٧/ ٢/ ٢٠١١
فى الوقت الذى واصل فيه المتظاهرون احتشادهم فى القاهرة والمحافظات، فى «أسبوع الصمود» عبر مظاهرة مليونية جديدة فى ميدان التحرير، ومئات الآلاف فى عدة محافظات، تسارعت الإجراءات السياسية للحوار بين نائب رئيس الجمهورية والقوى السياسية وممثلين عن شباب ثورة ٢٥ يناير، وكان لافتًا حضور ممثلين عن جماعة الإخوان المسلمين الحوار بعد سنوات من وصم الجماعة بـ«المحظورة». وفيما جدد عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية، رفضه «تنحى الرئيس» أو تفويض صلاحياته، دعا المتظاهرون فى ميدان التحرير إلى حشود مليونية طوال «أسبوع الصمود»، وأدوا صلاة الغائب على أرواح الشهداء، فيما أقام المسيحيون فى الميدان قداس الأحد، وتفاعل المتظاهرون فى المحافظات مع دعوات الصلاة والقداس التى انتشرت فى المظاهرات فى أنحاء الجمهورية. ودعا نشطاء وسياسيون وشخصيات عامة الشباب إلى مواصلة صمودهم حتى تتحقق جميع مطالبهم وفى مقدمتها رحيل مبارك. وقال الناشط مايكل منير إن النظام هو من اضطهد المصريين جميعاً مسلمين وأقباطًا، مستشهداً بعدم تعرض الكنائس لأى اعتداء على مدار ١٢ يوماً رغم غياب الشرطة، والانفلات الأمنى. وأصدر مثقفون أقباط بياناً مشتركاً أكدوا فيه أن الثورة بثت روحاً جديدة فى نفوس المصريين، وحافظت على مصر عندما تلاشى رجال الشرطة، وأراد من بيدهم السلطة ترويع المواطنين. وفى اعتراف واضح بشرعية «الثورة» وقف نائب رئيس الجمهورية وقيادات الأحزاب والقوى الوطنية «دقيقة حداد» على أرواح شهداء الثورة قبل بدء جلسة الحوار، وطرحت المعارضة خلال الحوار ٨ مطالب منها «التنحى» وإلغاء الطوارئ وحل البرلمان. وقالت جماعة الإخوان المسلمين إن استكمال الحوار مرهون باستجابة النظام لمطالب الشعب، لكن سليمان تمسك بالشرعية الدستورية، واتفق على إجراءات دستورية »مؤقتة« على أن تنتهى دراسة التعديلات الدستورية المقترحة فى مارس، وتشكيل لجنة وطنية لمتابعة تنفيذ ما تم التوافق عليه، وسط اتفاق على ملاحقة المسؤولين عن الانفلات الأمنى، وتنفيذ الطعون على الانتخابات. وأكد «سليمان» حرصه على إنجاز فترة انتقالية، متعهداً بنظام حكم مدنى، وبقبول الرقابة الدولية على الانتخابات، مؤكداً أن حركة ٢٥ يناير وطنية وشريفة. وكشف عدد من ممثلى شباب ٢٥ يناير عقب لقائهم سليمان أنهم طلبوا منه إلغاء جهاز أمن الدولة، وإلغاء لجنة شؤون الأحزاب، إضافة إلى ضرورة إجراء محاكمة عادلة وفورية لجميع رموز الفساد فى النظام المصرى. وأضاف كريم ضياء وداليا متولى فى حوار لـ«المصرى اليوم» ينشر غداً أنهم طلبوا أيضاً من سليمان ضرورة إقصاء وزير الإعلام أنس الفقى من منصبه، بسبب السياسات المستفزة للتليفزيون المصرى فى التعامل مع جميع القضايا. وقد وعدهم سليمان، حسب تأكيدهم، «بتغيير سياسات التليفزيون المصرى، وتغيير الخطاب الإعلامى خلال المرحلة المقبلة». وأكد المتحدث الرسمى باسم الإخوان محمد مرسى أن الإخوان باقون فى الشوارع إلى جانب بقية قوى الشعب المصرى لحين رحيل الرئيس، وقال «مرسى» فى مؤتمر صحفى بمقر الكتلة البرلمانية للإخوان: لم نطلب من سليمان تشكيل حزب خاص بالإخوان، لكننا اكتفينا بالتأكيد على حرية إقامة أحزاب سياسية. من جانبه، قال الدكتور عصام العريان، عضو مكتب الإرشاد: «مبارك سيتنحى نهاية الأسبوع، لأن المتظاهرين باقون فى الشوارع». وقال مسؤول حزبى شارك فى الحوار لـ«فرانس برس» إن المعارضة طالبت بتعديل المادة ٨٨ من الدستور، وعودة الإشراف القضائى، لكن بيان المتحدث باسم مجلس الوزراء لم يأخذ فى الاعتبار هذه الاقتراحات. وقال د. حسام بدراوى، أمين عام الحزب الوطنى، الذى شارك فى الحوار، إنه طالب بالإفراج الفورى عن جميع المعتقلين الذين شاركوا فى المظاهرات وإلغاء حالة الطوارئ بمجرد انتهاء «الظرف الأمنى» حسب قوله. وأضاف بدراوى لـ«المصرى اليوم» إنه دعم المطالبات بعودة الإشراف القضائى على الانتخابات. وركز عمر سليمان فى حديثه للشباب على ضرورة إنجاز فترة انتقالية أولاً، ثم يختار الشعب الرئيس الذى يريده. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات