الأسباب تعود الى ما يلي: * اكتشاف "حزب الله" وحليفه المسيحي الجنرال ميشال عون انعدام وجود شخصية سنية ذات وزن في معسكر المعارضة تكون قادرة على خوض معركة ناجحة ضد الرئيس الحريري مع تقدم الرئيس عمر كرامي وسليم الحص في السن، وضآلة حجم كل من الوزير السابق عبد الرحيم مراد ونائب صيدا السابق مصطفى سعد، بالقياس الى الحجم الذي يكتسبه الرئيس الحريري.
* تمتع الرئيس نجيب ميقاتي بعلاقة تاريخية جيدة مع القيادة السعودية مما يسمح بالمراهنة على قبول الرياض عملية إقصاء الرئيس الحريري.
قيام الرئيس ميقاتي بنسج علاقة جيدة مع القيادة السورية التي ترتاح إليه، وتعتبر أنها قادرة على التواصل معه كرئيس للوزراء في لحظة انكشاف الصراع الدولي على لبنان، وعودة التوتر الى العلاقة الأميركية- السورية التي لم تدخل طور التعافي رغم تعيين السفير الأميركي الجديد في دمشق.
* قدرة الرئيس ميقاتي على تأمين عدد من الأصوات الطرابلسية في معركته بما يؤمّن فوزه في معركة التكليف خلافاً لوضعية الرئيس كرامي الذي يفتقد هذه القدرة.
* امتلاك الرئيس ميقاتي وزناً اقتصادياً ومالياً كبيراً يسمح بامتصاص صدمة إقصاء الحريري عن رئاسة الوزراء ويمنع حدوث انهيار اقتصادي ومالي يهدد البلاد ويهدد الليرة اللبنانية.
* امتلاك الرئيس ميقاتي علاقات دولية مع واشنطن وباريس اللتين تنظران إليه كشخصية اعتدال ووسطية بعيداً عن الفئوية والتخريب.
* نجاحه والوزير محمد الصفدي في إنشاء أول كتلة نيابية سنية شمالية خارج النفوذ الحريري من غير تصادم مع الحالة الحريرية شعبياً.
* بهذا المعنى جاء اختيار الرئيس ميقاتي بعد سلسلة اجتماعات معه ومع جهازه القيادي من غير إسقاط احتمال رسو الاختيار على الوزير الصفدي، في حال كانت المفاوضات بلغت مع الرئيس ميقاتي حائطاً مسدوداً.
* لكن تكليف الرئيس ميقاتي ليس سوى مدخل أولي لمرحلة شديدة الغموض، حيث أن الأيام المقبلة ستكون حبلى بعدد من القضايا ذات الحساسية العالية ومنها:
- كيفية تشكيل الحكومة وطبيعة التمثيل السني فيها مع رفض تيار المستقبل المشاركة في حكومة كان لـ"حزب الله" دور أساسي في تكوينها.
- موقف الدولة اللبنانية (مجلس الوزراء) من المطالب الثلاثة التي ترفعها سوريا و"حزب الله" (سحب اعتراف الدولة بالمحكمة الدولية، إيقاف تمويل المحكمة، سحب القاضاة اللبنانيين منها).
-طبيعة الرد الدولي على إقصاء الرئيس الحريري ومدى قدرة الرئيس ميقاتي على امتصاص الصدمة العربية (مصر والأردن فضلاً عن السعودية) والإقليمية (التركية) والدولية (واشنطن وباريس).
- هل يكون حزب الله ودوره في المرحلة المقبلة نافراً بحيث يحصل لون من ألوان الحصار الدولي للبنان على غرار حصار غزة تحت سلطة حركة حماس، أم ينجح الرئيس ميقاتي في تلطيف هذا الحضور بالتعاون مع الرئيس ميشال سليمان الذي تجمعه مع الرئيس ميقاتي خيارات الوسطية والاعتدال والتسوية؟
- هل تعتبر سوريا أن خروج الرئيس الحريري من السلطة هو بمثابة فوز كبير لها، فتساعد الرئيس ميقاتي في مقاربة الملفات التي كانت موضع توتر بين لبنان وسوريا (موضوع اللبنانيين السجناء في سوريا والمفقودين) فضلاً عن قضايا الوجود الفلسطيني المسلَّح وترسيم الحدود والاتفاقات المعقودة سابقاً مع لبنان؟
الأيام القادمة كفيلة بالإجابة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات