الأقسام الرئيسية

الملك زوسر يحذركم: الهرم المدرج يحتضر

. . ليست هناك تعليقات:



مصر تستعين بفريق أميركي لانقاذ هرم زوسر المدرج من الانهيار وضياع معالمه.


ميدل ايست أونلاين


القاهرة ـ من ايهاب سلطان


أقدم مبنى حجري في التاريخ

فشلت محاولات المجلس الأعلى للآثار المصرية في علاج مظاهر التدهور التي اصابت هرم زوسر المدرج (40 كم جنوب القاهرة)، حيث بدأ ترميمه منذ ثلاث سنوات على ثلاث مراحل بتكلفة وصلت إلى 25 مليون جنيه مصري (4.5 مليون دولار تقريبا).

وتعرض هرم زوسر‏ الذي يعود تاريخ بنائه إلى عام (2635 ـ 2654 ق.م) لهزة عنيفة بعد الزلزال الذي ضرب مصر عام 1992، والذي أدى إلى سقوط العديد من الأحجار المكونة لمصاطبه الست، واصابة سقفه بشروخ ‏ ‏وانهيار‏ ‏أجزاء‏ ‏من‏ ‏أنفاق‏ ‏الملكات‏ ‏الموجودة‏ ‏أسفل‏ ‏بئر‏ ‏الدفن‏ ‏الخاصة‏ ‏بالهرم،‏ ‏إضافة‏ ‏إلي‏ ‏تدهور‏ ‏النقوش‏ ‏الموجودة‏ ‏في‏ ‏غرفة‏ ‏الدفن‏ ‏والمقبرة‏ ‏الجنوبية‏.

واعلن المجلس الأعلى للآثار عن الاستعانة بفريق اميركي من شركة كينتكت المتخصصة في الترميمات الأثرية لانقاذ الهرم بعد زيادة المخاوف من انهياره، وذلك لاستخدام احدث تقنيات الترميم بجانب النظم التقليدية، خاصة الوسائد الهوائية والمراسي الفولاذية المقاومة للصدأ.

وقام المجلس الأعلى للآثار بالتوثيق الفوتوغرافي للوضع الراهن للهرم مع الرفع المساحي والمعماري الكاملين للهرم والمقبرة، إضافة إلى التحليل العلمي لمواد البناء والوصف الجيولوجي الهندسي للطبقات الصخرية الحاوية للممرات السفلية‏ ‏وإجراء‏ ‏التحليل‏ ‏الإنشائي‏ ‏للفراغات‏ ‏الحجرية‏.‏

ويرى خالد غريب الاستاذ بكلية الآثار جامعة القاهرة ان "الملك زوسر يعد أول ملوك الاسرة الثالثة والذي يعني اسمه (المقدس) وكان يعيش في عهده المهندس ‏إيمحتب‏ ‏الذي‏ ‏يعني‏ ‏اسمه‏ ‏(الآتي‏ ‏في‏ ‏سلام)‏ ‏واستطاع‏ ‏هذا‏ ‏المهندس‏ ‏لأول‏ ‏مرة‏ ‏في‏ ‏التاريخ‏ ‏أن‏ ‏يحول‏ ‏العمارة‏ ‏الدينية‏ ‏من‏ ‏الطوب‏ ‏اللبن‏ ‏إلى‏ ‏الحجارة‏، ‏حيث‏ ‏بنى‏ ‏للملك‏ ‏زوسر‏ ‏مجموعته‏ ‏الجنائزية‏ ‏في‏ ‏منطقة‏ ‏سقارة‏ ‏جنوب‏ ‏الجيزة‏ ‏وأهمها‏ ‏المصطبة‏ ‏المدرجة‏ ‏‏(الهرم‏ ‏المدرج ‏كما‏ ‏هو‏ ‏شائع‏) ‏لأن إيمحتب ‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏يقصد بناء مصاطب‏ ‏فوق‏ ‏بعضها‏ ‏ولكن‏ ‏مصطبة‏ ‏واحدة‏ ‏ثم‏ ‏أضيفت‏ ‏بعدها‏ ‏عدد‏ ‏ست‏ ‏مصاطب‏ ‏حتى‏ ‏وصل‏ ‏ارتفاعها‏ ‏إلى ‏ما‏ ‏يقرب‏ ‏من‏ 60 ‏مترا"‏.‏

وقال "يوجد‏ ‏بداخل‏ ‏هذه‏ ‏المصاطب‏ ‏العديد‏ ‏من‏ ‏السراديب‏ ‏والحجرات‏ ‏الموضوع‏ ‏بها‏ ‏أوان‏ ‏من‏ ‏الألباستر‏ ‏التي‏ ‏صنعت‏ ‏بمنتهى‏ ‏الدقة‏ ‏وكان‏ ‏بعضها‏ ‏متاعا‏ ‏جنائزيا‏ ‏لصاحب‏ ‏المقبرة"‏.‏

واكتشف‏ ‏عالم‏ ‏الآثار‏ ‏مينوتولي‏ ‏بداخل هرم زوسر ‏العديد‏ ‏من‏ ‏الممرات‏ ‏والأنفاق‏ ‏تحت‏ ‏الأرض‏,‏ كما ‏عثر‏ ‏على‏ ‏حجرة‏ ‏الدفن‏ ‏والتي‏ ‏تحتوي‏ ‏على‏ ‏نقوش‏ ‏عليها‏ ‏اسم‏ ‏الملك‏ ‏زوسر‏.

أوضح‏ غريب‏ ‏أن‏ ‏"العالم‏ ‏فيرث‏ اكتشف ‏في‏ ‏عام‏ 1928 المعبد‏ ‏الجنائزي‏ بجانب الناحية الشمالية لمصاطب الهرم، ‏وهو‏ ‏في‏ ‏حالة‏ ‏سيئة‏ ‏إذ‏ ‏اختفت‏ ‏معالمه‏ ‏لأنه‏ ‏من‏ ‏المعابد‏ ‏التي‏ ‏كسرت‏ ‏أحجارها‏ ‏في‏ ‏عصور‏ ‏لاحقة‏ ‏لإعادة‏ ‏استخدامها‏ ‏في‏ ‏مبان‏ ‏أخرى،‏ ‏بالإضافة‏ ‏إلى‏ ‏وجود‏ ‏ثلاث‏ ‏مقابر‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏المعبد‏ ‏كلها‏ ‏تؤرخ‏ ‏للعصر‏ ‏الصاوي‏ ‏وحفرت‏ ‏آبارها‏ ‏في‏ ‏أرضية‏ ‏المعبد‏,‏الأمر‏ ‏الذي‏ ‏جعل‏ ‏معظم‏ ‏معالمه‏ ‏تضيع‏ ‏بما‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏الحجرة‏ ‏الرئيسية‏ ‏بالمعبد‏".‏

وقال بيتر جيمس المدير الاداري لشركة كينتكت الأميركية "نحن سعداء بترميم هرم زوسر، ونبحث دائما عن طرق جديدة لدعم وصيانة المعالم التاريخية في جميع انحاء العالم، ونحن ندرك أهمية كل من الآثار التاريخية والدينية والثقافية. ونأمل في مواصلة تطوير نظم التسليح المتقدمة التي من شأنها الحفاظ على الآثار للأجيال المقبلة".

واضاف ان "هرم زوسر يمثل بالنسبة لنا أهمية خاصة لكونة معرض في أي لحظة للإنهيار التام بسبب الضرر الذي لحق بالسقف عقب زلزال 1992. نهدف إلى العمل بأكبر قدر من الكفاءة في هذا المشروع الذي يتكلف 16 مليون جنيه مصري (2.9 مليون دولار)".

وتابع "نحتاج إلى طريقة جديدة تماما ومبتكرة في التفكير للتعامل مع هرم زوسر الذي يعد أقدم هيكل حجري في التاريخ. كل شيء تعلمته عن تقنيات البناء واستخلصته من المدارس المعمارية لا يفيد بالقدر الكبير في التخطيط لعملية الترميم لأنه يجب الترميم بفكر الفراعنة، والتوصل لحلول مناسبة للتصميم الأصلي".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer