الأقسام الرئيسية

معهد هدسون: المغرب ليس تونس ولا مصر لهذه الأسباب

. . ليست هناك تعليقات:



دراسة لأهم مراكز صنع القرار الأميركية تؤكد أن الإصلاحات الجارية في المغرب منذ سنوات تضمن له نظاماً حاكماً مستقراً رغم الثورات.


ميدل ايست أونلاين


تجربة غير قابلة للاستنساخ

لندن ـ أكد معهد هدسون للدراسات الاستراتيجية وأبحاث السياسة العامة أن النظام في المغرب يتمتع باستقرار أكبر بكثير من الأنظمة المتداعية في دول شمال افريقيا المجاورة.

وكتب الباحث أحمد شراعي في دراسته التي نشرها المعهد الذي يعد من أهم مراكز صنع القرار الأميركية "نزل الآلاف من المغاربة إلى الشوارع أسوة بمواطني الدول المجاورة، لكن الملك محمد السادس كان استبق مثل هذه الاحتجاجات بعقد كامل من الزمان، إذ كان يضغط باتجاه الإصلاحات السياسية والاقتصادية منذ عشر سنين".

وأكد شراعي ـ الذي هو كذلك عضو في مجلس أمناء معهد أبحاث الشؤون الخارجية ومركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ـ في تحليله للانتفاضات الحاصلة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا أن المغرب يحترم الحريات العامة وأنه "يسمح بالمعارضة السياسية المنفتحة والبناءة".

وشدد على أن المظاهرات في المغرب "كانت سلمية تماماً، على عكس ما شهدناه في مصر وتونس وليبيا التي قتلت فيها أعداد كبيرة من المتظاهرين".

وأضاف شراعي أن "عقداً اجتماعياً جديداً بدأ يتشكل تدريجياً في المغرب، وهو مرشح لأن يكون نموذجاً لدول المنطقة".

كما أكدت الدراسة على التفريق بين السياقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في المغرب ومثيلاتها التي أنتجت الانتفاضات التي شهدتها المنطقة.

وأشادت منظمات حقوقية ووسائل إعلامية غربية بتعامل السلطات المغربية مع المحتجين، مبرزة التقدم الذي أحرزته البلاد في مجال الحريات على مدى السنوات الماضية.

ورحبت منظمة العفو الدولية الإثنين، بـ"النضج" الذي أبانت عنه السلطات المغربية خلال المسيرات التي شهدتها مدن مغربية الأحد.

وقال مالكولم سمارت، مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة العفو الدولية، "إننا نشيد بالنضج الذي أبانت عنه السلطات المغربية".

وأكد المسؤول، الذي نوه أيضاً بنضج المتظاهرين، أن المسيرات جرت في جو من السلم، عكس ما يجري في بلدان أخرى بالمنطقة.

كما قال سمارت "نحن مرتاحون لسلوك قوات الأمن"، مذكراً بأن المغرب حقق خلال السنوات الأخيرة تقدماً مهماً في مجال النهوض وترسيخ حقوق الإنسان وحرية التعبير.

وذكَّر في هذا الصدد، بتجربة هيئة الإنصاف والمصالحة، داعياً المغرب إلى تكثيف الجهود من أجل البناء على هذه الإنجازات المهمة.

وأبرزت صحيفة "لوس أنجلس تايمز" الاثنين الاصلاحات السياسية والتقدم الذي حققه المغرب، في مجال احترام حقوق الانسان خلال السنوات الاثني عشر الأخيرة.

وكتبت الصحيفة الأمريكية، في مقال خصص لمسيرات الأحد أن "المغرب، في عهد الملك محمد السادس، الذي اعتلى العرش عام 1999، عمل على توسيع الحريات السياسية ومعالجة ملفات الانتهاكات الماضية لحقوق الإنسان".

وذكرت في هذا الصدد، أنه وخلافاً للانتفاضات الشعبية التي شهدتها بعض البلدان في المنطقة في الآونة الأخيرة، فإن السلطات رخصت للمسيرات التي شهدها المغرب، مشيرة الى أن آلافاً من الاشخاص في الرباط، تظاهروا بشكل سلمي، وأن قوات الأمن ظلت "بعيدة" من المتظاهرين.

من جهتها، أبرزت صحيفة "وال ستريت جورنال" الاثنين أن العديد من الدبلوماسيين والمحللين الغربيين إلى جانب وكالات دولية، أكدوا أن المغرب في منأى عن الانتفاضات وعدم الاستقرار الذي تعرفه بعض بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأكدت الصحيفة المتخصصة في مجال الأعمال والمال، أن المراقبين يشيرون في هذا الصدد إلى روح "التسامح" السائدة في المغرب، حيث يعمل آلاف الجمعيات والمنظمات غير الحكومية بحرية .

كما ذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية على موقعها الالكتروني، أن المغرب حقق في العديد من المجالات تقدماً كبيراً، واقترب في هذا الصدد من أوروبا بشكل أكبر من باقي بلدان المنطقة، مذكرة بالإصلاحات التي أطلقها الملك محمد السادس.

أما هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" فرأت من جانبها أن المغرب يتمتع بنظام "ملكي إصلاحي".

وأضافت استناداً إلى عدد من المحللين، أن "المغرب يتوفر على اقتصاد ناجح وبرلمان منتخب".

وأضاف المصدر ذاته أن "الملكية الإصلاحية" تجعل المغرب في منأى عن الانتفاضات الشعبية التي تعصف ببلدان أخرى.

وسجلت "بي بي سي" أن "البلدان الأخرى التي تعيش على وقع الاحتجاجات تعاني من معدل مرتفع من البطالة وتعرف درجة متدنية من الحرية السياسية".

وكان تحليل نشره معهد هدسون في يناير/كانون الثاني الماضي أكد الاستقرار الفريد الذي يتمتع به النظام في المغرب، مشيراً إلى أن بعض مميزات الاستقرار فيه "لا يمكن أن تستنسخ".

وأضاف المعهد المتخصص في الدراسات العسكرية والدراسات الاستراتيجية أن "الملكية تتغلغل في النسيج الثقافي المغربي، مما يعني أنها تتمتع بشرعية يصعب أن تصطنع في الدول المجاورة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer