الأقسام الرئيسية

الإيرانيون حددوا موعداً لانتفاضتهم في عيد الحب ..هل تنتظر الثورة السورية نجاح مثيلتها في ميدان التحرير؟

. . ليست هناك تعليقات:

عبير جابر من الدوحة

GMT 11:30:00 2011 الثلائاء 8 فبراير

بين ثورة ياسمين تونس، وهبوب شم النسيم في ميدان التحرير في مصر، وانتفاضة شعوب عربية كثيرة رزحت لسنوات طويلة تحت أنظمة فاسدة، لم تلق الكثير من الدعوات للثورة نجاحاً لافتاً، أو عجزت عن تحقيق كامل مطالبها في مقابل سياسات تحاول استنزاف قدرة الإحتجاجات حتى آخر قطرة دم وآخر صرخة استنكار. لكن بعض الدعوات إلى الثورة، كانت محط أنظار العالم على إعتبار أنها ستحدث تغييرات متوقعة في أنظمة اشتهرت بأنها قمعية وسلوية، لكن النتائج لم تكن على قدر الأمل.
سوريا: إجهاض التحرك
على نسق ما سبقها من دعوات للثورة، إنطلقت الدعوة للثورة في سوريا من مواقع التواصل الإجتماعي وخصوصاً فايسبوك حيث خصصت أكثر من صفحة لللدعوة إلى يوم غضب سوري في 5 شباط فبراير حملت مسميات مختلفة مثل "يوم الغضب السوري" و"الخامس من شباط بدء الثورة في سوريا" و"الحرية لسوريا" و"نحو حراك شعبي في سوريا- يوم الغضب 5 شباط".
وكان لافتاً أن هذه المجموعات وجدت فوراً من يواجهها على الأثير، بشكل معارض فنشأت مجموعات تدافع عن النظام السوري وتعلن تأييدها التام للرئيس بشار الأسد ومنها ما حمل عناوين مثل "منحبك" و"ضد وقفة 5 شباط وضد يوم الغضب السوري وسوريا الله حاميها" وغيرها.
والطريف في الأمر أن المجموعات التي نشأت على فايسبوك سواء كانت موالية أو معارضة للثورة، كانت تشير إلى أن الموقع محجوب في سوريا ويمكن للأعضاء نقل مضمون الصفحات إلى المواقع الأخرى التي لم تحجب.
وتبادلت المجموعات سيولا من الإتهامات لبعضها البعض فنعتوا بعضهم بعملاء السلطة وعملاء إسرائيل وصولاً إلى تهمة العمالة لتيار المستقبل اللبناني. حتى أن البعض أخذ ينشر صوراً للداعمين للثورة ومن بينهم أعضاء إسرائيليين في الموقع مع تحديد أنهم من تل أبيب أو من مدن إسرائيلية أخرى .
مطر غزير ولا متظاهرين!
تناقلت الصفحات أخباراً صعن نشرة وكالة أخبار الشرق الجديد اللبنانية التي يترأسها النائب السابق ناصر قنديل التي تحدثت عن الدعوات للثورة مشيرة إلى أنه "لدى التدقيق في هوية ومصادر تلك الدعوات تبين أنهم جماعات منشقة تدور في فلك عبد الحليم خدام وصحبه ومجموعة من القوات اللبنانية بزعامة جعجع بالتنسيق مع عدد من العاملين في إطار اللوبي الصهيوني. وأضافت "أن نتيجة هذه الدعوات انه لم ينزل احد من السوريين إلى الشارع اليوم الجمعة بل هطل المطر غزيرا". وهدف الحملة كما تقول النشرة "هو الثأر من الانتصار السوري على الضغوط والتهديدات والحصار بعدما نجح الرئيس بشار الأسد في تحقيق انجازات كبيرة عبر دوره القيادي ضمن منظومة المقاومة والاستقلال في المنطقة والتي أفشلت الغزو الأميركي والحروب الإسرائيلية" .
في المقابل اعتبر المعارضون للنظام والداعون للثورة أن السلطة استقدمت عناصر مدربة من حزب الله لقمع المتظاهرين، وهذا ما دفعهم لعدم التحرك.
كما يلاحظ المتتبع لصفحات فايسبوك الداعية للثورة وللغضب الشعبي أن معظم المنتمين إليها من المقيمين خارج سوريا، وحتى من الأجانب.
ريح التغيير لم تهب
كان يفترض إذن وفق الدعوات التي انتشرت أن يكون يوم الجمعة موعداً للتغيير في سوريا، وكان التجمع مفترضاً أمام البرلمان السوري، لكن الإعلاميين الذي حضروا إلى المكان لتغطية الحدث، ورجال الأمن هم الوحيدون الذين تواجدوا هناك.
وقد تناولت صحيفة ذي كريستيان ساينس مونيتور الأسباب التي حالت دون خروج السوريين في مثل هذه التظاهرات، ومن بينها "الأجهزة الأمنية السورية التي تشكل طوقا متينا حول أعناق السوريين أنفسهم، إضافة إلى نسبة التأييد الكبيرة التي يحظى بها بشار الأسد كرئيس للجمهورية، وحزب البعث، الذي يحكم البلاد منذ 1963".
واعتبرت الصحيفة أن "المخابرات السورية، وفقا لمازن درويش الناشط السوري ومدير المركز السوري للإعلام والحريات، الذي أقفلته السلطات عام 2009، دأبت على تفريق التجمعات الشبابية ومنع التظاهرات المعارضة، خصوصا في الفترة الأخيرة التي شهدت موجة من التوتر في مصر".
وترى الصحيفة أن ما أقعد الفئة المتبقية من السوريين عن الخروج إلى الشارع هو الخوف من التداعيات الطائفية، واندلاع أعمال عنف على غرار ما قام به "البلطجية" المؤيدون للرئيس حسني مبارك في مصر.
وآثر ناشطون محليون آخرون عدم تأييد الاحتجاجات في سوريا متذرعين بافتقارها للتنظيم.
ولم تشهد سوريا معارضة منظمة منذ قمع النظام شخصيات علمانية ودينية وكردية تجمعت عام 2005 للتوقيع على إعلان دمشق للمطالبة بإصلاحات.
وقد تكون الأخبار التي نشرت عن منع التظاهرات السورية المؤيدة لثورة مصر دليل على أن النظام السوري يمنع مظاهر التضامن مع المصريين خوفاً من أن تبث فيهم روح الثورة.
ومع ذلك نظم عدد من الشباب اعتصامين تعاطفاً مع المصريين في دمشق يوم الأربعاء الماضي أحدهما كان إعتصاماً أضيئت فيه الشموع أمام مقر السفارة المصرية، بينما كان الثاني في منطقة باب توما في دمشق القديمة.
ومع أن الحديث عن تنظيم اعتصام أمام السفارة قيل أنه مر بسلام، إلا أن إعتصام باب توما لم يكن كذلك. حيث أشارت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان الخميس إلى أن السلطات السورية لم تتدخل عندما تعرض 15 شخصا للضرب لدى محاولتهم تنظيم تجمع على ضوء الشموع تأييدا للثورة المصرية، حيث نقلت عن ناشطين قولهم إن 20 رجلا بثياب مدنية ضربوا وفرقوا 15 متظاهراً تجمعوا أمام مركز للشرطة في منطقة باب توما يوم الأربعاء.
وكشفت هيومن رايتس ووتش أن غسان النجار القيادي في إحدى الجماعات الإسلامية الصغيرة في مدينة حلب والبالغ من العمر 75 عاما، قد اعتقل وهو من بين الشخصيات المحلية القليلة النشطة التي طالبت السوريين بالخروج في مظاهرات احتجاج سلمية.
وكان بيان تناقلته مواقع إلكترونية حمل اسم "جماعة الإخوان المسلمين في سورية" قد هدد بالسير على ما أسماه خطى الحرية، ودعا الشعب السوري للثورة ضد نظام الرئيس بشار الأسد، مشيرا إلى ضرورة الاستفادة مما يحدث في مصر
واعتبر البيان أنها فرصة لتحقيق ذلك، ونقلت مواقع إلكترونية مطالب الجماعة بالإفراج عن المعتقلين، وإلغاء الطوارئ، وتعديل الدستور، واستيعاب العاطلين عن العمل.
ومنع تظاهرة مؤيدة لبشار
رداً على الدعوات للغضب وإسقاط نظام بشار الأسد، تداعى مجموعة من الشباب لتنظيم تظاهرة سيارة، مساء يوم الجمعة الماضي الذي كان محدداً للغضب، لكن ما تناقلته وسائل الإعلام أشار إلى أن الأجهزة الأمنية السورية منعت المسيرة المؤيدة للسلطات والنظام من الانطلاق في دمشق رداً على ما اعتبره هؤلاء أنه تحريض جهات خارجية للشعب السوري عبر شبكة الإنترنت.
ولم تنطلق تلك المسيرة التي كانت ستجوب شوارع دمشق مساء الجمعة عبر السيارات بعد أن تجمعت العشرات منها والتي كان يقودها سوريون معظمهم من الشباب في ساحة الجلاء في دمشق وتبلغ المشاركون أنه لا يمكنهم الإنطلاق بمسيرتهم تلك فتفرقوا.
غضب سوري في العالم
إذا كان يوم الغضب أجهض محلياً لأسباب مختلفة، فإن السوريين في المهجر قرروا الغضب على طريقتهم، فانطلقت مسيرات في عدد من الدول الأوروبية وفي أستراليا، حيث خرج عدد كبير من المتظاهرين السوريين السبت في مدن باريس ولندن وبروكسل ليطالبوا برحيل بشار الأسد وعائلته رمز الفساد في البلاد.
وحمل المتظاهرون الأعلام السورية ولافتات تنادي بسقوط الأسد الذي ورث الحكم عن والده. وشهدت ساحات العاصمة باريس مشاركة مئات الأشخاص الذين نادوا بإجراء تغيير فوري في سوريا وطالبوا بحقوقهم المسلوبة.
وفي بروكسل هتف المتظاهرون بشعارت "سورية حرّة حرّة بشار طلاع برّا" ونادوا على غرار المصريين:"الشعب يريد إسقاط النظام"، مناشدين إخوانهم في سوريا بالخروج كما جرى في ثورة الياسمين التونسية والانتفاضة المصرية.
إحتلال السفارة السورية في أستراليا
أما المظاهر الأبرز للإحتجاج فكانت عندما قام أحد السوريين المقيمين في أستراليا وهو الناشط أشرف المقداد، بتقييد نفسه أمام مدخل السفارة السورية مما أدى إلى إغلاقها لعدة ساعات. وقد اسنتجد العاملون في السفارة بالشرطة الفدرالية الأسترالية. لكن الشرطة رفضت إعتقال الناشط السوري رغم إصرار السفارة.
وقد هتف الناشطون بإسقاط بشار الأسد وعقدوا مؤتمراً صحفياً شرحوا فيه أحوال الشعب السوري تحت رئاسة بشار الاسد الفاسدة كما قالوا.
وإذا كان يوم الغضب أقل من القدر الذي توقعه الكثيرون فإن البعض يعتبر أن ثورة سوريا تنتظر نضوج ثورة مصر ووصولها إلى تحقيق نتائجها كاملة بسقوط الرئيس حسني مبارك وتنحيه عن السلطة، حتى تنطلق الشرارة إلى دمشق فتسقط الثورة بشار الأسد.
إيران: موعد مع الثورة.. من جديد
في المقلب الآخر للثورات التي بدأت تنتشر في العالم، دعت المعارضة الإيرانية لتسيير تظاهرات حاشدة في البلاد الأسبوع المقبل، تحت شعار تأييد التحركات الشعبية في تونس ومصر.
ويعد هذا التحرك المتوقع أول تحرك في الشارع للمعارضة منذ أشهر، بعد أن تعرض أفرادها لحملة قمعية من السلطات إثر الاحتجاجات على إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد، في خطوة قد تحرج الحكومة الإيرانية التي سبق أن أيدت تحركات مصر وتونس.
ولعب الإنترنت دوره في إيران أيضاً بالدعوة للتظاهرات حيث انتشرت الدعوة عبر المواقع الإلكترونية الخاصة بالمرشح الرئاسي الإصلاحي السابق مير حسين موسوي، ومنافسه الذي تحالف معه لاحقا مهدي كروبي. وقد أرفق مع الدعوة أن القياديين قدما طلباً رسمياً لترخيص التظاهرة التي ستجري في 14 شباط - فبراير الجاري.
وبحسب ما نقلته المواقع، فإن طلب المعارضة قد جاء فيه إن الهدف من المظاهرة: "إعلان الدعم للتحركات الشعبية في المنطقة، وخاصة للحركات التي تبحث عن حرية الشعبين المصري والتونسي بمواجهة الدكتاتورية."
وكانت المعارضة الإيرانية قد نفذت تظاهرات واسعة في شوارع مختلف مدن البلاد بعد الانتخابات التي أعادت نجاد إلى السلطة لولاية جديدة عام 2009، متهمة النظام بتزويرها. ورفع المحتجون الإيرانيون خلال تلك التظاهرات التي عرفت باسم "الحركة الخضراء" شعارات تشبه بشكل كبير شعارات المعارضة في تونس ومصر، ولكن السلطات الإيرانية قمعت التحركات بعنف. وأدت المواجهات لسقوط أعداد من القتلى والجرحى، وجرى تنظيم محاكمات علنية لرموز المعارضة بتهمة "العمالة لقوى أجنبية."
ومما لا شك فيه أن طلب التحرك المقدم من موسوي وكروبي سيشكل إحراجاً كبيراً للحكومة الإيرانية التي تدعم علناً التحركات المعارضة للنظام المصري، وقد حرص المرشد الإيراني علي خامنئي، على توجيه رسالة للمحتجين المصريين الجمعة، اعتبر فيها أن تحركاتهم تعبر عن "صحوة إسلامية" تشبه الثورة الإيرانية.
وبين ثورة إيران السابقة التي أبعدت الشاه، والثورة السلمية الإصلاحية، لا يمكن توقع ما ستشهده البلاد الأسبوع المقبل في يوم عيد الحي الممنوع الإحتفال به في إيران، فهل سيكون عيداً للثورة؟ الأيام القليلة التي تفصلنا عن الوعد ستكون هي الحكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer