وعود أوباما واصلاحاته تحت رحمة الجمهوريين

مجلس النواب الاميركي ينتقل لسيطرة الجمهوريين المصممين على عرقلة اصلاحات الرئيس بعد فوزهم الساحق في الانتخابات التشريعية.

ميدل ايست أونلاين

أوباما في قبضة الجمهوريين واشنطن - بعد فوزهم الساحق في الانتخابات التشريعية التي جرت في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر، يتولى خصوم الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمهوريون رسميا الاربعاء السيطرة على مجلس النواب عاقدين العزم على عرقلة الاصلاحات الرئاسية تمهيدا لخوض السباق الى البيت الابيض في 2012. تبدأ الولاية التشريعية اليوم عند الساعة الخامسة (ت غ) باداء اعضاء مجلس النواب الجديد اليمين ثم انتخاب جون بونر رئيسا للمجلس كما هو متوقع ليخلف الديمقراطية نانسي بيلوسي التي تتولى هذا المنصب منذ 2007. ويتوقع ان يلقي بونر النائب عن اوهايو (شمال) بعد ذلك خطابا يوضح توجهات الغالبية الجديدة التي حصلت على اكثر من 63 مقعدا جديدا في الانتخابات التشريعية في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وبحسب مقتطفات من خطابه الذي وزع مسبقا سيؤكد بونر ان الناخبين يطالبون بحكومة "مدركة لاحتياجاتهم". وسيتعين على بونر التعامل مع جناحه اليميني وعشرات من نواب "حزب الشاي" (تي بارتي) المحافظ الذين يدخلون المجلس للمرة الاولى اليوم الاربعاء. ووفاء للوعود التي اطلقوها اثناء حملتهم الانتخابية والمستوحاة من حزب الشاي، وعد الجمهوريون في المجلس باقتطاعات في الانفاق العام ومواجهة التدابير لضبط المالية "المدمرة للعمالة". ويعتزمون خصوصا العمل من اجل ابطال القانون المتعلق بالتغطية الصحية الذي يعتبر ابرز اصلاحات الرئيس باراك اوباما. وسيجري التصويت على هذا النص الاربعاء المقبل. لكن هذا التصويت سيكون له بعد رمزي لان ابطال المجلس لقانون اعتمد في اذار/مارس 2010 سيصطدم بمعارضة مجلس الشيوخ حيث يحتفظ الديمقراطيون بالغالبية، وكذلك بفيتو الرئيس اوباما. والثلاثاء اكد الجمهوري اريك كانتور الذي يستعد لتسلم زعامة الغالبية في مجلس النواب للصحافيين ان حزبه سيقترح الاسبوع المقبل مشروع قانون لخفض النفقات. حتى البنتاغون سيتعين عليه بذل جهود في هذا الصدد برأيه. فضلا عن ذلك يعتزم الجمهوريون في لجنة المراقبة واصلاح الدولة اجراء عدد كبير من جلسات الاستجواب لبحث طريقة تعامل الحكومة الفدرالية مع مواضيع مثل ويكيليكس والفساد في افغانستان والامن الغذائي او ضبط المالية. من جهته حذر اوباما الجمهوريين الثلاثاء وطلب منهم الانتظار حتى العام المقبل ل"القيام بحملة" الانتخابات الرئاسية والتشريعية المرتقبة في تشرين الثاني/نوفمبر 2012. اما الديمقراطيون في مجلس النواب فاكدوا استعدادهم للدفاع بكل قواهم عن اصلاح نظام الضمان الصحي الذي جاء ثمرة مفاوضات طويلة من اجل توفير تغطية صحية لما لا يقل عن 32 مليون اميركي محرومين منها وتغطية حوالى 95% مما تقل اعمارهم عن 65 عاما. لكن في موازاة الدفاع عن مكتسبات الكونغرس السابق اكد الديمقراطيون استعدادهم للعمل مع الغالبية الجديدة. والثلاثاء قالت نانسي بيلوسي التي تتولى اعتبارا من اليوم الاربعاء زعامة الاقلية في مجلس النواب "نتعهد بالعمل مع زملائنا الجمهوريين من اجل التصدي لصعوبات الاسر الاميركية". وفي البيت الابيض قد يجري تعديل جزء من الفريق المقرب من الرئيس ليترافق مع وصول عهد سياسي جديد في واشنطن. وذكرت صحيفة واشنطن بوست ان الرئيس قد يعين وزير التجارة السابق في عهد الرئيس بيل كلينتون امينا عاما للبيت الابيض. اضافة الى ذلك اعلن المتحدث روبرت غيبس الاربعاء قراره مغادرة البيت الابيض لينصرف للاعداد للحملة المقبلة من اجل اعادة انتخاب اوباما في 2012 لولاية ثانية.