الأقسام الرئيسية

"يوم غضب" في اليمن ضد العنف في "عدن" غدًا

. . ليست هناك تعليقات:
بعد سقوط أكثر من عشرين قتيلاً وعشرات الجرحي في التظاهرات

غمدان اليوسفي

GMT 8:00:00 2011 الإثنين 28 فبراير

تستعد المحافظات اليمنية للخروج غدًا الثلاثاء في مسيرات كبرى لمساندة مدينة عدن التي تعرضت لعنف من قبل قوات الأمن ضد المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام والتي سقط ضحيتها 24 قتيلاً وعشرات الجرحى.


من مواجهات عدن يوم الجمعة الماضية

بدعوة من أحزاب اللقاء المشترك المعارضة في اليمن ومنظمات مجتمع مدني ومنظمات حقوقية وشخصيات اجتماعية يحتشد مئات الآلاف من اليمنيين في كثير من محافظات البلاد للتضامن مع ضحايا عدن الذين سقطوا خصوصا يومي الجمعة الماضية والتي قبلها.

أحزاب المشترك دعت أعضاءها وأنصارها إلى المشاركة الفاعلة في "يوم الغضب" تضامناً مع "شهداء" عدن وكل شهداء المسيرات السلمية، وذلك في ساحات الاعتصامات العامة في مختلف محافظات الجمهورية.

واستنكرت أحزاب اللقاء المشترك بشدة ما وصفته بـ"الجرائم البشعة التي تقترفها القوات المعنية بأمن وسلامة المواطنين وفعالياتهم الاحتجاجية المكفولة دستوريا".

وتحدث بيان المشترك عن "استشهاد تسعة متظاهرين وإصابة العشرات في المجزرة الدموية البشعة التي شهدتها مدينة عدن يوم الجمعة"، "والتي تورطت في أحداثها الدموية كلاً من القوات الخاصة والأمن المركزي وقوات النجدة عبر إطلاق الرصاص الحي عشوائيا على المتظاهرين سلميا في المدينة وعلى منازل المواطنين واقتحام بعضها بالقوة ودهس بعض المتظاهرين ومنع إسعاف الجرحى منهم" وفقا للبيان.

وعبر المشترك عن أسفه الشديد لتحول قوات الأمن إلى قوات تعمل خارج القانون باقترافها لتلك الجرائم بالدموية التي طالت السكان الآمنين في منازلهم مدينة عدن.

ويواصل عشرات الآلاف من اليمنيين في صنعاء وتعز وعدن اعتصامهم السلمي مطالبين برحيل النظام في ظل توقف الحوار بين السلطة والمعارضة وتواصل الاستقالات من قبل قيادات تنفيذية وقيادات في الحزب الحاكم المستنكرة لأعمال العنف.

عنف غير مبرر

وحول هذا الاعتصام وما حدث لعدن يتحدث لـ إيلاف الباحث والمحلل السياسي راجح بادي الذي يرى إن : "أحزاب المعارضة أجادت التقاط هذه اللحظة للخروج في تجمعات حاشدة للوقوف وفاءا لعدن وتضامنا مع ضحاياها الذين سقطوا مؤخرا".

وقال إن "مثل هذا التضامن سيعزز من التلاحم والإبقاء على رفع شعار وحدة اليمن ووحدة المطالب بعد أن تعرضت الوحدة لاهتزازات وتشققات بسبب السياسات الخاطئة للسلطة، وستعزز مثل هذه الوقفات التضامنية من روابط النسيج الاجتماعي".

وعن خصوصية التعامل مع مدينة عدن وازدياد حدة العنف فيها يقول بادي إن عدن "لها رمزية سياسية في الواقع اليمني فهي كانت عاصمة لما كان يسمى بـ جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.. مدينة الحضارة والعلم، وربما هي المدينة الوحيدة في اليمن التي لا توجد فيها أمية وأعتقد أنها مدينة ستحدد مستقبل خلال الأعوام القادمة".

ويضيف بادي: "للأسف هناك عنف غير مبرر وقاسي لاحظه جميع اليمنيين مورس في عدن خلال الأسبوع الماضي، وكثرت التأويلات والتفسيرات حول العنف المفرط تجاه أبناء محافظة عدن أثناء خروجهم في مسيرات سلمية تعبر بمطالب مشروعة كفلها لهم الدستور والقانون، لكن أقرب التحليلات للواقع إن مدينة عدن كانت خلال الفترة السابقة حين شهدت عدد من المحافظات الجنوبية أنشطة لما يسمى بـ الحراك الجنوبي، مثل الضالع وأبين ولحج كانت هي الأكثر هدوءا مقارنة بهده المحافظات".

وأشار إلى أنه "لم يرفع في عدن خلال الفترات السابقة ما يسمى بمصطلح فك الإرتباط إلا على استحياء، والمعلومات المؤكدة إن الشعارات المرتبطة بفك الارتباط كانت ترفع من قبل أبناء المحافظات المجاورة وليست من قبل أبناء عدن."

وأورد أن: "قوى الحراك الجنوبي بذل جهودا كبيرة لإدخال عدن في صميم ذلك الشعار لكنها فشل في معظم محاولاته لأنه يدرك إن عدن إذا تحركت مع مطالب بعض الأصوات المطالبة بفك الإرتباط فإن ذلك بالتأكيد كان سيحقق لهم نصرا كبيرا لكن عدن ظلت عصية وممانعة لمثل هكذا مطالبات".

وعلى العكس من ذلك يرى راجح بادي الأمر حين تعلق بتحرك اليمنيين للمطالبة بالتغيير في اليمن فقد "خرجت عدن وبقوة وهو ما فاجأ الجميع حتى المعارضة فوجئت قبل السلطة أن تخرج عدن بهذه القوة للمطالبة بتغيير النظام السياسي في اليمن، وهذا أحدث ارتباك شديد لدى السلطة التي كانت تظن إن عدن هي المحافظة الآمنة وإن سيطرتها وقبضتها على عدن محكمة".

لدغة من جحر آمن

يصف راجح بادي ما حدث بأنه دائما "لدغة أتت من جحر آمن" مشيرا إلى أن ردة الفعل في هذه الحالات تكون أشد عنفاً. وقال: "اختفت أصوات الانفصال وظهرت الأصوات المطالبة برحيل النظام، وهذا أقلق النظام، فعدن حين تطالب بالتغيير والرحيل مع بقية في تعز وصنعاء والحديدة، وهذا يعني توحد مطالب اليمنيين كلهم".

ويعتقد إن "السلطة تسعى إلى إثارة مخاوف الناس حول أن هناك من يطالب بالانفصال، وأن هناك من يريد عودة الملكية في بعض المحافظات الشمالية لكن مطالب العدنيين تسقط بعض هذه الدعايات التي تحاول السلطة أن تروجها في الشارع اليمني لكي تخيف أبناء المحافظات الشمالية للخروج للمطالبة برحيل النظام خوفا من الانفصال وعودة الملكية في الشمال".

واعتبر إن "توحد العدنيين أسقط هذه الورقة من يد السلطة، فلجأت إلى العنف لكي يرفع العدنيين شعار فك الارتباط وبالتالي جعل المطالبين بالتغيير في المحافظات الشمالية يعيدون حساباتهم من المطالبة برحيل النظام طالما وأن عدن بدأت تطالب بالانفصال".

وأورد بادي إن سيارة مجهولة جاءت إلى اعتصام يتم تنفيذه في مدينة المنصورة جاءت محملة بأعلام اليمن الجنوبي السابق فرفض المعتصمون استلام الأعلام ووحدوا نداءهم بتغيير نظام صالح.

أمام اليمن مشوار طويل للخروج من هذه الدوامة حيث لازال الجميع هنا يمارس الصمت السياسي في ضل صراخ مطالب من ساحتي التغيير في صنعاء والحرية في تعز وغيرهما من الساحات في عدن والمكلا وغيرها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer