الأقسام الرئيسية

الكويتيون.. يتنفسون مصر!!

. . ليست هناك تعليقات:

كتب علي الراشد :


بقلم النائب علي الراشد
(أمين سر مجلس الأمة الكويتي)
عشنا مع مصر.. منذ أن قام شبابها البريء النقي بثورته في 25 يناير.. اسبوعين مريرين.. ملأنا فيهما القلق والخوف من ان تفضي المطالبات بالاصلاح السياسي والاقتصادي الى وقوع صدام قد يحرق الاخضر واليابس. ولكننا واثقون ان مصر بتاريخها العريق، انجبت رجالا يستطيعون تخطي الصعاب والمحن والخطوب في الحرب والسلام، والعودة بها الى بر الامان.
نحن نخاف على مصر لأننا نتنفسها، فهي في كل مكان بيننا، في حاضرنا وفي تاريخنا، في معاركنا ومعارك امتنا، روابط الدم تجمع بيننا، كم من دماء كويتية امتزجت بشقيقتها المصرية في حروب الامة المجيدة، في 67 و73 وحرب تحرير الكويت. كنا دائما معا في اوقات المحنة وفي اللحظات الحلوة، لا ننسى فضل مصر بنخبة مفكريها الذين صاغوا حضارتها في الخمسينات والستينات، ومدرسيها الذين كانوا منارة عقولنا منذ تلك السنوات.
ما زلت اذكر من تجربتي الشخصية، انني عندما درسنا القانون، كنت ادرس دستور الكويت الذي ساهم في وضعه اساتذة وفقهاء القانون الدستوري المصري، مثل الراحل العظيم الدكتور عبدالرزاق السنهوري. وعلى مدى سنوات تجربتي خلال التحاقي بسلك القضاء الكويتي، كان استنادنا دوما الى احكام محكمة النقض المصرية.
كما اننا خلال تشرفي بعضوية المجلس التشريعي ما زلت انا وزملائي نعتمد على الخبراء والمستشارين والفقهاء الدستوريين والاقتصاديين المصريين، عند اعداد مشروعات بقوانين.
هذه هي مصر التي تنفسها الكويتيون منذ الصغر، والى ان اشتد ساعد الكويت، فعلى ايدي ابنائها تطببنا وتعلمنا، وتفقهنا في القانون، ووضعنا اسس نهضتنا الحديثة.
عاشت مصر فينا وعشنا فيها، قبل ان يساهم تلاقي المصالح بين الدولتين في ارتباطهما بشكل اوثق واوثق. اليوم.. وبعد ايام القلق والخوف، استذكر قوة مصر.. في تراثها العريق وحضارة السبعة آلاف سنة، في رجالها الذين يقهرون الصعاب.. ويجمعون بين حكمة الشيوخ وعزم الشباب، اثق بأنها سوف تعبر المحنة.. بفضل كثير من هؤلاء الرجال القادرين على التوفيق بين الفرقاء، رجال من امثال ومن وزن الفقيه الدستوري الدكتور يحيى الجمل، الذي ما زلنا ننهل من علمه الغزير، والدكتور احمد كمال ابو المجد الذي ما زالت بصماته الفقهية والدستورية حاضرة لدينا، وان مصر قادرة على النهوض مرة اخرى حتى يستطيع المصريون ان يتنفسوا الصعداء ومعهم الكويتيون الذين يتنفسون مصر.

ينشر بالتزامن مع الزميلة «المصري» (المصرية)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer