الجيش يدعو المتظاهرين إلى العودة إلى ديارهم ومسيرة مؤيدة لمبارك في القاهرة
يقول نديم شحادة، الخبير في المعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن إن " أغلبية أحزاب المعارضة لا تملك القدرة الكافية على القيام بمثل هذه التعبئة الشعبية ". ويضيف بأن " المتظاهرين ليسوا تحت قيادة المعارضة بل هم من الشارع، وأن أحزاب المعارضة التقليدية لم تكن في الصف الأول خلال الاحتجاجات."
ناشطو الانترنت الشبان يقودون ثورة الاحتجاجات
يرى نديم شحادة أن المعارضة بدأت في تنظيم صفوفها، وأن الجيل القديم من المعارضين الذين عانوا من الاضطهاد والتشتت، التحقوا بالناشطين على الانترنت الذين وجدوا في الشبكة العنكبوتية وسيلة لتحريك المشهد السياسي المصري الذي كان في حالة احتضار منذ ثلاثة عقود.
ويلاحظ سمير شحاتة، الباحث في مركز البحوث المعاصرة في العالم العربي بجامعة جورج تاون، ظهور جيل جديد من المعارضين ينتمون إلى حركات معارضة منها "حركة 6 ابريل/ نيسان" التي تعتبر من أهم حركات الاحتجاج التي نشأت عام 2008 بعد موجة الاحتجاجات العمّالية التي قام بها آنذاك عمال مزارع القطن في مصر.
ويقول سمير شحاتة إن حركتي " كفاية" و "الجبهة الوطنية للتغيير" تعتبران من حركات المعارضة المهمة على الساحة السياسية في مصر. وكانت هذه المجموعة – كفاية - من المعارضين أنشئت عام 2004 من قِبل مناضلين يعارضون سياسة الرئيس حسني مبارك. وقد اشتهرت حركة "كفاية" بالقيام بحملة سياسية واسعة النطاق ضد توريث الحكم في مصر لصالح نجل الرئيس مبارك جمال.
وقد حملت حركة "كفاية" في الأيام الأخيرة رسالة الشارع المصري إلى النظام وطالبت بسقوطه وتخلي الرئيس مبارك عن الحكم.
محمد البرادعي، زعيم الناشطين ؟
في 27 يناير/ كانون الثاني عاد محمد البرادعي من فيينا عاصمة النمسا، إلى القاهرة للمشاركة في حملة الاحتجاجات. وأكد البرادعي، المدير العام السابق للوكالة النووية، أنه على استعداد لقيادة المرحلة الانتقالية غير أن شعبيته في مصر ليس لها نفس المكانة التي يتحلى بها على الساحة الدولية.
" أعتقد أن تأثير محمد البرادعي ضعيف"، يقول نديم شحادة. " قبل المظاهرات كانت شعبيته منخفضة جداً وحظوظه في النجاح في الانتخابات ضئيلة للغاية."
و لا شك أن محمد البرادعي يعكس صورة بارزة لشبكة الناشطين الذين هم في أصل هذه الاحتجاجات. " فالجبهة الوطنية للتغيير"، وهي تجمّع أسسه السنة الماضية، يضم كل أطياف المعارضة بما فيها حركة " الإخوان المسلمين" المحظورة من قِبل النظام.
بعد وصول محمد البرادعي الأسبوع الماضي، أعلن " الإخوان المسلمين" نيتهم تأليف لجنة سياسية موسعة بالتحالف مع هذا الدبلوماسي السابق.
وقد أعلن أحد قادة " الإخوان المسلمين" محمد البلطجي، أمام حشود المواطنين في ميدان التحرير في القاهرة مساء الأحد الماضي، أن الحركة " تدعم محمد البرادعي من أجل التغيير". " نحاول تأليف حلقة سياسية ديمقراطية قبل الشروع بالعمل في الداخل"، يضيف هذا النائب السابق والقيادي في حركة " الإخوان المسلمين".
" الإخوان المسلمون" الحاضرون بقوة في الشارع منذ بدء الاحتجاجات،يملكون شبكات عريضة من الجمعيات الخيرية والمدارس والمستشفيات، مما يسمح لهم بفرض نفوذهم في صفوف الطبقات الشعبية الواسعة .
شبكة من عشر شخصيات لقيادة المرحلة الانتقالية
انضم إلى البرادعي ممثلون آخرون عن المعارضة. من بينهم الحزب الليبرالي " الوفد"، وهو حزب وطني أسس عام 1919 لكن شعبيته اليوم محدودة، والمعارض أيمن نور الذي كان في المرتبة الثانية ولكن على مسافة بعيدة جداً عن حسني مبارك خلال الانتخابات الرئاسية عام 2005.
وبحسب صحيفة " نيويورك تايمز" الأمريكية، فإن الناشطين على الشبكة الدولية من الجيل الجديد والمعارضين من الجيل الأكبر سناً، يعقدون منذ يوم الأحد الماضي سلسلة من الاجتماعات في محاولة للتخطيط للخطوات المزمع اتخاذها لاحقاً خلال هذه الحركة الشعبية العارمة.
يضيف نديم شحادة أن هذا التحالف الجديد اقترح عشرة أسماء منهم محمد البرادعي، أيمن نور وأسامة الغزالي حرب. وستكون هذه اللجنة الجديدة مسؤولة عن تشكيل وقيادة حكومة وحدة وطنية عند تخلي حسني مبارك عن الحكم.
و" يتابع هؤلاء الشباب مناقشاتهم ومشاوراتهم"، كما يؤكد إبراهيم عيسى وهو معارض معروف لصحيفة " نيويورك تايمز".
إذا كان جميع هؤلاء المعارضين يريدون رحيل الرئيس المصري، يبقى عليهم أن يتفقوا على الأسلوب الذي يجب إتباعه من أجل تحقيق هذا الهدف. على كل حال، فقد دعوا إلى " زحفٍ مليوني " يوم الثلاثاء الماضي وكانت النتيجة مدهشة.
تعريب: ليلى شلهوب وخالد الطيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات