الأقسام الرئيسية

إعادة شحن بطارية الثورة

. . ليست هناك تعليقات:

بقلم: وائل قنديل

wael kandil new

27 فبراير 2011 09:38:02 ص بتوقيت القاهرة


رب ضارة نافعة.. استخدام القوة مع المعتصمين بميدان التحرير فجر أمس، عمل مرفوض بكل المقاييس، وإجراء استوجب الاعتذار الصريح، وهو ما فعله المجلس الأعلى للقوات المسلحة بشكل فورى. غير أن لهذا التصرف فوائد كثيرة، منها أنه أعاد شحن بطارية الثورة، بوقود الغضب والإصرار على تحقيق المطالب المشروعة كاملة.

ومنها أنه أثبت أن الجيش فى حاجة إلى الثوار، بالقدر ذاته الذى يحتاج معه الثائرون لدعم القوات المسلحة، ومن ثم يأتى هذا الحادث المؤسف ليعيد صياغة العلاقة بين طرفى الثورة.. الشعب الذى انتفض وثار وأبهر العالم وحرك الجبال الراسخة، وكذلك الجيش الذى حمى الثورة ودعمها وأزاح رأس النظام. فالجيش يحتاج إلى الثورة كظهير معنوى وأخلاقى وسياسى لتنفيذ مرحلة الانتقال إلى مصر جديدة ونظيفة وشريفة وعزيزة وجميلة، بدون مبارك ونظيف والشريف وجمال، فضلا عن أن الثورة هى التى منحت الجيش شرعية حكم وإدارة البلاد فى هذه المرحلة الحساسة.

وعلى الجانب الآخر فإن الثوار فى حاجة إلى الجيش، كسند حقيقى وضمانة لتحقيق مطالب الثورة كاملة غير منقوصة، وأتصور أن المجلس العسكرى سوف يفى بالوعود والعهود التى قطعها على نفسه أمام الكافة بأنه سيحقق جميع مطالب الثورة، وسيحاسب كل الفاسدين.

ومادام ذلك كذلك فإنه من غير المفهوم حتى الآن أن يتم الإبقاء على الفريق أحمد شفيق رئيسا للحكومة، والاحتفاظ بوزراء الخارجية والعدل والداخلية، خصوصا والملايين التى خرجت فى جمعة التطهير عبَّرت عن رغبة كاسحة فى إبعاد هؤلاء لأسباب عديدة منطقية تحدثت بها الأقلام والأفواه. وكان المتخيل أن يبادر هؤلاء المطلوب إبعادهم عن المشهد بالاستقالة، بشكل هادئ ومحترم يحفظ الكرامة، وأظن أنهم رأوا بأعينهم وسمعوا بآذانهم أن بقاءهم غير مرغوب فيه ويفجر مشاعر الغضب والاستنكار والاستهجان، والمؤكد أن أيا منهم لا يستطيع أن ينزل إلى الشارع ويمشى وسط الجماهير، وإلا كنا فى حاجة إلى استيراد كل المخزون العالمى من البيض والطماطم وصافرات الاستياء والرفض. و ربما كان منطق هؤلاء فى البقاء أنهم يحبون مصر ولا يطيقون فراق حكومتها، غير أنه لو افترضنا ذلك فإنه يكون حبا من طرف واحد، ذلك أن مصر تغيرت كثيرا وهى الآن مرتبطة بغيرهم، وحالمة ومتطلعة إلى حياة أخرى أجمل وأنقى، تستعيد فيها ألقها ووهجها ومكانها الطبيعى على خارطة العالم. وإذا كان هؤلاء لا يريدون أن يستوعبوا الدرس ويفهموا المطلوب، فإنه يتوجب على الثوار أن يظلوا رافعين شعار «الثورة قايمة والكفاح دوار» وأن يعود الجميع إلى مواقع 25 يناير ويحتشدوا ويوحدوا الصفوف التى تجرى الآن محاولات خبيثة لاختراقها وبعثرتها، وأن يستعيدوا روح 28 يناير و2 فبراير، ما لم نسمع كلمة «فهمناكم» قبل يوم الجمعة المقبل من شفيق والذين معه.

وهذه أبيات من أحد ثوار ميدان التحرير الأستاذ خالد البدرى:

ياسيدى قلنهالك باتنين مليون لسان

وفر تعبك لنفسك وانزل من عالحصان

لِم صوابعك فى ايدك وارحل حصَّل حبيبك

ولا طبيبك وصفلك نبات لك فى الميدان؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer