فرقت الشرطة الجزائرية مظاهرة خرج فيها مئات من المحتجين في العاصمة اليوم للمطالبة بمزيد من الحريات.
وحظرت السلطات تنظيم المظاهرة ونشرت أعدادا كبيرة من قوات الأمن والسيارت المصفحة، كما حلقت مروحيات في سماء العاصمة.
وتأتي المظاهرة بعد انطلاق احتجاجات وأعمال شغب في العديد من المدن الجزائرية بسبب ارتفاع أسعار الغذاء.
وذكرت تقارير اعلامية ان 42 شخصا على الأقل اصيبوا بجروح بينهم نائب معارض واعتقل اخرون اثناء قيام الشرطة الجزائرية بتفريق المظاهرة.
واعلن سعيد سعدي زعيم التجمع من اجل الثقافة والديموقراطية الذي دعا الى المظاهرة في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس انه "سقط العديد من الجرحى بينهم رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع من اجل الثقافة والديموقراطية عثمان اماعزوز واوقف العديد من اشخاص".
ونقلت الوكالة عن شهود عيان حديثهم عن صدامات في وسط العاصمة الجزائرية بين نحو 300 متظاهر وعشرات رجال الشرطة الذين استعملوا الهراوات والقنابل المسيلة للدموع جرح خلالها عدة اشخاص واعتقل اخرون عندما منعت شرطة مكافحة الشغب التظاهرة.
وكانت السلطات الجزائرية قد حظرت هذه التظاهرة ودعت المواطنيين الجزائريين الى عدم المشاركة فيها.
وتجمع المتظاهرون رغم الحظر، امام مقر التجمع من اجل الثقافة والديموقراطية في وسط العاصمة الجزائرية في شارع مراد ديدوش للتوجه الى ساحة الوفاق التي كان من المقرر الانطلاق منها نحو مقر المجلس الشعبي الوطني (مجلس النواب).بيد ان قوات الامن منعتهم.
"اطلاق سراح المعتقلين"
وكانت المسيرة التى ينظمها حزب التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية تطالب بادخال تغييرات سياسية بالاضافة الى اطلاق سراح مئات الاشخاص الذين اعتقلوا فى وقت سابق من هذا الشهر خلال اعمال الشغب اثر الاحتجاجات على ارتفاع اسعار المواد الغذائية.
وكانت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان قد نظمت في وقت سابق ما سمي بلقاء وطني لأربع نقابات مستقلة لدراسة ما وصفته بالوضع السياسي والاجتماعي الراهن والخطوات اللازمة لمنع تهميش المزيد من الشباب وانتشار الفوضى في البلاد.
وفي بيان لها طالبت المنظمات الحقوقية بالافراج عن المعتقلين في الاحتجاجات التي شهدتها معظم مناطق البلاد في الايام الاخيرة. كما طالبت برفع حالة الطوارئ وفتح المجال الاعلامي والسياسي.
وكانت الجزائر قد شهدت عددا من حالات الانتحار عقب اشعال الشاب التونسى محمد البوعزيزى النار فى نفسه ما فجر الثورة الشعبية فى تونس والتى ادت الى الاطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي.
وقد شهدت العاصمة الجزائرية وعدة ولايات هذا الشهر مصادمات بين الشرطة والمحتجين على غلاء الأسعار والبطالة مما أسفر عن سقوط قتلى ومئات الجرحى.
يُشار إلى أن عدد الشباب الجزائري تحت سن 30 عاما يصل إلى نحو 15 مليون من إجمالي عدد السكان البالغ 36 مليون نسمة، وتشير تقديرات رسمية إلى أن نسبة البطالة في الجزائر تصل إلى 10 % لكن منظمات مستقلة قدرتها بنحو 25%.
وكان الرئيس بوتفليقة قد تعهد في عام 2009 ببناء مليون شقة لإيواء المشردين منذ الزلزال الذي ضرب البلاد عام 2003.
وأعلنت الحكومة عن خطة استثمار تصل قيمتها إلى نحو 286 مليون دولار أمريكي لتوفير وظائف جديدة خلال السنوات الأربع القادمة.
يشار إلى أن الجزائر عضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ويبلغ عدد سكانها نحو 35 مليون نسمة.ومازال اقتصاد البلاد يتعافى من آثار المواجهات العنيفة مع الجماعات المسلحة في تسعينيات القرن الماضي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات