الأقسام الرئيسية

صالح يعد بمكافحة الفساد ويحذر من انهيار أوضاع الإقليم

. . ليست هناك تعليقات:
الأحزاب الكردية اتفقت على التهدئة وإجراء إصلاحات

أسامة مهدي من لندن

GMT 4:00:00 2011 الثلائاء 22 فبراير

أعلن رئيس حكومة إقليم كردستان اتفاق القوى الكردية على تهدئة الاوضاع المضطربة جراء الاحتجاجات وأكد انه سيتم احالة ملفات الفساد الى القضاء وحذر من أن جميع الأعمال الإستثمارية والتجارية قد توقفت في الإقليم بسبب الأحداث وقال ـنه حتى حركة العمل الديبلوماسي والسياحة والسفر في طريقها الى التوقف ودعا مواطني إقليم كردستان النظر الى هذا الوضع بضمير ومنع انهيار اوضاع الإقليم.


في ختام اجتماع عقدته الأحزاب الكردية في مدينة أربيل (220 كم شمال بغداد) عاصمة إقليم كردستان وبحثت خلاله الاوضاع المضطربة التي شهدتها مدينة السليمانية خلال اليومين الماضيين نتيجة الصدامات بين متظاهرين والقوى الامنية وسقوط قتلى وجرحى قال رئيس حكومة كردستان برهم صالح الذي ترأس الاجتماع خلال مؤتمر صحافي الليلة الماضية إنه تمت مناقشة وسائل إيجاد حلول مناسبة للمشاكل الموجودة.

وأضاف "لا اقول اننا كنا متفقين على جميع النقاط لكن الاكثرية أكدت على ضرورة تهدئة الأوضاع وضمان سيادة القانون ومنع اعمال الشغب والعنف وتهدئة الخطاب الاعلامي وتوجيهه نحو التهدئة وحماية المكتسبات بالأضافة الى التأكيد على شرعية مؤسسات إقليم كردستان". وأشار إلى أنه "كانت وجهات النظر متطابقة حول ضرورة اجراء الاصلاحات ووضع برنامج لذلك وتوحيد جميع البرامج وجعلها برنامجاً واحداً يتم طرحه في اطار مؤسسات الإقليم الشرعية".

وشارك في الاجتماع برهم احمد صالح نائب رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني ونيجيرفان بارزاني نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني وملا بختيار مسؤول الهيئة العاملة في المكتب السياسي للاتحاد الوطني وفاضل ميراني عضو المكتب السياسي للديمقراطي الكردستاني وصلاح الدين محمد بهاء الدين الأمين العام للاتحاد الاسلامي الكردستاني ومحمد توفيق رحيم ممثلاً عن حركة التغيير (المعارضة) وعلي بابير أمير الجماعة الاسلامية الكردستانية ومسؤولين آخرين.

وحول الأحداث التي شهدتها مدينة السليمانية مقر حزب طالباني (330 كم شمال بغداد) أكد برهم صالح انه سيتم اتخاذ اجراءات قانونية حيال المتسببين في هذه الأحداث والتعامل معهم عن طريق القانون والقضاء. وأوضح ان هذا الاجتماع هو بداية لحوار وطني تشارك فيه جميع الأطراف الكردستانية.

وقال صالح "أنا كرئيس لحكومة إقليم كردستان اؤكد بان حماية تجربة إقليم كردستان مهمة تقع على عاتق حكومة الإقليم مشيرا إلى أن ان التظاهر حق مشروع للمواطنين ولن يتم منع المواطن من ممارسة هذا الحق لكن يجب ان يكون التظاهر في اطار القانون وقال "ان الحرية لاتعني التجاوز على حقوق الآخرين".

وحذر صالح من أن جميع الأعمال الإستثمارية والتجارية قد توقفت في الإقليم بسبب الأحداث وقال انه "حتى حركة العمل الديبلوماسي والسياحة والسفر في طريقها الى التوقف ودعا مواطني إقليم كردستان النظر الى هذا الوضع بضمير ووجدان وأرجوا أن لا ينهار وضعنا".

وحول محاربة الفساد وبرنامج الحكومة في هذا الاطار قال رئيس حكومة إقليم كردستان "ان الفساد مسألة مطروحة ونحن في إقليم كردستان وضعنا خطوات جدية لمحاربة هذه الآفة". وقال "نحن لاننكر وجود فساد لكن المبالغة فيه أمر غير جيد علينا احالة هذا الملف الى القضاء لكي يأخذ القانون مجراه".

وشدد على ضرورة العمل معا لمعالجة هذه الظاهرة في اطار المؤسسات الشرعية. وحول خروج ممثل حركة التغيير المعارضة من الاجتماع قبل انتهاء الاجتماع أوضح صالح انه بعد تداول المواضيع بالتفصيل طلب ممثل التغيير العودة الى السليمانية للتشاور مع قيادة الحركة، مشيرا إلى أن جميع الاحزاب الكردستانية أكدت على ضرورة تهدئة الاوضاع والابتعاد عن اعمال العنف واحترام سلطة القانون. وأوضح ان مهمة تهدئة الاوضاع مهمة تقع على عاتق الجميع.. وقال "من هذا المنبر أناشد الخيرين والقنوات الاعلامية وعلماء الدين والمنظمات للعمل من اجل تهدئة الاوضاع".

وحول حرق متظاهرين لفضائية ناليا الكردية في السليمانية أمس الاول قال صالح "نحن نأسف لهذا الحادث وسبق واصدرنا بيانا بهذا الخصوص وابدينا فيه تنديدنا لهذا الحدث وسنتخذ اجراءات قانونية بحق مرتكبي هذ الحادث".

وجاء اجتماع القوى الكردية هذا في وقت وقع صالح على قرارات بإصلاحات حكومية تلبية لمطالب المتظاهرين من بينها إحالة ملفات الفساد إلى القضاء و تعديلات في الرواتب وتوسيع سلطات الادعاء العام. ومن بين هذه القرارات إحالة ملفات الفساد الذي رفع من قبل هيئة الرقابة المالية إلى القضاء وإجراءات متعلقة بالعدالة في الرواتب وتوسيع سلطات الادعاء العام.

وتشهد السليمانية منذ الخميس الماضي تظاهرات شارك فيها المئات من الشباب وطلبة الجامعة للمطالبة بإجراء إصلاحات حكومية ومحاربة الفساد والمفسدين تحولت منذ يومها الأول إلى مصادمات مع القوات الأمنية أسفرت عن وقوع قتيل واحد وعشرات الجرحى فيما شوهدت قوات من البيشمركة تتجه من محافظة أربيل إلى السليمانية للسيطرة على الوضع. كما شهدت السليمانية السبت الماضي تجدد التظاهرات في حرم جامعة السليمانية ومن ثم في ساحة السراي وسط المدينة حيث تخللتها صدامات بين المتظاهرين والقوات الأمنية، أسفرت عن سقوط 15جريحاً.

واتهم الحزبان الكرديان الرئيسان بزعامة طالباني وبارزاني الجمعة الماضي حركة التغيير المعارضة بتنفيذ هذه الاحتجاجات.. لكن الحركة ردت بالقول أنها لم تشارك في هذه التظاهرات وأكدت سيطرة قوات الأسايش التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني على ثمانية من مقراتها في محافظة أربيل.

وأشارت الحركة إلى أن أحداث الايام الثلاثة الماضية في إقليم كردستان كانت نتاج أزمة سياسية اقتصادية ادارية متراكمة من سنوات عدة في ظل انعدام ارادة حقيقية لمعالجتها. وقدمت في بيان الى الراي العام الكردستاني تضمن سبعة فقرات مشروعا للاصلاحات الجذرية.

ودعت ألمسؤولين في الإقليم إلى أنهاء كل مظاهر التوتر وتطبيع الاوضاع فورا من خلال سحب جميع القوات المسلحة التي جرى تحريكها مؤخرا واعادتها الى ثكناتها السابقة واطلاق سراح جميع المواطنين المعتقلين والمحتجزين على خلفية المظاهرات..كما طالبت بمقاضاة جميع القادة والمسلحين الذين وجهوا نيران اسلحتهم ضد المواطنين او اصدروا اوامر بذلك وتشكيل لجنة تحقيق مستقلة لمتابعة صريحة وواضحة للأعتداءات التي تعرضت لها المقرات الحزبية في السليمانية واربيل ودهوك أضافة الى التجاوب مع مطالب المتظاهرين والشروع في تنفيذها فورا ودون تاخير.

وفي الاطار نفسه وافق مجلس النواب العراقي على ادراج احداث محافظة السليمانية ضمن جدول اعمال جلساته المقبلة بعد ان قدم ثمانين نائباً طلباً الى رئاسة المجلس بهذا الشأن مع توجه لتشكيل لجنة تحقيق برلمانية بأحداث السليمانية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer