| ||||||||
محمد النجار-عمان أضحت قضية الاعتصامات التي نفذها أبناء عشائر بني صخر وعشائر بني حسن في الأردن للمطالبة بإعادة أراضي الواجهات العشائرية لهم تشكل أزمة جديدة في الأردن. فقد أغلق معتصمون من أبناء عشائر بني صخر الثلاثاء الطريق الدولي الواصل بين العاصمة عمان ومحافظات الجنوب للمطالبة بإعادة أراضي الواجهات العشائرية في منطقة البادية الوسطى لهم. ونجح مدير الأمن العام حسين المجالي في إقناع المعتصمين بفض اعتصامهم وإنهاء إغلاق الطريق الدولي بعد نحو ساعتين، وأكد لهم أن مطالبهم ستنقل لرئيس الوزراء معروف البخيت، حيث وافق المعتصمون على ذلك ومنحوا الحكومة فرصة حتى غد الجمعة لتحقيق مطالبهم. ولم تتدخل قوات الأمن في فض اعتصام عشائر بني صخر التي تملك أكبر واجهات عشائرية في المملكة تمتد من الكرك جنوبا حتى المفرق شمالا، وتصل الحدود مع السعودية شرقا. وتلخصت مطالب المعتصمين في إنصاف الغالبية العظمى منهم عبر تفويض واجهات الأراضي في البادية الوسطى لهم، بعد أن اتهموا الحكومات السابقة بمنح واجهة من أراضيهم لعدد محدود من الأشخاص. كما طالب المعتصمون بفك ارتباط مناطقهم بأمانة عمان الكبرى إداريا وإعفائهم من فوائد القروض الزراعية نظرا لتأخر الموسم الزراعي.
وكان المئات من أبناء عشائر بني حسن نفذوا اعتصاما أغلق الطريق بين محافظتي الزرقاء والمفرق (شرق عمان)، كما تزامن الاعتصام مع اجتماع لعشائر العدوان ومذكرة لعشائر في مأدبا تطالب بإعادة واجهاتها العشائرية لها. وقال أحد المشاركين باعتصام عشائر بني حسن للجزيرة نت، إن اعتصامهم لا صبغة سياسية له، وإنه ينحصر في المطالبة بتفويض واجهاتهم العشائرية لهم، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمرون بها. وبين المصدر الذي اشترط عدم الإشارة له أن أبناء العشائر مستمرون في "عقد الولاء للملك عبد الله الثاني"، غير أنه اتهم مسؤولين ومتنفذين بالاستيلاء على أراضي العشائر وبيعها أو إقامة مشاريع عليها "دون وجه حق". ورغم إجماع متابعين للقضية على أنها "مطلبية بحتة"، اعتبروا أن إثارتها في هذا الوقت على وقع ثورات تونس ومصر يستدعي المسارعة بحلها، خاصة أن من يعترض هم أبناء عشائر معروفة بولائها للملك ولا يعرف عنها معارضتها السياسات الرسمية. وقال الكاتب الصحفي فايز الفايز إن قضية الواجهات العشائرية قضية قديمة ومطروحة منذ تأسيس الدولة الأردنية عام 1921. وأضاف للجزيرة نت أن هذه القضية باتت مثارة منذ تحولت القبائل من الاعتماد على رعي الماشية في واجهاتها إلى السكن والزراعة فيها، وأن أبناء العشائر يعدون الأراضي التي في مناطقهم حقا مكتسبا لهم أخذوها في الغزوات قبل تشكل الدولة. ولفت الكاتب -الذي ينتمي لعشيرة بني صخر- إلى أن هناك وثائق موقعة بين الدولة والعشائر، ومنها وثيقة عام 1945 بين عشيرة بني صخر وممثلية العشائر في قوات البادية الملكية تؤكد على هذا الحق المكتسب. وقال إن أبناء العشائر وافقوا على تفويض أراض تابعة لهم لإقامة مشاريع كبرى، ومنها الأراضي التي يقام عليها حاليا مطار الملكة علياء الدولي جنوب عمان التي كانت ضمن واجهات بني صخر.
وبين أن ما أغضب أبناء عشائر بني صخر تفويض أراض للعشائر لفئة محددة من الأشخاص، وقال "الفقراء من أبناء العشيرة هم أكثر تضررا، وهم الذين يطالبون اليوم بإعادة تفويض الأراضي لهم لاستغلالها زراعيا والخروج من دائرة الفقر". وقال إن عشائر العدوان تعرضت أراضيها في الأغوار لاعتداءات من متنفذين باتوا اليوم "حيتان الزراعة" في الأغوار. ويرى أن ما حرك الاعتصامات هو الأجواء المفعمة بالاحتجاجات، وأن أبناء العشائر لم يعودوا يطيقون الترهل الإداري في بحث مطالبهم من قبل اللجان الحكومية التي شكلت لهذه الغاية، وأنهم استغلوا شعارات الإصلاح التي ترفعها الحكومة الجديدة للفت النظر لمطالبهم. غير أن الفايز اعتبر أن هناك فجوة بين أبناء العشائر وأصحاب القرار، وقال "في الماضي كان شيوخ العشائر يوصلون رسائلهم لرأس الحكم مباشرة، أما اليوم فالحكومة تعين زعماء العشائر مندوبين لها لدى العشائر وتتحكم بأولويات الناس". | ||||||||
|
المصدر: | الجزيرة |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات