ذكرت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» أن الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الإسكندرية تمكنت من إعادة الهدوء إلى منطقة كنيسة القديسين مار مرقص والأنبا بطرس في منطقة سيدي بشر التي شهدت حادث الانفجار المأسوي في أولى ساعات العام الجديد. وكانت المنطقة شهدت بعض الاحتكاكات والمناوشات بين قلة متطرفة من المسلمين والمسيحيين عقب وقوع الانفجار.
وقالت الوكالة إن الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية تواصل جهودها لتحديد هوية مرتكبي الحادث وضبطهم، حيث يقوم رجال المعمل الجنائي حاليا بفحص السيارة المستخدمة في الحادث للوقوف على نوعية المواد المتفجرة المستخدمة في الحادث وكميتها.
واعتبر محافظ الإسكندرية عادل لبيب أن الحادث استهدف جموع المصريين وليس الإخوة الأقباط. وفي تصريحات خلال تفقده موقع الحادث، قال لبيب إن الحادث تم ليلة رأس السنة التي يحتفل بها المسلمون والأقباط. وأكد أنه يتم الآن حصر الإصابات داخل المستشفيات التي تم نقل المصابين إليها، مضيفا أن رجال الشرطة يقومون الآن بجمع الأدلة لاستكشاف كيفية وقوع الحادث.
وقام محافظ الإسكندرية بزيارة عدد من المصابين في مستشفى شرق المدينة وأعلن عن تقديم إعانة فورية لأسر المتوفين قيمتها 15 ألف جنيه عن كل متوفى.
وقال شاهد عيان لوكالة «رويترز» إن جثثا وأشلاء نقلت من مكان الانفجار إلى داخل الكنيسة بعد الاشتباكات بين الشرطة وبعض المسيحيين موضحا أن الجثث والأشلاء كانت مغطاة بسجاجيد وورق صحف.
وقال الشاهد إن مئات المسيحيين تجمعوا أمام الكنيسة بعد الانفجار وإن بعضهم رشقوا مسجدا مواجها لها بالحجارة مما أدى لتهشم زجاج واجهته.
وأضاف أن قوات مكافحة الشغب أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على المسيحيين المتجمعين أمام الكنيسة مما أدى لابتعادهم عن المكان لكنهم سرعان ما تجمعوا يه من جديد.
وتابع أن الشرطة قطعت التيار الكهربائي عن المسجد لمنع شبان مسلمين من استخدام مكبر الصوت الخاص به في ترديد شعارات إسلامية.
وقال بعض الشهود إن المسيحيين الذين تجمعوا أمام الكنيسة رددوا هتافات منها «بالروح بالدم نفديك يا صليب».
وقال شاهد إن الشبان المسيحيين رشقوا قوات الشرطة بعد وقوع الانفجار بساعات بزجاجات حارقة في حين أطلقت عليهم قوات الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع.
وأضاف أن المسيحيين منعوا مدير أمن محافظة الإسكندرية اللواء محمد إبراهيم من دخول الكنيسة في وقت سابق.
وتابع أن قوات الشرطة سيطرت على المكان الذي كان يقف فيه المسيحيون أمام الكنيسة لكن شبانا واصلوا إلقاء زجاجات فارغة وحجارة من أعلى الكنيسة على قوات الشرطة.
وقال الشاهد إن شبانا مسلمين كانوا يقفون خلف قوات الشرطة أثناء الاشتباكات رشقوا المسيحيين بالحجارة.
وقالت «رويترز» إن مصر تشهد توترا طائفيا محسوسا منذ مقتل اثنين من المسيحيين وإصابة عدد آخر ورجال شرطة في أحداث العمرانية في نوفمبر الماضي.
وأضافت الوكالة: «يمكن أن يكون انفجار الليلة الماضية مؤشرا لبداية إحياء للنشاط المتشدد الذي مرت به البلاد في الثمانينيات والتسعينيات الذي كان المسيحيون هدفا بارزا له إلى جانب رجال الشرطة والسائحين».
ولفتت إلى وقوع «الانفجار بعد أسابيع من انتخابات لمجلس الشعب لم يتمكن الإخوان المسلمون الذين يمثلون الإسلام المعتدل من الفوز فيها بمقعد مما حدا بمحللين وسياسيين إلى توقع عودة النشاط المتشدد الذي كان أوقع نحو ألف قتيل».
واستدركت بقولها إن «مراقبين نوهوا عن تهديد جماعة تنسب نفسها لتنظيم القاعدة في نوفمبر الماضي باستهداف الكنائس المصرية بسبب ما قال إنهن أسيرات مسلمات في أديرة في إشارة إلى مسيحيات تردد أن الكنيسة القبطيةاستردتهن بعد دخولهن في الإسلام».
وكانت مصر عززت إجراءات الأمن حول الكنائس ومنعت السيارات من التوقف أمامها مباشرة بعد تهديد تنظيم دولة العراق الاسلامية.
وقال شاهد لرويترز عبر الهاتف: «هذا مشهد من بغداد».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات