بعد أسابيع من الاحتجاجات في تونس وفي ثالث إطلاله له منذ بدئها أعلن الرئيس زين العابدين بن علي في خطاب متلفز رفضه الترشح للانتخابات الرئاسية عام 2014 مؤكداً أنه قرر إعطاء "الحرية الكاملة للاعلام بكل وسائله والانترنت".
تونس: تعهد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في خطاب مساء الخميس بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2014، وقال إنه لن يعدل البند الخاص بسن الترشح للانتخابات الرئاسية، و دعا إلى التهدئة ووقف إطلاق النار على المتظاهرين، مؤكدا انه قد فهم جيدا مطالب المتظاهرين و الأحزاب والتيارات المعارضة.
و قال بن علي في خطابه "لن أقبل بأن تسيل قطرة دم اخرى من دماء التونسيين"، منوها إلى أنه يرفض ان يسقط المزيد بسبب العنف فـ"الامر إجرام و حرام"، على حد تعبيره. وأعلن الرئيس التونسي انه قرر اعطاء "الحرية الكاملة للاعلام بكل وسائله والانترنت" في تونس، مؤكدا ان "العديد من الامور لم تسر" كما ارادها وخصوصا "في مجالي الديموقراطية والاعلام".
من جهة اخرى قال بن علي بانه سيأمر بخفض اسعار بعض المواد الاستهلاكية ملفتا إلى ان البعض قام باعطائه معلومات مغلوطة وقال في خطابه الذي تلاه بلهجة عامية "العديد من الأمور لم تجر مثلما اردت خصوصا في مجالي الحريات والديمقراطية وغالطوني بحجب الحقائق" مؤكدا دعمه للديمقراطية والتعددية، على حد وصفه.
يشار إلى أن بن علي الذي يحكم منذ العام 1987، أعيد إنتخابه رئيسا لتونس خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر/تشرين الثاني عام 2009 لولاية خامسة. ويبلغ بن علي حاليا الرابعة والسبعين، أي أن عمره سيكون 78 عاماً في العام 2014 ، ما يعني أنه لن يستطيع الترشّح لولاية رئاسية جديدة عملا بأحكام (المادة 40) من الدستور في صيغتها الحالية التي تنص على ضرورة أن يكون المرشح للرئاسة يوم تقديم ترشيحه بالغاً من العمر أربعين عاما على الأقل، وخمسة وسبعين عاما على الأكثر.
القوات الخاصة تحاصر العاصمة التونسية وارتفاع حصيلة القتلى
وما زالت القوات الخاصة تحاصر العاصمة التونسية الخميس بعد اول ليلة فرض فيها حظر التجول بينما اسفرت مواجهات في احدى ضواحي تونس عن سقوط ثمانية قتلى ما ادى الى ارتفاع الحصيلة الى 66 قتيلا منذ منتصف كانون الاول/ديسمبر، حسب الاتحاد الدولي لرابطات حقوق الانسان.
وانسحب الجيش التونسي من العاصمة الخميس بعد 24 من انتشاره فيها. ولا تزال البلاد تشهد حركة احتجاج غير مسبوقة على النظام ادت الى سقوط عشرات القتلى منذ شهر.
ولم تصدر اي حصيلة رسمية لاعمال العنف في ضاحيتي التضامن والانطلاقة حيث يعيش نحو ثلاثين الف نسمة على بعد نحو 15 كلم من وسط تونس والتي جرت رغم فرض حظر التجول ليلا في العاصمة وضواحيها.
سيارات عسكرية في وسط العاصمة التونسية |
وفرض حظر التجول الاربعاء لفترة غير محددة في اول اجراء من هذا القبيل منذ تولي الرئيس زين العابدين بن علي السلطة سنة 1987.
وصرحت ممرضة لوكالة الانباء الفرنسية "طوال الليل سمعنا رصاصا وصراخا وتدميرا" موضحة ان الاحداث في الضاحية اندلعت مساء الاربعاء خلال تجمع "تحول الى مواجهات عنيفة بين قوات الامن وشبان".
نفي استقالة وزير الخارجية
وقد نفى ناطق باسم الحكومة التونسية نبأ استقالة وزير الخارجية، الذي أورده موقع نُسب إليه. وقال الناطق انها الأنباء عارية من الصحة. وذكرت بعض التقارير ان موقع وزير الخارجية تمت قرصنته ونشر في صدره بيان الاستقالة المزعوم.
ووقعت أعمال عنف أخرى في مناطق متفرقة من البلاد وقد دعت نقابات العمال إلى الإضراب في تونس يوم غد الجمعة. واتخذت الحكومة عدداً من الإجراءات من بينها إقالة وزير الداخلية ومستشارين اثنين للرئيس التونسي زين العابدين بن علي عبد الوهاب عبد الله وعبد العزيز بن ضياء.
أعمال سلب وتخريب بمنتجع الحمامات في تونس
وعلى صعيد متصل شهد منتجع الحمامات في تونس، والذي يقصده السياح الاوروبيون، اعمال سلب وتخريب عصر الخميس.
وتم تخريب مركز للشرطة ومقر للحزب الحاكم الذي يتزعمه بن علي اضافة الى منازل لاثرياء يعود احدها وفق سكان الى احد القريبين من الرئيس التونسي. وكتب على احد جدران هذا المنزل الواقع على الكورنيش والذي تعرض لتخريب كبير "الموت لبن علي".
وعلى الطريق اقام المارة حواجز عدة فيما عمد اخرون الى تخريب متاجر وسرقة محتوياتها. وبدات اعمال التخريب بعد مسيرة سلمية في هذه المدينة السياحية اثر تشييع عامل في واحد من عشرات الفنادق التي يمتلىء بها هذا المنتجع يدعى زهير سويسي، قتل الاربعاء برصاص الشرطة.
تونسي يمر أمام صورة للرئيس التونسي |
من جانبها اعلنت وزارة الخارجية السويسرية الخميس مقتل سويسرية من اصل تونسي وهي ممرضة في احد مستشفيات لوزان بسويسرا، مساء الاربعاء في قرية دار شعبان بشمال تونس حيث كانت تزور عائلتها.
وفي الحي الجامعي بالمنار في تونس تجمع 300 استاذ الخميس احتجاجا على "اغتيال زميلهم" حاتم بطاهر الفرنسي من اصل تونسي واستاذ المعلوماتية من جامعة كوبيانيي (شمال فرنسا) الاربعاء في دوز (جنوب تونس) بالرصاص.
ودعا سامي العوادي، الامين العام لنقابة التعليم العالي الى تحقيق حول مقتل حاتم بطاهر (38 سنة) اول ضحية فرنسية للاضطرابات التي تهز تونس منذ اربعة اسابيع. وفي العاصمة حلت مدرعات ووحدات تدخل الشرطة الخميس محل الجيش ولم يبق سوى آليتان عسكريتان مع جنود مسلحين متمركزين امام سفارة فرنسا.
وتوقفت حافلات مليئة برجال شرطة مكافحة الشغب في الشوارع المؤدية الى الشارع الرئيسي في العاصمة. وفرقت الشرطة صباح الخميس بالغازات المسيلة للدموع مئات المتظاهرين. وحاول شبان تجمعوا في شارع روما قرب مقر السفارة الفرنسية التوجه الى شارع بورقيبة لكن قوات الامن منعتهم مستعملة القنابل المسيلة للدموع بكثافة.
وقبل ذلك وفي المقاهي الخالية تقريبا وهي التي كانت عادة مكتظة، اعرب العديد من الزبائن بصوت عال عن رايهم في مستجدات الاحداث في ضواحي العاصمة. وعززت قوات الامن انتشارها على الطريق المؤدية الى القصر الرئاسي بقرطاج الذي حظرت فيه حركة السير.
وحاولت حكومة الرئيس بن علي الاربعاء تهدئة الاوضاع باقالة وزير الداخلية واعلان الافراج عن كافة الموقوفين "باستثناء المتورطين في اعمال نهب". واعلنت وزارة الشباب والرياضة الخميس ارجاء كافة المباريات الرياضية "المبرمجة هذا الاسبوع" بسبب الاضطرابات. وفي لشبونة نصحت البرتغال الخميس مواطينها بعدم التوجه الى تونس "نظرا لانعدام الاستقرار" في ذلك البلد كما افاد بيان رسمي.
إحتجاجات تونس بالصور |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات