واحد من كل ثمانية أشخاص يعمل في القطاع
الخميس 14 ربيع الأول 1432هـ - 17 فبراير 2011مأخلت الثورة المصرية الفنادق والنوادي الليلية والحانات من النشاط السياحي الذي يعمل به واحد من كل ثمانية مصريين، لكن العاملين في هذا القطاع يتوقعون أن يكون التعافي سريعا وأن تنعش الثورة أعمالهم في الأجل الطويل.
وبلغت إيرادات مصر التي تنعم بشواطئ دافئة طيلة العام وبثروة من الآثار الفرعونية نحو 11 مليار دولار من السياحة في 2009، وفقا لوزارة السياحة، وهو ما يشكل أكثر من عشر الناتج المحلي الإجمالي.
ودفعت الاحتجاجات التي استمرت 18 يوما العديد من البلدان إلى إصدار تحذيرات من السفر إلى مصر، وهو ما عطل النشاط السياحي. وأصبحت مواقع سياحية مثل أهرامات الجيزة التي تزدحم عادة بالزائرين خالية.
لكن العاملين في شرم الشيخ، وهو منتجع في شبه جزيرة سيناء يعج غالبا بأعداد كبيرة من السائحين في مثل هذا الوقت من السنة، يقولون إنهم يأملون أن تجذب البلاد السائحين بعدما تخلصت من قيود الحكم الاستبدادي.
وقال محمود الحليفي 30 عاما الذي يدير مطعما مفتوحا على ساحل البحر "لدينا شعور جيد للفترة القادمة. الناس يأتون إلى هنا خمس أو ست مرات ويعودون مجددا. ربما سيكون لديهم شعور جيد في المرة القادمة.. شعور بالحرية".
وقالت غرفة المنشآت الفندقية المصرية إن معدل إشغال الفنادق في شرم الشيخ والغردقة هوى إلى 11% من 75% بعد اندلاع الاحتجاجات في 25 يناير/ كانون الثاني.
وخلال الفترة القصيرة التي أمضاها عمر سليمان في منصب نائب الرئيس قال إن نحو مليون سائح غادروا مصر، وهو ما سبب خسائر قدرها نحو مليار دولار.
وليست هذه المرة الأولى خلال العقد الحالي التي يضطر فيها قطاع السياحة المصري للتعافي من شلل مدمر.
فمن هجمات 11 سبتمبر/ أيلول في الولايات المتحدة إلى تفجيرات سيناء إلى هجمات أسماك القرش في البحر الأحمر إلى بركان آيسلندا في العام الماضي.. كثيراً ما تضرر القطاع بسبب أخبار كهذه. ورغم ذلك ظل الاتجاه العام دائما صاعدا.
وقالت هالة الخطيب الأمينة العامة لغرفة المنشآت الفندقية "أنا متفائلة جدا بأن السياحة ستنتعش سريعا جدا. إنني أعتقد أن السائحين سيعتبرون الثورة أمرا إيجابيا".
وأضافت أنها لا تلحظ تسريح عمالة على نطاق واسع حتى الآن.
التعاطف مع الثورة
وقال محمود، وهو متعهد رحلات في شرم الشيخ رفض ذكر اسمه الكامل مفضلا ذكر اسم شهرته محمود كريستال؛ إنه لم يستقبل عميلا واحدا منذ أكثر من أسبوع، لكنه معتاد على تعاقب فترات الانتعاش والركود.
وقال وهو في مكتبه الخاوي وأمامه كتب للارشاد السياحي بالروسية والإيطالية والإنجليزية إنها مدينة مجنونة.. مثل ناد للقمار.
ورغم تراجع الإيرادات إلا أن التعاطف مع الثورة يسود بين سكان شرم الشيخ الذين جاء كثير منهم إلى المدينة من القاهرة والدلتا لعدم وجود فرصة عمل هناك.
وفي مطعم تابع لسلسلة شهيرة، ردد العاملون في قسم المشروبات هتافات ثورية الليلة الماضية وهم يستذكرون ترددهم على ميدان التحرير قلب الحركة الاحتجاجية ويتحدثون في الشأن السياسي أثناء تقديم البيرة للسائحين.
ويشعر كثيرون في قطاع السياحة بنفس الغضب من المحسوبية والفساد، وهما من الشكاوى الرئيسية للمحتجين. ويواجه وزير السياحة السابق اتهامات بالكسب غير المشروع.
وقالت اثنتان من كبرى شركات السياحة في أوروبا يوم الإثنين إنهما سيستأنفان رحلاتهما من ألمانيا إلى مصر في مارس/ آذار.
وكانت الوحدتان الألمانيتان للمجموعتين البريطانيتين توماس كوك وتي.يو.آي ترافل قد ألغتا رحلات حتى نهاية فبراير/ شباط.
ولم يعبأ بعض السياح بالاضطرابات خاصة البريطانيين. وخلافا للعديد من الدول التي نصحت مواطنيها بعدم السفر إلى مصر كلها نصحت بريطانيا مواطنيها بتفادي المدن الكبيرة كالقاهرة والإسكندرية والسويس، لكنها لم تحذرهم من السفر إلى منتجعات مثل شرم الشيخ.
وقال سايمون بوكس 27 عاماً وهو مدير في مجال تكنولوجيا المعلومات متحدثا عن شرم الشيخ قبل وبعد الثورة، "أعتقد أنها ستكون بخير في الحالتين. إنها كدولة قائمة بحد ذاتها".
واستبعد بوكس أن يؤثر تغير هيكل الحكم في مصر على السائحين الأوروبيين الذين تجذبهم شمس الشتاء على ساحل البحر الأحمر.
وقال "سيؤثر ذلك على الناس.. لا شك في هذا. لكني أعتقد أن السياحة ستظل كما هي".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات