الأحد، 23 يناير 2011 - 13:52
بسم الله الرحمن الرحيم- الإخوة والأبناء ضباط وجنود الشرطة ..
- السيدات والسادة ..
أولا أعبر عن تهنئتى لجهاز الشرطة لتوصلهم إلى مرتكبى العمل الإرهابى بالإسكندرية ..إن ما استمعنا إليه الآن من السيد وزير الداخلية يشفى صدور جميع المصريين ويضع وساما جديدا على صدور رجال الشرطة ونحن نحتفل بعيدهم."يأتى احتفالنا بعيد الشرطة هذا العام، وقد تعرضت مصر لهجمة جديدة من قوى الإرهاب استهدفت أمن الوطن واستقراره، كما استهدفت وحدة أبنائه من المسلمين والأقباط.
"جاءت هذه الهجمة الجديدة للإرهاب .. فى الساعة الأولى من العام الجديد لتستدعى إلى أذهاننا جميعا ما يحدق بأمن مصر القومى من تهديدات ومخاطر .. وما يتربص بهذه الأرض الطيبة من غدر واستهداف ومخططات.
"جاء العمل الإجرامى الآثم فى الإسكندرية ليوحد المصريين جميعا فى مواجهة الإرهاب وليدق فى عقولنا وضمائرنا جرس الإنذار من جديد، كى نتذكر أن مصر كانت - وسوف تظل - مستهدفة .. ولكى نستحضر فى قلوبنا الجهود المضنية لرجال الشرطة .. فى تصديهم لشرور الإرهاب ومكائده، والمسئولية التى ينهضون بها .. دفاعا عن أمن مصر وأمان شعبها.
"نستدعى لذاكرة الأمة ووجدانها السجل الوطنى المشرف لهذه المؤسسة العريقة .. نتذكر بالفخر والاعتزاز بطولات رجال الشرطة فى مواجهة قوات الاحتلال فى الإسماعيلية عام 1952 ، ونتذكر عطاءهم عبر تاريخ مصر .. حربا وسلاما .. وتضحياتهم فى المعركة مع الإرهاب والتطرف.
"إننا إذ نحتفل بالذكرى التاسعة والخمسين لأحداث الإسماعيلية .. نؤكد اعتزاز الشعب بالشرطة ورجالها .. نشد على أيديهم .. نخلد ذكرى شهدائهم .. ونجدد تقدير مصر لجهودهم وتضحياتهم .. فهم جزء لا يتجزأ من أبناء الشعب .. وهم الساهرون دوما على أمن الوطن والمواطنين.
- الإخوة والأخوات ..
"لقد خضنا معركتنا مع الإرهاب والتطرف منذ سبعينات القرن الماضى وانتصرنا عليه .. خضنا هذه المعركة فى مواجهته .. وحدنا .. وقبل أن يتحول إلى ظاهرة عالمية .. لم يعد أحد بمنأى عن تهديداتها، أو محصنا من شرورها وضرباتها."حذرنا - آنذاك - من الإرهاب ومخاطره..فلم يستمع أحد لتحذيرنا .. بل ومنحت دول صديقة حق اللجوء لإرهابيين لطخوا أيديهم بدماء المصريين .. فأصبحت بلادهم ملاذا آمنا لإرهاب أعمى..سرعان ما امتدت إليهم عملياته ومخاطره .. وطالتهم مخططاته وشروره.
"استهدف الإرهاب المصريين فى أرواحهم..فراح ضحيته العديد من المواطنين الأبرياء..كما نجح فى اغتيال (الشيخ الذهبى) و (رفعت المحجوب ) و (فرج فوده) .. وغيرهم .. وكاد أن يغتال (نجيب محفوظ).
"استهدف الإرهاب المصريين فى أرزاقهم بعمليات إجرامية لضرب قطاع السياحة فى (الأقصر) ، و(دهب) ، و (شرم الشيخ ) .. و (طابا) .. و (منطقة الحسين ) فى قلب القاهرة.
"استهدف الإرهاب مصر برمتها .. فى أمنها القومى واستقرارها ودورها الإقليمى، وسمعتها الدولية .. فسعى - واهما - للتأثير على مواقفها من قضية السلام .. ولعرقلة جهودها للنمو والتنمية والمستقبل الأفضل.
"تلك هى أهداف الإرهاب ومخططاته .. ضد مصر وشعبها . ولقد وجه جهاز الشرطة ومؤسساتنا الأمنية .. ضربات موجعة لقوى الإرهاب والتطرف .. تراجعت معها آمالهم الإجرامية .. إلا من عمليات متفرقة .. تطل علينا بين الحين والحين.
"إن العملية الإرهابية الأخيرة بالإسكندرية..تمثل محاولة يائسة للإرهاب للعودة بشروره إلى أرض مصر ، بمدخل جديد ، ونهج وأسلوب جديد ..مدخل جديد يحاول الوقيعة هذه المرة .. بين الأقباط والمسلمين .. يسعى إلى شق صفهم .. والنيل من تماسكهم ووحدتهم كأبناء وطن واحد تعرض عبر السنوات الماضية لإرهاب لا يعرف وطنا أو دينا ولم يفرق يوما بين أرواح ودماء قبطى أو مسلم.
"نهج وأسلوب جديد .. لإرهاب غريب عن مجتمعنا يحمل بصمات أصابع خارجية ويستدعى لأذهاننا أشكالا دموية للإرهاب فى منطقتنا وخارجها .. لا عهد لنا بها ويلفظها المجتمع المصرى بشخصيته وقيمه وتراثه وثقافته.
"وأقول بكل الثقة فى رجال الشرطة و مؤسساتنا الأمنية وفى أبناء الشعب أقباطا ومسلمين .. أن مصر ستنتصر مرة أخرى فى معركتها مع الإرهاب .. وكما هزمناه فى هجمته الأولى سنلحق به الهزيمة من جديد ..لن نسمح للإرهاب بزعزعة استقرارنا، أو ترويع شعبنا .. أو النيل من وحدة مسلمينا وأقباطنا .. ولن نزداد إلا تصميما على محاصرته .. وملاحقته .. وقطع يده .. واقتلاع جذوره.
- الإخوة المواطنون ..
"لقد أثبتت مصر عبر تاريخها أنها أقوى من الشدائد والمحن..وأثبتنا - نحن المصريين - على الدوام أننا شعب متماسك وعنيد تصقل معدنه وتوحده المخاطر والتحديات أكدنا ذلك بكفاحنا ضد الاستعمار .. وعندما رفعنا شعار وحدة الهلال والصليب عام 1919، أثبتنا ذلك عندما رفضنا الهزيمة عام 1967..وعندما انتصرنا فى حرب أكتوبر..وحين تمسكنا ب (طابا) وكل شبر فى سيناء برهنا على ذلك عندما رفضنا أى تواجد عسكرى أجنبى على أرضنا .. وحين رفضنا المشروطيات والإملاءات .. وعندما وقف المصريون صفا واحدا .. فى مواجهة الإرهاب ."إن العمل الإرهابى الأخير لابد أن يستدعى كل ذلك فى عقول ووجدان المصريين وضمائرهم .. فلقد جاء ليذكرنا بأننا جميعا فى خندق واحد .. وأننا جميعا مصريون .. قبل أى شىء وكل شىء آخر..يجمعنا التاريخ الواحد والمصير الواحد والوطن الواحد .. كما جاء امتزاج دماء الأقباط والمسلمين فى الإسكندرية ليطرح أمامنا من جديد أن مصر برمتها هى المستهدفة فى أمنها واستقرارها .. وفى حاضر ومستقبل شعبها .. مسلميه وأقباطه.
"لقد حذرت مرارا من أزمات الوضع الإقليمى والدولى الراهن على أمن مصر القومى ، وأمان شعبها .. حذرت من الإرهاب والتطرف .. ومن النزاعات ونوازع الطائفية حولنا وتداعياتها على استقرار الوطن..وسلامه الاجتماعى ، حذرت ممن يحاولون إشعال الفتنة بين جناحى الأمة .. ومن يخططون لفتح جبهات جديدة لإلهاء مصر وعرقلة مسيرتها .. ولتحجيم دورها الإقليمى فى منطقتها.
"إننى أعاود اليوم التحذير من كل ذلك..وأقول إن اللحظة الراهنة تفرض علينا وقفة مصرية للانتباه والحذر والوعى والاستعداد..كما تضع على عاتقنا جميعا مسئولية كبرى تجاه الوطن.
"أقول إن الطائفية تمثل ظاهرة ممقوتة غريبة على مجتمعنا يدفعها الجهل والتعصب ويغذيها غياب الخطاب الدينى المستنير لبعض رجال الدين .. وبعض الكتاب والمفكرين .. إن الهجمة الإرهابية الأخيرة تفرض علينا التصدى لذلك على الفور .. وأن نراعى سلامة القصد وصالح الوطن .. وإلا فإننا نكون كمن يمنح الإرهاب سلاحا يتمناه كى يرتد فى صدورنا .. أقباطا ومسلمين.
"لقد أرسى الدستور مبدأ المواطنة .. كأساس وحيد لمساواة كافة المصريين فى الحقوق والواجبات .. وأقول بعبارات لا تحتمل الجدل أو التأويل .. أننى لن أتسامح مع من يحاول المساس بوحدة أبناء الشعب .. والوقيعة بين الأقباط والمسلمين .. ولن أتهاون مع أى تصرفات ذات أبعاد طائفية ، من الجانبين على السواء .. وسأتصدى لمرتكبيها بقوة القانون وحسمه.
"أقول للقلة من أبنائنا .. دعاة الاستقواء بالأجنبى، أن دعواهم مرفوضة ، وتأباها كرامة مصر .. أقباطا قبل المسلمين.
"أقول لمن يطالبون فى بعض الدول الصديقة بحماية أقباط مصر .. أقول لهم .. إن زمن الحماية الأجنبية والوصاية..قد ذهب إلى غير رجعة . أقول لهم .. إننا لا نقبل ضغوطا أو تدخلا فى الشأن المصرى .. من أحد أيا كان .. وأقول لهم .. إننا أولى منكم بأقباطنا .. فهم مصريون قبل أى اعتبار آخر وحماية المصريين .. كل المصريين .. هى مسئوليتنا وواجبنا.
"لقد شنت دول كبرى حروبا استباقية خارج حدودها..فى أفغانستان والعراق..رفعت شعار الحرب على الإرهاب..أراقت – ولا تزال - الكثير من الدماء ..وأزهقت أرواح العديد من الضحايا..حماية لأمنهم القومى وأمان شعوبهم.
"ونحن فى مصر - بدورنا - سنمضى فى حربنا على الإرهاب .. بقوة القانون وحسمه .. وبأقصى ما نمتلكه من قوة وإمكانات .. ولدينا منها الكثير .. فأمن مصر القومى ليس أقل شأنا من الأمن القومى لهؤلاء ، وحرصنا على حماية بلدنا ومواطنينا .. لن يكون - أبدا - أقل من حرصهم على أمن بلادهم ومواطنيهم.
"إننى حريص كل الحرص على المزيد من ترسيخ حقوق المواطنين وحرياتهم وحريص على الدفاع عن إرادتهم وصون كرامتهم ..لكن حقا من حقوق الإنسان .. لا يعلو على حقه فى الحياة والحماية .. وأقول بعبارات واضحة..أننا لن نتردد - قط - فى اتخاذ ما نراه محققا لأمن مصر وشعبها .. سوف نتصدى لدعاة الفتنة..ونحاسب المروجين لها والمحرضين عليها..وسوف نتصدى للإرهاب ونهزمه..سنتعقب مرتكبيه ونلاحقهم فى الداخل والخارج .. ولن يفلتوا أبدا من العدالة.
- الإخوة والأخوات ..
"إن أمن مصر القومى .. يصونه مجتمع متماسك .. يؤمن بالرأى والرأى الآخر . مجتمع ينفتح على العالم .. يحتضن قيم ومبادىء الحرية والعدل .. ويوسع نطاق المشاركة السياسية .. مجتمع تزداد قوته بتنوع رؤى أبنائه ومثقفيه ومفكريه .. وتتعزز إمكاناته بقوة اقتصاده.
"إن المجتمع المصرى الذى نسعى إليه.. هو الأساس الذى تقوم عليه سياسات الإصلاح وبرامجه .. سياسات اقتصادية .. تسعى للمزيد من الاستثمار .. والصادرات..والمزيد من فرص العمل .. تدافع عن مصالحنا الاقتصادية والتجارية فى الخارج .. وتفسح المجال أمام روح المبادرة الفردية ، وتشجعها .. سياسات .. تضع الجوانب الاجتماعية فى قلب جهود الإصلاح باعتبارها ركيزة أساسية لتحركنا فى الحاضر والمستقبل .. وحجر
الزاوية لجهودنا لتحقيق العدالة الاجتماعية .. ومساندة الفئات الأولى بالرعاية .. سياسات تعزز موارد الدولة المخصصة للإنفاق الاجتماعى .. وتواصل الارتقاء بالخدمات العامة التى تقدم للمواطنين.
"لقد حققنا الكثير من هذه التطلعات خلال المرحلة الماضية ، ولا يزال أمامنا الكثير لنحققه معا خلال المرحلة المقبلة .. نمضى فى تحقيق هذه التطلعات المشروعة .. واثقين فى أنفسنا .. وترشحنا مؤسسات اقتصادية دولية محايدة لتحقيق معدلات نمو كبيرة خلال السنوات المقبلة .. ضمن عدد محدود من الاقتصادات الناشئة والدول البازغة.
"إننا نحمل فى قلوبنا وعقولنا .. آمالا وأحلاما وتطلعات كبرى لوطننا وشعبنا .. ولن نسمح لقوى التطرف والإرهاب بأن تعرقل مسيرتنا أو أن تنتزع منا هذه الآمال والتطلعات.
"إن أحدا فى العالم .. بدوله الكبرى .. لا يستطيع تحصين شعبه تماما ومائة فى المائة من الإرهاب .. فهو يتوجه بضرباته الإجرامية .. فى أى وقت ومكان."وبرغم ذلك فإننى على ثقة فى أن الشرطة وأجهزتنا الأمنية .. ستظل فى أقصى درجات التأهب واليقظة والاستعداد، للتصدى للإرهاب ومخططاته . كما أثق أن وعى شعبنا سيقف داعما للدولة فى معركتها مع الإرهاب والتطرف .. فهى معركتنا جميعا . وكلنا شركاء فى تحمل مسئوليتها وأعبائها.
"إننى ومعى كل المصريين..نتوجه بالتحية والتقدير لرجال الشرطة .. فى عيدهم .. ونؤكد الاعتزاز بدورهم وتضحياتهم . نقول لهم .. أننا نقدر جهودهم فى مكافحة الجريمة..بكافة أشكالها..وتعاملهم مع الأمن الجنائى لمجتمعنا بشتى مجالاته ودوائره.
"نقول معا بصوت واحد..إن الإرهاب لن يثنى مصر عن مسيرتها ، وسوف نهزمه .. كما هزمناه من قبل .. سنمضى فى طريقنا صفا واحدا .. بكل الثقة والعزم والتصميم .. مدركين ما يحدق بنا وبمنطقتنا .. ونصون وحدة المسلمين والأقباط . حفظ الله مصر من كل شر وسوء .. وهيأ لأبنائها من أمرهم رشدا.
كل عام وأنتم بخير ،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات