قال مسؤولون استراليون إن مياه الفيضانات شكَّلت "بحيرة داخلية" عملاقة يبلغ قطرها حوالي 90 كيلومترا، ويُخشى أن تمتد خلال الأيام العشر المقبلة لتغمر مساحات شاسعة من ولاية فيكتوريا الواقعة جنوبي البلاد.
جاء ذلك في الوقت الذي تعكف فيه السلطات الاسترالية على تقدير حجم الخسائر والأضرار الناجمة عن الفيضانات التي تضرب البلاد منذ الشهر الماضي.
فقد توقع وين سوان، وزير الخزانة ونائب رئيسة الحكومة الاسترالية، أن تتسبب الفيضانات بكارثة "ستكون بلا شك الأكثر كلفة في تاريخ الكوارث الطبيعية التي تضرب البلاد".
وأضاف سوان قائلا: "هنالك ضرر اقتصادي غير مسبوق، فهو أسوأ بكثير من الفيضصانات والأعاصير التي ضربت البلاد قبل عقد مضى".
خطة تخفيضات
وقال المسؤول الاسترالي إنه يجري حاليا النظر بخطة لإجراء تخفيضات في ميزانية الحكومة، وذلك بسبب الحجم الكبير المُحتمل لفاتورة إعادة إعمار المناطق المتضررة من الفيضانات.
وكانت خدمة الطوارئ في سلطة فيكتوريا قد أصدرت في وقت سابق تحذيرات للسكان بضرورة إخلاء المناطق الواقعة جنوبي مدينة كيرانج التي عزلتها مياه الفيضانات.
"هنالك ضرر اقتصادي غير مسبوق، فهو أسوأ بكثير من الفيضصانات والأعاصير التي ضربت البلاد قبل عقد مضى"
وين سوان، وزير الخزانة ونائب رئيسة الحكومة الاسترالية
وقد تأثر أكثر من 70 تجمعا سكانيا في المدينة وجوارها إثر انهيار حاجز مائي كبير كان مقاما على نهر لودون لحماية المدينة من السيول والوحول التي تحملها معها.
حواجز مؤقتة
وفي مدينة سوان هيل، شرع السكان بإقامة الحواجز المؤقتة لمنع تدفق المياه من نهر موراي إلى مناطقهم، إذ يُتوقع أن يصب في النهر القسم الأكبر من مياه الفيضانات والسيول المُحتمل أن تتدفق من المناطق المجاورة خلال الأيام العشر المقبلة.
وذكر المراقبون أن الفيضانات التي ضربت المناطق الشمالية من ولاية فيكتوريا هي الأسوأ من نوعها منذ بدء رصد الكوارث الطبيعية والفيضانات في المنطقة قبل 130 سنة خلت.
وكانت مياه الفيضانات قد غمرت أجزاء كبيرة من بريزبان، ثالث أكبر مدينة في استراليا، والتي هُجرت بعد أن فرَّ الآلاف من سكانها بسبب ارتفاع منسوب مياه الفيضانات فيها.
وتحول وسط المدينة إلى منطقة أشباح مع انقطاع التيار الكهربائي وفرار آلاف السكان من منازلهم، وتعطُّل وسائل المواصلات في المدينة.
فيضانات مفاجئة
وقد تسببت الأمطار الغزيرة بحدوث فيضانات مفاجئة في أجزاء كبيرة من ولاية كوينزلاند، إذ غمرت السيول العشرات من البلدات والأراضي المنتشرة على مساحة تفوق مساحة كل من فرنسا وألمانيا معا.
وكانت العواصف والأعاصير الموسمية قد بدأت تهب على كوينزلاند منذ أواخر العام الماضي، مما تسبب في أسوأ فيضانات تشهدها الولاية على مدى عقود، وتأثر بها أكثر من 200 ألف شخص في أنحاء الولاية.
وكانت سلطات كوينزلاند قد قدََّرت في وقت سابق الخسائر الناجمة عن الفيضانات في الولاية، بما في ذلك التي لحقت بالمساكن والأعمال والبنية التحتية، بنحو 4.5 مليار دولار.
إلاَّ أنه يُتوقع أن يتجاوز حجم كلفة الأضرار هذا الرقم بكثير، لا سيَّما عد اتساع رقعة الفيضانات مؤخرا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات