تجدد الصدامات في تونس |
تسارعت التطورات الاخيرة في تونس، وغادر الرئيس زين العابدين بن علي البلاد بموجب تسوية تحفظ رأسه، فيما انتقلت السلطة إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال محمد الغنوشي.
تونس: وجه الرئيس التونسي بالانابة محمد الغنوشي مساء الجمعة نداء الى التونسيين داعياً إياهم إلى الوحدة لتمكين البلاد "من تخطي الصعاب"، وذلك بعيد مغادرة الرئيس زين العابدين بن علي تونس بعد شهر من الاضطرابات الدامية.
وغادر بن علي البلاد، وسيطر الجيش على المطار، فيما تسلم رئيس حكومة تصريف الأعمال محمد الغنوشي السلطة لفترة مؤقتة. ولم تحدد الوجهة التي قصدها بن علي الذي يحكم تونس بيد من حديد منذ 23 عاما.
واعلن الغنوشي في بيان قرأه عبر التلفزيون الرسمي محاطا برئيسي مجلس النواب فؤاد المبزع ومجلس المستشارين عبد الله القلال عن تسلمه الحكم "طبقا لاحكام الفصل 56 من الدستور" الذي يتناول "تعذر رئيس الجمهورية القيام بمهامه بصفة وقتية".
واضاف "وباعتبار تعذر على رئيس الجمهورية ممارسة مهامه بصفة وقتية، اتولى من الان سلطات رئيس الجمهورية وادعو كافة ابناء الشعب من مختلف الحساسيات الفكرية والسياسية والفئات والجهات بالتحلي بالوحدة لتمكين بلادنا التي تعز علينا جميعا من تخطي هذه الصعاب".
كما تعهد الغنوشي "باحترام الدستور" والقيام "بالاصلاحات السياسية والاجتماعية التي تم الاعلان عنها بكل دقة بالتعاون مع الاحزاب ومكونات المجتمع المدني". وأفادت بعض الأنباء أن بن علي تخلى عن السلطة بتسوية تقضي بتسلم رئيس الوزراء السلطة وتشكيل مجلس قيادة من 6 أشخاص لتسيير أمور البلاد حتى الانتخابات. أنباء عن بدء إجلاء عائلة الرئيس التونسي... وبن علي يحل الحكومة التونسيون في جمعة الغضب (ملف صور) انتفاضة تونس تتواصل لإسقاط زين العابدين
آلاف التّونسيّين يطالبون برحيل بن علي من أمام مقرّ الداخليّة
وفي وقت سابق أعلنت السلطات التونسية حالة الطوارئ في البلاد، عقب قرار بن علي اقالة الحكومة وتكليف محمد الغنوشي كرئيس لحكومة تصريف أعمال. وذكرت وكالة الأنباء التونسية الرسمية أن الرئيس زين العابدين بن علي قرر حل حكومة رئيس وزرائه وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة خلال ستة أشهر.
وجاء في خبر أوردته الوكالة ان الرئيس بن علي التقى رئيس الوزراء محمد الغنوشي الذي صرح بما يلي "قرر رئيس الدولة في إطار ما أعلنه مساء أمس الخميس من مبادرات حل الحكومة وتكليف الوزير الأول باقتراح تشكيلة حكومة جديدة". كما أقر إجراء انتخابات تشريعية سابقة لأوانها وذلك خلال ستة أشهر.
وتواترت أنباء عن حدوث انشقاق داخل الحزب الحاكم، مما يثير مخاوف من انهيار النظام تماما دون وجود بديل جاهز لتولي السلطة. وأفادت بعض الأنباء عن محاولة فرار أصهار الرئيس التونسي إلى فرنسا، ولكن قائد الطائرة الخاصة بهم رفض الاقلاع.
في غضون ذلك، فرقت الشرطة التونسية مظاهرة شارك فيها الالاف مرددين هتافات مطالبة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بالتنحي. وبعد ظهر الجمعة اعلنت السلطات التونسية "حالة الطوارىء في كامل انحاء الجمهورية".
واوردت وكالة تونس افريقيا للانباء الحكومية انه "حفاظا على سلامة الاشخاص والممتلكات من الشغب تقرر اعلان حالة الطوارىء في كامل الجمهورية" حتى اشعار آخر. كما تقرر إغلاق المجال الجوي التونسي أمام الملاحة الجوية وتولي الجيش السيطرة على مطار قرطاج الدولي في العاصمة.
وأضاف المصدر نفسه انه بموجب ذلك "يمنع تجمع اكثر من ثلاثة اشخاص في كامل البلاد بالطريق العام والساحات العامة". كما "يمنع تجول الاشخاص والعربات من الساعة 18:00 (17:00 ت غ) الى الساعة 06:00 (05:00 ت غ)" و "يمكن استخدام السلاح من طرف اعوان الامن او الجيش الوطني على كل شخص مشتبه فيه ولم يمتثل لامر الوقوف وحاول الفرار ولم يبق مجال لاجباره على الوقوف"، بحسب القرار.
ويوم الجمعة وقعت صدامات عنيفة بين متظاهرين وقوات الامن اصيب خلالها مصور صحافي اجنبي في راسه بقنبلة مسيلة للدموع. ورشقت مجموعة من المتظاهرين في مفترق شارع الحبيب البورقيبة وشارع باريس وسط العاصمة رجال الشرطة بالحجارة ما دفعهم الى الرد باطلاق قنابل مسيلة للدموع.
وما لبث عناصر الشرطة ان تراجعوا الى شارع الحبيب بورقيبة فيما اطلق عليهم المتظاهرون قنابل مسيلة للدموع لا تزال مشتعلة. وافاد مصور وكالة فرانس برس ان شرطيا اطلق قنبلة مسيلة للدموع من قرب على مصور صحافي في وكالة اي بي ايه واصابه في راسه قبل نقله الى المستشفى. ولم تعرف جنسية المصور حتى الان.
بدوره، ذكر الاتحاد الأوروبي السلطات التونسية بوعودها. وأشارت مايا كوسيانيتش، المتحدثة باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاترين آشتون، في معرض ردها على سؤال وجهته لها (آكي) الإيطالية للأنباء اليوم، إلى ضرورة توخي الحذر ومراقبة ما يجري بدقة في تونس، وأضافت " يعمل أعضاء وفدنا هناك على تزويدنا بالمعلومات الضرورية التي يجري تحليلها ومناقشتها هناك".
كما جددت دعوة الإتحاد الأوروبي تونس لعدم اللجوء إلى العنف، خاصة من قبل رجال الشرطة، " وهذا ما سمعناه أمس في خطاب الرئيس زين العابدين بن علي ونتمنى أن يتم إحترامه".
وكانت المتحدثة قد أكدت في تصريحات لها صباح اليوم أن الإتحاد الأوروبي يدعو كافة الأطراف السياسية في تونس إلى إنتهاز " الفرصة التاريخية" المتاحة حالياً من أجل إنشاء قاعدة صلبة لنظام سياسي ديمقراطي تعددي في البلاد، وأضافت "يجب على كل الأطراف التصرف ضمن هذه الروح والتحلي بالمزيد من المسؤولية".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات