ن منطلق أن الشباب لن يسمحوا لأي جهة بسرقة ثورتهم
محللون مغاربة: الإخوان يبحثون عن موقع المحاور القوي
الرباط: رغم التخويف من "بعبع" الإخوان المسلمين في مصر، في حالة رحيل الرئيس حسني مبارك، والتأكيد على خروج هذا التنظيم من عزلته السياسية، بمشاركته في المفاوضات التاريخية بين النظام والمعارضة، وإمكانية سيطرته على الخريطة السياسية لهذا البلد، إلا أن المراقبين يستبعدون تماما "إنقضاض" الإخوان المسلمين على الحكم، لأسباب عدة أبرزها "عدم سماح الشباب لأي جهة بأن تسرق ثورتهم، ورفض المجتمع الدولي وجود قوة تمزج بين ما هو سياسي وديني، تكون هي المهيمنة داخل المجتمع المصري".
محللون مغاربة: الإخوان يبحثون عن موقع المحاور القوي
أيمن بن التهامي من الرباط
GMT 22:30:00 2011 الثلائاء 8 فبراير
يبدو أن التخويف من "بعبع" الإخوان المسلمين في مصر، في حالة رحيل الرئيس حسني مبارك، والتأكيد على خروج هذا التنظيم من عزلته السياسية، بمشاركته في المفاوضات التاريخية بين النظام والمعارضة، وإمكانية سيطرته على الخريطة السياسية لهذا البلد، أمر مستبعد تماما لأسباب عدة أبرزها "عدم سماح الشباب لأي جهة بأن تسرق ثورتهم، ورفض المجتمع الدولي وجود قوة تمزج بين ما هو سياسي وديني، تكون هي المهيمنة داخل المجتمع المصري" وفق محللين مغاربة.
الرباط: رغم التخويف من "بعبع" الإخوان المسلمين في مصر، في حالة رحيل الرئيس حسني مبارك، والتأكيد على خروج هذا التنظيم من عزلته السياسية، بمشاركته في المفاوضات التاريخية بين النظام والمعارضة، وإمكانية سيطرته على الخريطة السياسية لهذا البلد، إلا أن المراقبين يستبعدون تماما "إنقضاض" الإخوان المسلمين على الحكم، لأسباب عدة أبرزها "عدم سماح الشباب لأي جهة بأن تسرق ثورتهم، ورفض المجتمع الدولي وجود قوة تمزج بين ما هو سياسي وديني، تكون هي المهيمنة داخل المجتمع المصري".
وقال سعيد لكحل، الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، في تصريح لـ"إيلاف": "أعتقد أن الظروف السياسية الحالية التي تعيشها مصر، وكذا زخم الإحتجاج الشبابي في هذا البلد ضد نظام مبارك والإستبداد السياسي، الذي يجسده هذا النظام، سيجعل من المستحيل على جماعة الإخوان المسلمين الإنقضاض على الحكم".
وأكد لكحل أن "المصريين يُصعّدون من إحتجاجهم، ويخوضون ثورتهم ضد الإستبداد، ولن يسمحوا لأية جهة أن تسرق ثورتهم، وترهنهم لنظام أشد إستبداداً من نظام مبارك".
ويشرح الباحث أن "مؤسسة الجيش ستكون بالمرصاد لأي محاولة من الإخوان المسلمين للإنقضاض على الحكم، لا سيما أن هذه الجماعة تعلن عن مناهضتها لكل الإتفاقيات مع إسرائيل. وهذا في حد ذاته أكبر عائق تواجهه جماعة الإخوان المسلمين، إذا حاولت إستغلال الأوضاع الحالية للوصول إلى الحكم".
ويؤكد لكحل أن الجماعة "لن تواجه المجتمع فقط، بل المجتمع الدولي أيضا. وهذا يجعلها تفكر مليون مرة قبل الإقدام على عمل يمكنها من الاستئثار بالسلطة، ولن تخاطر بالشعب المصري ومستقبله. ومثال غزة ومعاناة سكانها ماثلا أمام أعين الإخوانيين".
يذهب تحليل عبد العزيز قراقي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الرباط، في المنحى ذاته، إذ أكد أن "التنظيم يبحث عن وضع نفسه في موقع المحاور القوي".
وأضاف قراقي، في تصريح لـ"إيلاف" أن "ما يجري حاليا هو أن الإخوان المسلمين يعرف بأن السلطة السياسية بلغت مرحلة من الضعف، ووصلت إلى مرحلة لا يتمنى أي نظام سياسي الوصول إليها، وهي فقدان المشروعية. ومن ثم فالتنظيم يبحث عن وضع نفسه في موقع المحاور القوي، الذي لا يمكن أن تتم أي تحالفات أو أي ترتيبات في المشهد المصري من دونه".
وأوضح أن "ما عدا ذلك، فإنه حتى القيادات في الإخوان المسلمين تعرف أنه لا يمكنها لوحدها أن تقود مصر، أو أن تخلق إيران جديدة، كونها تعرف بأن هناك تيارات عديدة ومختلفة داخل المجتمع المصري، حتى وإن كانت غالبية السكان في هذا البلد مسلمة"، مشيرا إلى أن "الإخوان المسلمين يعرفون جيدا أن الوضع الإستراتيجي، ووضع مصر على المستوى الدولي، يفرض عليها اليوم بأن لا تكون فيها قوة تمزج بين ما هو سياسي وديني، تكون هي المهيمنة داخل المجتمع المصري".
وقال قراقي "يجب الإعتراف بأن الإخوان المسلمين في مصر تنظيم سياسي له أهمية كبيرة، لأنه استطاع أن يبني قوته بعيدا عن السلطة، واستفاد من جميع الأزمات التي مر بها المجتمع المصري، منذ تأسيسه".
لكن هذا كما يشرح الباحث السياسي "لا يجب أن ينسينا طبيعة المجتمع المصري، التي تتميز بالتعددية، إذ لا يمكن لأي تنظيم سياسي في مصر أن يفرض نفسه كقوة وحيدة، يمكن أن تحتكر صناعة القرار السياسي، واحتكار كل الأدوار".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات