مظاهرات الغضب تتواصل احتجاجاً على حادث «القديسين» والسيارات المجهولة تثير الرعب فى المنيا والبحر الأحمر

٦/ ١/ ٢٠١١

تواصلت مظاهرات الغضب فى القاهرة والمحافظات، أمس، لليوم الخامس على التوالى، احتجاجا على حادث تفجير كنيسة القديسين فى الإسكندرية، فيما تسببت عدة سيارات مجهولة فى إثارة الرعب بين المواطنين فى البحر الأحمر والمنيا. فى القاهرة تقدم الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، مسيرة ضمت المئات من أساتذة وطلاب جامعة الأزهر، تضامنا مع ضحايا الحادث، وطافت المسيرة الجامعة واستمرت لنحو ساعتين ظهر أمس، وأعلن المتظاهرون رفضهم التام لكل أشكال العنف والإرهاب التى ينبذها الإسلام. ودعت ١٩ منظمة حقوقية وقبطية الشعب المصرى بجميع مكوناته السياسية والاجتماعية والدينية إلى المشاركة فى وقفة صامتة بالشموع، اعتبارا من الساعة الخامسة مساء غد الجمعة أمام ضريح سعد زغلول، حدادا على شهداء الحادث، ولإعلان «التضامن مع المسيحيين المصريين فى وجه التمييز الدينى والعنف الطائفى، والاحتجاج على تراخى الأجهزة الأمنية فى توفير الحماية للكنائس رغم التهديدات المعلنة لتنظيم القاعدة». وفى الإسكندرية، تصاعدت حدة الغضب بين المسلمين والمسيحيين للتنديد بالحادث، ونظم العشرات من شباب القوى السياسية وقفة احتجاجية بالشموع، مساء أمس الأول، أمام مقر حزب الجبهة بمنطقة سيدى بشر، التى شهدت الأحداث. ورفع المشاركون فى الوقفة، لافتات كتبوا عليها «دمى ودمك .. همى وهمك»، «شعب واحد.. وطن واحد»، و«هنعيش مع بعض.. هنموت مع بعض.. نحمى الأرض ونحمى العرض»، وطالبوا بإقالة المحافظ اللواء عادل لبيب، واتهموه بـ«التقاعس» عن أداء دوره، مما تسبب فى الحادث. وأصدرت القوى السياسية بالمحافظة بياناً أدانت فيه الاعتداءات، مؤكدة أنها استهدفت أمن واستقرار مصر. وأصدرت لجنة الحريات بجامعة الإسكندرية بياناً استنكرت فيه الاعتداءات، وطالبت بضرورة «مراجعة الأوضاع الداخلية من جميع جوانبها». واقترح هيثم أبوخليل، مدير مركز ضحايا لحقوق الإنسان، تركيب كاميرات مراقبة على أماكن العبادة. وطالب تجمع «مهندسون ضد الحراسة» بتكاتف الجهود لضبط الجناة وتأمين دور العبادة. وفى المنيا، تظاهر مئات الأقباط أمام مطرانية المنيا، أمس، مرددين هتافات «بالروح بالدم نفديك يا صليب».. و«عايزين حقوقنا» و«يا إرهابى يا خسيس.. دم القبطى مش رخيص». وكثفت قوات الأمن من تواجدها أمام المطرانية وتم توجيه سيارة إطفاء وسيارة إسعاف لموقع المتظاهرين، وطوق الأمن المنطقة بكردون مكبر. من جانبها، قررت نقابة المحامين الفرعية بالمنيا تنظيم عدد من المؤتمرات الداعمة للوحدة الوطنية، وأثارت سيارة ملاكى مركونة منذ عدة أيام بشارع مكة بمدينة المنيا مخاوف الأجهزة الأمنية، التى تلقت بلاغات من عناصر سرية ومرشدين تؤكد وجود السيارة منذ نحو ٣ أيام، ولا يعرف الأهالى مالكها، وانتقلت قوة من فرع البحث الجنائى بمديرية الأمن، بمرافقة خبراء مفرقعات لإجراء فحص وقائى لتلك السيارة، التى تحمل لوحات معدنية رقم «٢٧٤٦ ن.ر.أ مصر»، وتم تأمينها وفحص جميع أجزائها من المحرك والهيكل، وتم التحفظ عليها لحين التوصل لمالكها واستدعائه. وفى البحر الأحمر، أثارت السيارات المجهولة المتواجدة منذ فترة بشوارع الغردقة الرعب والخوف بين الأهالى وأصحاب المحال التجارية، الذين تقدموا بعدد من البلاغات لشرطة النجدة، التى أخطرت الأجهزة الأمنية، وتم تطويق المنطقة أمنيا واستدعاء خبراء وسيارة المفرقعات للتأكد من هوية السيارات، وتجرى الأجهزة الأمنية تحقيقاتها للتوصل لصاحبى السيارتين وسبب تركهما بدون لوحات بالشارع لعدة أيام. وفى بنى سويف، زار نحو ٥٠ عضوا من مجلس حقوق الإنسان كنيسة المطرانية، أمس، لتقديم واجب العزاء. وفى الأقصر، تظاهر نحو ٢٠٠٠ من المسلمين والمسيحيين تحت شعار «القوى الوطنية» بساحة مسجد أبوالحجاج، وسط مدينة الأقصر، أمس الأول، للتنديد بالحادث، وانضم إليهم ٤٠٠ قبطى، بعد تنظيمهم مسيرة بدأت من أمام كنيسة العذراء، مرورا بشوارع معبد الكرنك وحسن يوسف ورمسيس، حتى ساحة مسجد أبوالحجاج.