13/01/2011 / تونس
توجهت نحو أحياء التضامن والانطلاقة على حدود الساعة الثانية بعد الظهر. لم يسمح أعضاء الشرطة لوسائل النقل العمومية أن تنقل الركاب حتى المحطة المقصودة بل كانوا يوقفونها قبل ثلاث أو أربع محطات ويجبرون الركاب على النزول والمواصلة سيرا على الأقدام.
عندما وصلت إلى حي التضامن، رأيت مجموعة من الشبان يهتفون بسقوط النظام واستقالة الرئيس، وكانوا في اشتباكات عنيفة مع رجال الأمن ومكافحة الشغب الذين ما فتئوا يرمونهم بالقنابل المسيلة للدموع. وبعد ذلك بقليل، توجه عدد من الشبان إلى محطة وقود وأخرجوا قارورات غاز أضرموا فيها النار، الأمر الذي جعل الجو مشحونا للغاية وزاد من شراسة الشرطة التي أصبحت تطلق في الرصاص المطاطي قبل اللجوء إلى الرصاص الحي لاحقا. وقد توفي شاب يبلغ من العمر 17 سنة أثناء هذه المواجهات.
قوات الأمن تواجه المتظاهرين في تونس. الصوزة من التقاط مراقبنا سفيان الشورابي.
اجتاحت الاضطرابات تونس مساء يوم الاثنين الأمر الذي دفع بالسلطة إلى إعلان حظر التجول في العاصمة ليل الأربعاء الخميس، بينما تواصلت أعمال العنف والاشتباكات مع قوات الأمن في كامل أنحاء البلاد. يسرد لنا الأحداث مراقبونا في أربع مدن مختلفة.
"الاشتباكات تتواصل في العاصمة دون انقطاع"
مراقبنا سفيان الشورابي اعتاد الأحياء التي انطلقت فيها .يوم الاثنين أولى الاشتباكات مع قوات الأمن
توجهت نحو أحياء التضامن والانطلاقة على حدود الساعة الثانية بعد الظهر. لم يسمح أعضاء الشرطة لوسائل النقل العمومية أن تنقل الركاب حتى المحطة المقصودة بل كانوا يوقفونها قبل ثلاث أو أربع محطات ويجبرون الركاب على النزول والمواصلة سيرا على الأقدام.
تفرقت مجموعات الشبان في أماكن مختلفة وخلت نفسي وسط حرب شوارع."
تحرك شامل في صفاقس، العاصمة الاقتصادية :"كنا قرابة 30 ألف متظاهرا"
نيس (كنية) طالبة في صفاقس خرجت للتظاهر البارحة
خرج سكان المدينة في مظاهرة بعد أن أعلن الاتحاد العام التونسي للشغل إضرابا عاما يوم الأربعاء. لم أتخيل أن يخرج ذلك العدد الهائل من المتظاهرين فقد كنا قرابة 30 ألف ! وقد أحرقت مجموعة من السكان مقر الحزب الحاكم وبعض سيارات الشرطة وهاجموا مقر البلدية، فأهدافهم هي رموز السلطة والبناءات الرسمية. إلا أن الشرطة لم تتردد في إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين وأودت بحياة مراهقين. لا نعرف إلى حد الآن عدد الضحايا."
في سوسة، يتحرك الطاقم الطبي
أمين طالب في كلية الطب في سوسة وخرج للاحتجاج البارحة.
اجتمع الطلبة والممرضون والأطباء في ساحة مستشفى فرحات حشاد صباح الأربعاء على حدود الساعة 11. وتظاهرنا داخل المباني وخرجنا أمام المستشفى لكننا لم نمكث طويلا، خشية تدخل قوات الأمن. لم نكن نصرخ بإطاحة الحكومة بل كنا نندد بالعنف الذي اتسمت به ردود فعل قوات الأمن. كل ما نريده هو التعبير عن رأينا بكل حرية ولا مجال لأن يسقط هذا العدد الهائل من الجرحى والقتلى. بعد المشية، ذهبنا للتبرع بدمنا لضحايا الاشتباكات في قصرين وتالة على أمل أن ينجح الأطباء هناك في إغاثة الضحايا."
جزيرة جربة بين تضامن مع المتظاهرين وخوف على خبزة العيش
ياسر (كنية) يدبر مؤسسة في جربة وأرسل إلينا هذه التسجيلات.
لم تضطرب الأمور كثيرا في جربة ويعود ذلك نسبيا للبعد الجغرافي. فلم تشهد الجزيرة تحركات مهمة عدى اعتصام المحامين منذ أسبوعين واعتداء على مقر البلدية منذ يومين.
تظاهر اليوم حوالي 400 شخص في حومة السوق بجربة (وسط الجزيرة) تلبية لنداء الاتحاد العام التونسي للشغل وهو عدد ليس بالهين نظرا لكثافة سكان الجزيرة. وقد رفع المتظاهرون شعارات ضد الحكومة. لم تدم المظاهرة أكثر من ساعتين إلا أنها شلت حركة المرور داخل البلاد. إن عددا كبيرا من التجار هنا يعيشون بفضل السياحة، الأمر الذي يجعلهم يترددون في الانضمام على هذه الحركة خوفا من العواقب الوخيمة على لقمة عيشهم."
تم تحرير هذا المقال بالتعاون مع سارة قريرة، صحافية في فرانس 24.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات