الأقسام الرئيسية

مبارك يفجر 'حرب شوارع'.. وضغوط على الجيش للحسم

. . ليست هناك تعليقات:
اكثر من ألف جريح بمجزرة في التحرير.. ومولوتوف في المتحف.. واوباما 'يريد التغيير الآن'

الثورة تستعد لـ'جمعة الرحيل'.. وعمر سليمان يشترط وقف المظاهرات للحوار
2011-02-02



القاهرة ـ لندن ـ من خالد الشامي وحسام ابوطالب: بدت مصر امس على حافة المجهول مع تفجر حرب شوارع ووقوع مجزرة في ميدان التحرير، بدون تدخل من قوات الجيش التي التزمت الحياد واصبحت تواجه انتقادات وضغوطا متصاعدة لحسم الصراع قبل ان يفوت الوقت وتنحدر البلاد الى فوضى شاملة او حرب اهلية.
ولم تظهر اي بوادر من حسني مبارك للتراجع، وبدا موقفه امس عنيدا بعد ان توصل فيما يبدو الى صفقة مع المؤسسة العسكرية تسمح له بالبقاء حتى سبتمبر المقبل. وبدت الساحة مهيأة لمزيد من المواجهات بعد ان اعلن نائب رئيس الجمهورية ان انتهاء المظاهرات شرط للحوار مع المعارضة. وكانت القوى السياسية اشترطت رحيل مبارك للبدء في الحوار.
وواجهت الثورة المصرية في يومها التاسع امس تحديا جديدا وربما اخيرا من نظام مبارك المترنح، اذ شهد ميدان التحرير بوسط القاهرة، وميدان مصطفى محمود 'حروب شوارع' بعد ان تعرض عشرات الاف المتظاهرين الذين اعتصموا في الميدان بعد المظاهرة المليونية لهجمات بالاسلحة البيضاء والمواد الحارقة والجمال والخيول، من الاف الاشخاص الذين رفعوا صور مبارك، واتهمهم المتظاهرون بانهم رجال امن متخفون وبلطجية.
وفي وقت لاحق من مساء امس اندلعت معركة بزجاجات المولوتوف قرب المتحف وسمع اطلاق نار كثيف يعتقد انه من قوات الجيش، فيما توجه الالاف من الطرفين الى المتحف لاستكمال المعركة.
وأعلن طبيب في ميدان التحرير بالقاهرة ان أكثر من ألف متظاهر تعرضوا لإصابات مختلفة. وقال الطبيب الموجود في الميدان بوسط العاصمة المصرية ان هناك ما بين 1000 الى 1300 مصاب حتى الآن بجروح مختلفة، وان بعض الإصابات حرجة للغاية.
وأضاف ان المتظاهرين لجأوا الى استخدام السيارات الخاصة لنقل المصابين، بعدما رفضت سيارات الإسعاف نقلهم الى المستشفيات القريبة.
كما تناقل موقع التواصل الاجتماعي 'تويتر' تقارير عن قيام المتظاهرين بضبط عناصر داخل ميدان التحرير تظهر بطاقات هوياتهم انهم من جهاز الشرطة. واعلن المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية ان مجندا في القوات المسلحة قتل في المواجهات العنيفة في ميدان التحرير.
واتهم محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر امس الأربعاء نظام الرئيس حسني مبارك بأنه يصر على 'إسالة الدماء وإزهاق الأرواح' في المواجهة الدائرة في ميدان التحرير بين المحتجين المطالبين برحيل مبارك وبين المؤيدين له. وأضاف قائلا ان 'نظام' مبارك يصر على إسالة الدماء وإزهاق الأرواح رغم ادعائه طلب الحوار (مع القوى السياسية)'.
وتوقع ناشطون ان ترد الثورة بيوم غضب اليوم الخميس استعدادا لجمعة الرحيل غدا التي قد تكون 'المعركة الاخيرة' لاسقاط مبارك.
واطلق الجيش المصري طلقات تحذيرية في الهواء في محاولة لفض الاشتباكات كما اطلقت قنابل مسيلة للدموع لم يعرف مصدرها على المتظاهرين المعارضين لمبارك.
وقال الناشط حسام داوود: لا يمكن ان يكون ما جرى لنا بمعزل عن صفقة بين الجيش ومؤسسة الرئاسة. وقالت الناشطة نوارة أحمد فؤاد نجم: والله العظيم لن نترك مبارك فهو مجرم حرب يجري جرائمه على الهواء مباشرة ويشهد بذلك الملايين حول العالم وأضافت: اناشد المصريين النزول للشوارع وترك منازلهم لمواجهة مبارك وطرده بالقوة من قصره.
وشدد اللواء محمود زاهر على أنه يتوقع تحرك الجيش خلال 48 ساعة من اجل عزل مبارك معتبراً ان صمته على ما يجري سوف يلحق الضرر بسمعة الجيش المصري.
وقال مجدي حسين القيادي في حزب العمل الخارج لتوه من السجن بتهمة السفر لغزة: مبارك ارتكب جرائم حرب يشهد بها العالم وأجهش حسين بالبكاء وكان يتحدث من ميدان التحرير.
واتهمت ثلاث مجموعات احتجاجية رجال شرطة يرتدون ملابس مدنية باقتحام الميدان 'لترويع' المتظاهرين 'بهدف اظهار ان الشعب المصري منقسم'.
غير ان مجموعات من المتظاهرين كانوا لا يزالون يهتفون وسط هذه الاشتباكات 'مش عايزينه، مش عايزينه' و'يرحل يرحل يرحل' و'مش حنمشي .. هو يمشي'.
ورفع مؤيدو مبارك لافتات تقول 'لا لاهانة رمز مصر' و'نعم لرجل الحرب والسلام' و'مبارك في قلوب المصريين .. سامحنا يا مبارك'.
ونقل التلفزيون الحكومي صورا لتظاهرات تأييد لمبارك نظمت في احياء اخرى في القاهرة وفي مدن اخرى.
وقال الناطق باسم الجيش في بيان تلاه على التلفزيون الرسمي ان 'القوات المسلحة تدعو المتظاهرين للعودة الى ديارهم من اجل توفير الامن واستعادة الاستقرار في الشارع'.
كما عادت خدمة الانترنت جزئيا الاربعاء الى مصر بعد قطعها لاكثر من خمسة ايام.
وبالاضافة الى الاحتجاجات المستمرة في مصر، لا يزال مبارك يتعرض لضغوط خارجية من حلفاء الامس الغربيين الذين يدعونه الى مزيد من التنازلات من دون الذهاب الى حد المطالبة علنا بتنحيه.
فقد اعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما انه ابلغ نظيره مبارك 'ان عملية انتقال السلطة ينبغي ان تتم في شكل سلمي وان تتم الان'.
كما اكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ضرورة ان تكون 'المرحلة الانتقالية (في مصر) سريعة' وان 'تتسم بالمصداقية وتبدأ الان'.
وفي باريس، دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى بدء العملية الانتقالية في مصر 'بدون تأخير' 'وبلا عنف'.
اما رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان فاعتبر ان اعلان مبارك البقاء في السلطة حتى الانتخابات الرئاسية غير كاف داعيا اياه الى 'تلبية ارادة شعبه في التغيير بدون تردد'.
كما دعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون مبارك الى التحرك 'باسرع وقت ممكن' لتحقيق 'الانتقال' السياسي الذي يطالب به المتظاهرون.
ورفضت الحكومة المصرية هذه الدعوات التي تعني عمليا مغادرة مبارك الحكم.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي ان 'الحديث عن مرحلة انتقالية ذات ترتيبات مغايرة لما اوضحه رئيس الجمهورية يتناقض مع الدستور بل وينقض على الشرعية الدستورية بشكل واضح' ومن شانه ان 'يضع البلاد في مأزق دستوري تاريخي'.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer