة أم انه سيجد طريقة ما لاستغلال الفوضى الناجمة عن الثورة السياسية وخيبة الأمل التي تتلو الآمال التي رفعت عالياً الآن؟.

ونقلت عن بعض الخبراء في شؤون "الإرهاب" والشرق الأوسط قولهم ان الأسابيع الماضية خلقت كارثة كبرى للقاعدة، وجعلت الجهاديين يبدون أشبه بالمتفرجين على التاريخ فيما يعرض أمام المسلمين الشبان بديل مثير عن "الإرهاب".

وقال بول بيلار الذي درس شؤون الإرهاب والشرق الأوسط منذ قرابة 3 عقود "أنا أجد ان الوضع حتى الآن، وأشدد على انه حتى الآن، رهيب بالنسبة للقاعدة، فالديمقراطية تعتبر أخباراً سيئة للإرهابيين، وكلما سار الناس في قنوات أكثر سلمية لبلوغ أهدافهم تراجعت احتمالات لجوئهم إلى العنف".

من جهته قال الخبير في "الإرهاب" براين فيشمان ان إسقاط الرئيس المصري حسني مبارك كان هدف الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري منذ أكثر من 20 سنة ولم يتمكن من تحقيق ذلك "والآن تخلص منه تحرك غير عنيف وغير ديني ومؤيد للديمقراطية خلال أسابيع وهذه مشكلة كبيرة للقاعدة".

و اذ أشارت الصحيفة إلى ان الثورات العربية مستمرة، فالزعيم الليبي معمر القذافي يأمر بدفاع دموي عن طرابلس الغرب، والرئيس اليمني علي عبد الله صالح يتفاوض للتمسك بالسلطة، رأت ان انعدام النظام قد يوفر ملاذاً آمناً للخلايا الإرهابية لكن هذا خطر حال القذافي وصالح دون حصوله.

وقال ستيفن سيمون من مجلس العلاقات الخارجية الأميركي "ثمة إفادة للمسلحين في أي مكان عندما يضعف تطبيق القانون والأمن المحلي، لكن التطورات في الدول العربية تعتبر هزيمة إستراتيجية للجهاد المسلح".

وأضاف "هذه الثورات أظهرت ان الجيل الجديد ليس مهتماً بعقيدة القاعدة".

لكن "نيويورك تايمز" نقلت عن أبو خالد وهو جهادي أردني قاتل في العراق مع أبو مصعب الزرقاوي قوله ان القاعدة قد تستفيد على المدى الطويل من الآمال المشتتة.

وسأل "كم ستكون نسبة التغيير الحقيقي في مصر وغيرها من الدول؟ ثمة عدد من المتظاهرين الذين ستخيب آمالهم وعندها سيعرفون ما هو البديل الوحيد".

وقال مايكل شوير مؤلف كتاب عن حياة بن لادن ان الحماسة بشأن تراجع القاعدة هو أمنية، مشيراً إلى ان الأميركيين أساؤوا الحكم على التظاهرات من خلال التركيز على المحتجين العلمانيين الذين يتحدثون الإنكليزية .

ولفت إلى ان آلاف الإسلاميين خرجوا من السجون في مصر وحدها، مضيفاً ان الإطاحة بمبارك، وهو عدو القاعدة، ستحيي التحركات الإسلامية بمن فيها القاعدة وحلفائها.

وقال ان "موهبة منظمة لا تكمن في القيادة فقط بل في الاستفادة من الفرص".

واعتبرت الصحيفة انه إذا كانت "القاعدة" تجد نفسها في وضع غير مؤكد الآن، فإن الأمر عينه ينطبق على إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، إذ طوال عقد كامل انشغلت أميركا بعالم مسلم كان مصدراً للعنف "الإرهابي" ، وكان هذا أحد الأسباب التي دفعت إدارتي أوباما ومن قبله جورج بوش لإقامة علاقات ودية مع أنظمة استبدادية.

ورأت ان المسؤولين الأميركيين يحاولون إدارة الأزمة على أساس يومي آخذين بعين الاعتبار كيف يفترض بالسياسة الأميركية أن تتأقلم على المدى الطويل.

وقال كريستوفر بوسيك من مركز كارنيجي انه "لا بد من إعادة التفكير في كيفية التزام الولايات المتحدة مع هذا الجزء من العالم، ويجب أن نوضح ان أمننا لم يعد يأتي على حساب الحكم السيئ وأخذ حقوق الشعوب في تلك البلدان".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer