الأقسام الرئيسية

هكذا كان يتصور «العادلى»

. . ليست هناك تعليقات:

الكاتب

Wed, 26/01/2011 - 08:05

المشهد فى القاهرة أمس، منذ ساعات الصباح الأولى، يدلّ على أن مصر كانت بين أمرين.. الأول: إما أنها خارجة من ثورة.. الثانى: أنها داخلة على ثورة بعد ساعات.. الاستعدادات الأمنية أكبر من أن تكون لمواجهة مظاهرة.. المصفحات والمدرعات تملأ الميادين.. الشوارع شبه خالية.. ليس لأنه كان يوم إجازة، ولكن كما لو أنه صدر قرار فوقى بحظر التجول فى منطقة وسط البلد!

شىء يجعلك تشعر بأن القاهرة عادت إلى عصرها الذهبى.. القاهرة 30.. المرور ينساب فى سهولة ويسر.. تستطيع أن تقطع قلب القاهرة فى دقائق معدودة، بينما كنت تقطعه من قبل فى ساعات.. الطريق مفتوح لمن يريد العبور، لكنه مغلق تماماً فى وجه من يقف.. مداخل مترو الأنفاق أيضاً عليها حراسات مشددة.. لا ندرى من الذى يجرى «البروفة».. الأمن أم المتظاهرون؟!

وحين تخطف بصرك إلى بيروت، ستجد أن هناك أيضاً يوماً للغضب.. الفارق بيننا وبينهم، أن هناك متظاهرين يسيطرون على الشارع فى غيبة الأمن.. وفى القاهرة ستجد أن الأمن يسيطر على الشارع، منذ الصباح فى غيبة المتظاهرين.. التحليل السريع للموقف يؤكد أمرين.. الأول: أن الأمن هنا فى حالة رعب.. الثانى: أنه يستعرض قوته.. يظهر العين الحمراء، ويرسل برسالة تحذير!

تعالوا نتفق أن يوم الغضب كان معلناً ولم يحدث فجأة.. وبالتالى كان المشهد فى القاهرة لا يستبعد فكرة التحول من مظاهرة إلى ثورة حقيقية.. هناك مصفحات ومجنزرات وإسعاف ومطافئ، وشرطة سرية.. هناك تحسب لاحتمالات الغضب.. المحتجون يتحدثون عن غضب ساطع آتٍ.. الموالون يتحدثون عن غضب كاذب، ومراهقة فكرية وسياسية.. ويرفضون فكرة الاستنساخ التونسية!

حاولت أن أعرف موقف وزير الداخلية من يوم الغضب.. قرأت حواره فى «الأهرام» أكثر من مرة.. توقفت عند فكرة الاستنساخ.. كان ينفيها تماماً.. لاحظت أن معنويات الوزير فى السماء.. لا يظهر عليه الارتباك، ولا يظهر عليه القلق.. لديه ثقة كبيرة بأن الشعب لن يتجاوب مع دعوات التظاهر التى سبقت يوم الغضب.. لا أعرف حقيقة إن كانت معلومات أم استنتاجات.. لكن اطمئنانه كان لافتاً!

ولا أخفى دهشتى من تصريحات الوزير.. فى جزء منها يرحب بالتظاهر السلمى، ومستعد لحماية المتظاهرين.. مع أنهم لم يحصلوا على تصريح أمنى!.. وفى جزء آخر يحذر من أنه لن يتهاون، ويطالب المثقفين بدعوة الشباب إلى عدم التظاهر.. ويؤكد فى الوقت نفسه قدرة جهاز الأمن على الردع.. المؤكد أن هناك متغيرات.. المتظاهرون تجاوزوا فكرة الحصول على التصريح.. والأمن لم يعد يدق!

تستطيع أن تعثر على نغمة مختلفة فى حوار «العادلى» رغم أى شىء.. فهو أصبح يتحدث عن حماية المتظاهرين.. فى حدود التعبير عن الرأى.. هذا أمر مرحب به.. على حد تعبير الوزير.. ولا مانع لديه من اختيار يوم عيد الشرطة، ليعبر الشباب عن رأيهم.. وهو تطور كبير جداً من وجهة نظرى.. وإن ظهرت أصوات أمنية مازالت تتحدث عن «تصريح الأمن».. كما قال مدير أمن العاصمة!

الخلاصة.. يستبعد «العادلى» استنساخ النموذج التونسى، ويرى أنه مراهقة فكرية.. ويؤكد أن التظاهر السلمى تحميه الشرطة.. ومع ذلك بدت القاهرة بلا سكان وبلا بشر.. دون قرار بحظر التجول.. وتحولت إلى ثكنة عسكرية.. لمواجهة احتمالات ثورة، أو لتأكيد أن فكرة الاستنساخ لن يكون لها وجود!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer