الأقسام الرئيسية

رئيس وزراء التوك شو

. . ليست هناك تعليقات:

بقلم: وائل قنديل

wael kandil new

28 فبراير 2011 08:54:33 ص بتوقيت القاهرة


من غير المتصور أن رئيس الحكومة ــ المرفوض شعبيا ــ انتهى من كل مشاكل وقضايا مصر، وتفرغ للاهتمام بملاحقة الإعلاميين فى مصادر دخلهم.

ولا يعقل أن يقفز الفريق أحمد شفيق فوق كل المطالبات الشعبية الكاسحة بإبعاده عن رئاسة الحكومة لينشغل ويشغل الناس معه بالظهور المكثف أمام كاميرات التليفزيون، أو يرفع سماعة التليفون ويجرى مداخلة فى برنامج شهير ليعلن للأمة أن أجر المذيع محمود سعد انخفض من تسعة ملايين جنيه إلى مليون ونصف، وأنه لهذا السبب استقال سعد من برنامج «مصر النهارده».

إن القضية الوطنية الآن ليست لماذا استقال محمود سعد.. ولا يهمنا أن نعرف إذا كانت استقالته احتجاجا على إقحام شفيق فى برنامجه قسرا، أو لأسباب أخرى.

القضية الآن أننا أمام رئيس حكومة معين من قبل رئيس جمهورية خلعه شعبه وأنهى فترة حكم كانت الأسوأ والأكثر فسادا وسوادا فى تاريخ مصر.. وأمام ملايين تخرج يوميا تصرخ وتهتف بضرورة رحيله عن الحكومة حتى لو كان عبقرى زمانه فى شئون الإدارة وأصول الحكم.

وأظن أنه لا يليق بمصر أن تبدأ عصرا جديدا أتت به ثورة شعبية شاملة برئيس حكومة نظام أسقطته هذه الثورة بامتياز، كما أنه لا يليق برئيس حكومة حتى وإن كان مؤقتا أن يتمسك بالمنصب وهو يعلم أن أحدا من الذين صنعوا الثورة لا يريده، هو ومن بقى من وزراء عينهم مبارك قبل الخلع.

إن الفريق شفيق حاول بشتى السبل أن يتقرب إلى الشعب، من خلال ابتساماته التى لا تتوقف، وبلوفراته البسيطة، وظهوره المستمر على شاشات التليفزيون على شكل يوحى بأنه يعشق الكاميرا، بدليل أنه دشن صعوده إلى رئاسة الوزراء بالذهاب إلى ثلاثة برامج توك شو مسائية دفعة واحدة.. وكذلك يلف لفه وزير خارجية مبارك أحمد أبوالغيط الذى يعيش هو والمتحدث باسمه حالة تليفزيونية غريبة وحادة هذه الأيام، بحيث تمر ليال لا تفتح فيها التليفزيون دون أن تجد أبوالغيط على فضائية، وحسام زكى على فضائية أخرى فى توقيت واحد يرددان كلاما واحدا تقريبا.
والثابت أن هذه الطلعات التليفزيونية المكثفة لم تفلح فى إقناع الناس ببقاء شفيق وأبوالغيط ومعهما ثلة من وزراء عصر مبارك، بدليل أنه فى أعقاب ظهوراتهم الفضائية ترتفع الأعداد المطالبة بالتطهير فى ميدان التحرير، ويرتفع معها سقف المطالبات من الإبعاد إلى المحاكمة.

ومن ثم فإن حالة العناد والإصرار على البقاء فى الحكومة تبدو وكأنها نوع من الاستفزاز والتحدى لمشاعر ورغبات الجماهير، بشكل قد يعيدنا جميعا إلى مربع الثورة الأول.

وعليه فإنه لا معنى لهذا التشبث بالمنصب إلا أن شفيق وأبوالغيط ومن معهما يضحون بسمعتهم فى سبيل انتعاش مبيعات الأعلام والملصقات و«الصفافير والزمامير».

wquandil@shorouknews.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer