الأقسام الرئيسية

رجل دين شيعي سعودي يدعو لإصلاحات 'واسعة وعميقة'

. . ليست هناك تعليقات:


الشيخ حسن عبد الهادي بوخمسين يؤكد أمام مصلي جامع الإمام الباقر بمدينة الهفوف ان الضيم يؤدي إلى الاحتقان ومن ثم عدم الاستقرار.

ميدل ايست أونلاين


إعطاء كل ذي حق حقه

الرياض - دعا قطب شيعي سعودي بارز الحكومات العربية إلى إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية على وجه السرعة حتى لا تواجه أوضاعا شبيهة بالمشهدين التونسي والمصري.

وشدد الشيخ حسن عبد الهادي بوخمسين في كلمة له في جموع المصلين في جامع الإمام الباقر بمدينة الهفوف شرق السعودية إلى حاجة السعودية إلى إصلاحات "عميقة وواسعة" في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وعلل دعوته بالقول "كي لا يبقى أحد يشعر بنوع من الضيم أو الظلم الذي يؤدي إلى الاحتقان ومن ثم عدم الاستقرار".

وتعليقا على الثورة التونسية وأحداث الثورة في مصر قال أن "أهم درس مستفاد من هذه الإحداث التاريخية الكبيرة هو إن الأمن والأمان وضمان استمرار الهدوء والاستقرار على الصعيدين السياسي والاجتماعي مرهون بضمان الحقوق الأساسية لجميع إفراد المجتمع".

ودعا بوخمسين الحكومات العربية إلى إعطاء كل ذي حق حقه في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية تفاديا لتأجيج المشاعر ومن ثم التعبير عنها بإحداث الصخب والمظاهرات.

وحول الشأن السعودي قال "نعيش (في السعودية) عهد الإصلاحات لكننا بحاجة إلى المزيد منها وتعميقها وتوسيعها لكي تشمل كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية كي لا يبقى أحد يشعر بنوع من الضيم أو الظلم الذي يؤدي إلى الاحتقان ومن ثم عدم الاستقرار".

وتابع أن الدول العربية جميعها بلا استثناء مطالبة اليوم بإقرار الحقوق الحياتية المختلفة وان تبادر على وجه السرعة إلى إجراء الإصلاحات السياسية والاقتصادية الضرورية كي لا يتكرر مثل المشهدين التونسي والمصري .

وكان محللون في وكالات استخباراتية دولية متخصصة في المخاطر قد حذروا من أن الانتفاضة التي تشهدها مصر قد تتسبب في تصاعد الاحتجاجات بين سكان المنطقة الشرقية بالسعودية ذات الكثافة السكانية العالية من الشيعة.

وأشار تقرير لمؤسسة اكسكلوسف اناليسس Exclusive Analysis وهي مؤسسة أميركية متخصصة في تحليل المخاطر السياسية، الى أن اليمن وسوريا والأردن والسودان تبدو جميعها غير حصينة حيال الغضب الشعبي وتفجر الاحتجاجات.

وذكر التقرير الذي كتبه امبروز ايفانز بيتشارد في صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، انه في الوقت الذي تتابع اسواق النفط العالمية انسيابية عمل قناة السويس، تبدو شرارة الانتفاض في المنطقة الشرقية السعودية العائمة على بحيرة من النفط قائمة وبدعم من ايران.

وتمثل كمية النفط الاجمالية التي تعبر قناة السويس وخط سوميد 4.5 في المائة من الانتاج العالمي للنفط الخام، ما يجعل منهما معبرين اساسيين لنقل النفط من الخليج الى اوروبا.

وحذر الامين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) عبدالله البدري من "خطر حصول شح حقيقي" في سوق النفط العالمية في حال اغلاق هذين المعبرين الاستراتيجيين.

الا انه أكد ان قناة السويس محمية بشكل جيد ولن تقدم السلطات المصرية على اغلاقها.

وعبر المحلل في شؤون الشرق الاوسط فيصل عيتاني عن مخاوفه من الخطر الذي ينتج من عدم استقرار المنطقة الشرقية في السعودية المقر الرئيسي لشركة ارامكو النفطية العملاقة، والتي تحتوي على حقول "السفانية" و"الغوار" الغنية بالنفط.

وقال "إن الشيعة اللذين يشكلون نسبة عشرة في المائة من عدد سكان السعودية يتمركزون في هذه المنطقة، وسبق ان حدثت مواجهات بينهم وبين رجال الشرطة، الا ان الاعلام الدولي غض النظر عليها".

وشارك عدد من الشيعة السعوديين في "انتفاضة" عام 1979 بعد تأثيرات الثورة الايرانية التي قادها اية الله الخميني، أدت الى مقتل 21 شخصا.

وتعيش غالبية الشيعة السعوديين في المنطقة الشرقية المنتجة للنفط في البلاد. ويشكون من انهم يعاملون معاملة مواطنين من الدرجة الثانية في المملكة.

ومن غير الواضح ما اذا كان الجيش السعودي قد يدخل في مواجهة مع الشيعة عند احتجاجهم – حسب كلام فيصل عيتاني.

وكانت السعودية قد عبرت عن قلقها من الاحداث المتصاعدة في مصر، كما قام العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالاتصال بالرئيس المصري حسني مبارك معبرا عن تعاطفه معه.

وعبرت الدول العربية عن قلقها من السعي الايراني لانشاء "الهلال الشيعي" الممتد من ايران الى العراق مرورا بالبحرين لبسط نفوذها على مصادر النفط في هذه المنطقة.

وأشادت ايران بالاحتجاجات الواسعة التي تشهدها مصر قائلة إنها تكرار للثورة الاسلامية لعام 1979 التي أطاحت بالشاه الموالي للولايات المتحدة.

وقال وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي في تصريحات بثها التلفزيون الحكومي ان الانتفاضة في مصر ستساعد في اقامة "شرق اوسط اسلامي".

واضاف "انني واثق من انهم سيلعبون دورا في اقامة شرق اوسط اسلامي لكل الذين يتطلعون الى الحرية والعدالة والاستقلال".

ونقلت صحيفة "ديلي تلغراف" عن المحلل غولدمان ساكس قوله "ان منطقة الشرق الاوسط تحتوي على 61 في المائة من احتياطات النفط في العالم، الأمر الذي يجبر قادة العالم على بذل مجهودات مركزة لتحقيق الاستقرار فيها، وعدم انتقال عدوى الاحتجاجات الى السعودية ودول الخليج الغنية بالنفط".

ويشكل الاجانب ثلث سكان السعودية البالغ عددهم 25 مليون نسمة، فيما تتصاعد نسبة البطالة في البلاد بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 الى 24 عاماً.

وقال الخبير في مشروع الخليج للأزمة العابرة للحدود الوطنية نعمة كورامي اسي "ان صوت الشيعة في السعودية قد ارتفع منذ اندلاع الثورة الايرانية ودعمها لهم بطريقة ما لمواجهة المصدات التي تضعها السلطات أمامهم في العمل والتعليم".

وطالب دول الخليج بالقيام بكل ما ينبغي في محاولة للحفاظ على الوضع الراهن "وإلا أصبحت والاضطرابات الاجتماعية لا مفر منها، والوضع الحالي غير المستقر يساعد عليها".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer