الأقسام الرئيسية

إلى الرئيس البشير: النداء الأخير قبل انفصال الجنوب

. . ليست هناك تعليقات:


أبو عبدالله الصغير المعاصر، صاحب ثورة الإنقاذ الإسلامية القشور، يبدو وكأنه جاء للحكم لكي يتنازل عن جنوب السودان.

ميدل ايست أونلاين


بقلم: محمود طرشوبي


فاضت جروح فلسطين مذكرة جرحا بأندلس للآن ما التأما

يا امة غرها الاقبال ناسية ان الزمان طوى من قبلها امما

كانت كحالمة حتى اذا انتبهت عضت نواجذها من حرقة ندما

سيلحقون فلسطين باندلس ويعطفون عليها البيت والحرما

وكأني أشعر بأن أبو عبدالله الصغير أخر حكام الأندلس، والذي فرط وباع دينه ودولته يتجسد مرة أخرى في شخص الرئيس السوداني البشير، والذي يوصف بأنه حاكم إسلامي، وتاريخ الإسلام لن يذكره بخير أبدا. هكذا سيصبح يوم التاسع من يناير 2011 يوماً باكيا في تاريخ الأمة الإسلامية، لماذا لا تندمل جروحنا ومآسينا أبداً، لماذا تطلع الشمس كل يوم لتذكرنا بكارثة جديدة ستطوق بلاد العرب.

أني أتسال يا سيادة الرئيس قمت بثورة أطلقوا عليها إسلامية ولم أر فيها إسلاماً غير قشور تخدع الغافل، إن الإسلام لا يرضى أن نفرط في أراضي رويت بدماء الصحابة والتابعين، إن حق تقرير المصير لا يعني تفتيت بلاد المسلمين، والا لما لم تعط أسبانيا إقليم الباسفيك هذا الحق، ولماذا لم تسمح بريطانيا لإيرلندا بذلك، ولكن بلاد المسلمين مستباحة وأراضيهم يعربد فيها فريناندو وإيزبيلا منذ زمن طويل.

لاشك ان جريمة انفصال الجنوب قد حاكتها دول الغرب على قاعدة فرق تسد، وقد اجبروا فيها الأطراف على توقيع اتفاق نيفاشا العار والخيانة، لكن بجميع المقاييس فإن ذلك لا يعفيك يا سيادة الرئيس من مسؤولياتك أمام الله والامة، وما يسمى حق تقرير المصير (الانفصال) هو خدعة من الغرب، لتقسيم بلاد المسلمين، وهو حق للشعوب المستعمَرة، وليس لأبناء البلد الواحد، وإلا فلماذا لا يجرونه في بلادهم، وكثير منها مكوّن من شعوب متنوعة، وقوميات مختلفة، ولغات متعددة!؟

إن الأمر جد وليس بالهزل والخطب جلل، ولا يحتمل السكوت او المهادنة، وأما طرح التنازل عن عائدات نفط الشمال للجنوب ترغيبا منك في الوحدة، هذه شيم الضعفاء فلتتق الله في هذه الأمانة التي ستحاسب عليها في يوم لا ينفعك فيها مال ولا منصب ولا جاه ولا سلطان، ولن تغني عنك امام الله دول الغرب ولا دول الشرق شيئا، خاصة وانك بلغت من العمر ما بلغت، فلتتب الى الله ولتستغفره ولتكفر عن ذلك باستنفار الجيش وكل من يقدر على حمل السلاح لمنع هذه الجريمة من الوقوع، أنت المسؤول الأول عن هذه الجريمة، فبيدك الغاؤها وبيدك تنفيذها.

يا سيادة الرئيس ان الامم المتحدة ومجلس الأمن وهي فروع من وزارة الخارجية الاميركية بالاضافة الى دول الغرب لن تعمل لصالحك او لمصلحة السودان بشماله وجنوبه او لمصلحة الامة الاسلامية، انهم بلا شك يعملون للسيطرة على العالم وخاصة بلاد المسلمين ومنها السودان، واني اخاطبك من منطلق التحذير من المنكر قبل وقوعه، وهل هناك منكر ينتظر حدوثه أكبر من فصل جنوب السودان عن شماله، فلتكن ممن ينتصر للإسلام والمسلمين وبلاد المسلمين، لتسجل مع القادة الذين غيروا مجرى التاريخ كأبي بكر وعمر وصلاح الدين وقطز وغيرهم، ولتري الله منك وقفة يحبها الله ورسوله وتمنع تنفيذ الجريمة وانك لقادر ان عزمت ان شاء الله.

في مقابلة مع قناة الجزيرة تحكي شاكياً إن حكومة السودان وفت بالتزاماتها فيما يتعلق باتفاقية السلام الشامل، ولكن الحركة الشعبية هي التي دعت إلى الانفصال في آخر أيامها رغم أن الاتفاقية تلزم الطرفين بالعمل من أجل الوحدة.

وتزعم مضللاً أن حكومتك قامت بأكثر مما هي مطالبة به لتشجيع الوحدة، مشيرا إلى أن الحركة الشعبية هي التي لم تلتزم بوعدها، وبدأت تدعو إلى الانفصال بعد مؤتمر نيويورك.

وتقول يا سيادة الرئيس إن ما جعل الجنوبيين ينساقون وراء إغراء الانفصال هو معاناتهم الطويلة جراء الحرب وما عانوه من حرمان، مشيرا إلى أن الحركة لم تلتزم بالتنمية لتخفيف آثار تلك المعاناة، مغفلاً أن اتفاقية نيفاشا لم تُصَغْ أميركيّاً إلا لأجل الانفصال وانك قمت بدورك لإنجاحها على أتم وجه.

ويؤكد أبو عبدالله الصغير (البشير) أن هناك مؤامرات لتفتيت السودان قد لا تتوقف عند انفصال الجنوب متناسياً بأنه عامل رئيس في إنجاحها وأنه دون غيره من حكام السودان كان عليه إتمام هذا التفتيت. وذكر على سبيل المغالطة بأن السودان كان موحدا في الظاهر مقسما في الحقيقة منذ قانون المناطق المغلقة والذي فرضه المستعمر البريطاني.

وتلبية لطلبات أميركا وترسيخاً لحقيقة الانفصال الجريمة خلص إلى أن الجنوبيين في الشمال سيصبحون أجانب مع بعض الامتيازات في الشمال، وقال إنهم سيكونون آمنين على ممتلكاتهم وأنفسهم، مستبعدا فكرة ازدواجية الجنسية.

وإقراراً منه من طرف خفي بتغلغل النفوذ اليهودي في المنطقة أبدى البشير عدم اهتمامه بما قد يقيمه الجنوب من علاقات مع إسرائيل، وقاسها على دول أخرى جارة للسودان تقيم علاقات مع إسرائيل غير آبه من أن دولة الجنوب ستكون موطئ قدم لليهود والمستعمرين.

أنت يا سيادة الرئيس، يجب عليك أن تتخذ موقفا حازما تجاه هذه القضية المصيرية، مهما كلف ذلك من ثمن، ويجب عليك أن تستنفر كل من يقدر على حمل السلاح لمنع هذه الجريمة من الوقوع، لتبرئ ذمتك أمام الله قبل أن تراق الدماء، ويجب أن تطلب ممن يريد فصل جنوب السودان عن شماله أن يرجع إلى الحق، فإن أبوا فاستعن بالله وقاتلهم، فإن لم تفعل فإنك تتحمل المسؤولية أمام الله وأمام الأمة، وتذكَّر أنك ستقف أمام الله سبحانه في يوم لن ينفعك فيه مال ولا بنون ولا غرب ولا شرق ولا جاه ولا سلطان، وتذكر أنك مؤتمن على بلاد المسلمين التي لا يجوز التنازل عنها أو المساومة عليها مهما كانت الدوافع والملابسات، ويجب أن تُفدى هذه البلاد بالمهج والأرواح مهما كلف ذلك من تضحيات، والله سبحانه وتعالى يقول: {يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَخُونُوا ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَـٰنَـٰتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}.

محمود طرشوبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer