رباط حذاء أصغر متظاهر خرج أمس يهتف لمصر التى يريدها ويحبها أشرف من كل متقعر متكبر يختبئ خلف غابات مفرداته العقيمة وتنظيراته السقيمة.. وأنبل من كل رجل أعمال جبان تعامل مع الوطن باعتباره أحد المحاجر فكسره قطعا واستحوذ على ثرواته.
هؤلاء مصر فى نبلها وبهائها وتألقها العبقرى، رأيتهم ومشيت فى ركابهم مئات الأمتار فى شارع البطل أحمد عبدالعزيز وهتفت معهم والقلب يرتجف فرحا وأملا فى مصر أفضل وأجمل وأرقى وأشرف.
بكيت حين نادتنى أستاذتى الرائعة سهام ذهنى وأنا أهتف مع الشباب حبا فى مصر، هذا أول لقاء لى بها منذ عشرين عاما تقريبا، وخجلت من نفسى فقبل أن أسألها من أنت أيتها النبيلة بادرتنى أنا سهام زهنى، وما أدراكم من هى سهام زهنى فى عالم الصحافة الشريفة، هى نافورة التحقيقات الصحفية المحترمة فى صباح الخير عندما كانت مجلة الشباب المصرى الحقيقى.
كانت سهام ذهنى تهتف بروح طالبة فى السنة الأولى بالجامعة وكان الشباب المتظاهر الذى فاقت أعداده الخمسة آلاف فى شارع البطل أحمد عبدالعزيز فقط يهتف «مصر» و«بالروح بالدم نفديك يا وطن» كانوا يهتفون بمنتهى الرقى والحرص على سلامة أفراد الشرطة قبل سلامتهم الشخصية، وسلامة المرافق العامة قبل الاثنين، وسلامة مصر قبل الجميع.
حتى عندما امتدت أيدى بعض جنود الأمن المركزى للإمساك ببعضهم كانوا رائعين ومتحضرين وهم يهدئون الجموع ويطلبون منهم عدم اللجوء إلى العنف.
مخرت المظاهرة عباب البطل أحمد عبدالعزيز بالمهندسين وكأنها سفينة إنقاذ ترفع أعلام الوطن، أو هى سفينة العبور إلى شاطئ جديد أكثر رحابة وأكثر نظافة وأكثر إنسانية.
رأيت مصر الحقيقية تمشى على قدميها وتصرخ طلبا للخلاص من كل شىء باطل يتحكم فى مفاصلها، برلمان باطل وحكومة تدير ظهرها للوطن، وعصابة من «الأوليجارك» اختطفت الوطن سياسيا واقتصاديا ومصت دماءه.
كانوا رائعين ومبهرين ومذهلين، هؤلاء الشباب الواعد «الورد اللى فتح فى جناين مصر» الضوء الذى اندلع من العتمة فخرجوا حاملين المصابيح والشموع.
يا من ظلمناكم واعتبرناكم يوما غائبين ومغيبين ومهاجرين بالروح عن الوطن.. أعتذر لكم جميعا وأحييكم وأبوس الأرض من تحت أقدامكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات