الأقسام الرئيسية

أحداث شغب أمام قسم الوراق بسبب شائعات عن مصرع متهمين فى حريق داخل الحجز

. . ليست هناك تعليقات:


كتب سامى عبدالراضى ومصطفى المرصفاوى وأحمد عبداللطيف ١٢/ ١/ ٢٠١١

وقعت أحداث شغب فى الوراق، مساء أمس الأول، استمرت ٥ ساعات كاملة، وانطقلت من داخل حجز قسم الوراق بحريق أشعله ٤ من المحتجزين، ووقعت مصادمات بين محتجزين وضباط شرطة، وأصيب ضابطان بجروح قطعية منعا هروب المتهمين وأغلقا أبواب القسم، وأصيب أمينا شرطة فى مصادمات مع الأهالى وتحطمت سيارتا شرطة.

وأفادت التحريات والتحقيقات بأن قرابة ٣ آلاف من أهالى الوراق تجمعوا حول القسم، واعتدى العشرات منهم على الكردونات الأمنية بالطوب والحجارة، واضطرت أجهزة الأمن لـ«رش المياه» على المتظاهرين الذين ظنوا أن محتجزين لقوا مصرعهم جراء الحريق، وانتهت الأحداث فى الثالثة فجر أمس، عندما أمسك اللواء أسامة المراسى، مساعد أول الوزير لأمن الجيزة، بـ«مكبر صوت» ووجه نداءات للأهالى المتجمهرين وقال «انتوا إخواتنا وأولادنا» وطلب من أسر المحتجزين الدخول إلى القسم والاطمئنان على أبنائهم وهو ما حدث وخرجت سيدات من أقارب المتهمين المحتجزين وهن يطلقن الزغاريد وأكدن عدم وجود مصابين داخل الحجز، وتفرق الأهالى المتجمهرون وعادوا إلى منازلهم وبقى العشرات من الضباط وقوات الأمن المركزى فى كردونات للتأمين.

انتقل محمود الحفناوى، رئيس النيابة الكلية، إلى مكان الحادث فى الواحدة من فجر أمس لإجراء معاينة داخل الحجز، وأثار إلقاء واستمع إلى أقوال المصابين وأحالهم إلى الطب الشرعى لتحديد الإصابات، وانتدب المعمل الجنائى لبيان سبب الحريق، وأمر المستشار محمد ذكرى، المحامى العام لنيابات شمال الجيزة، بحبس المتهمين ٤ أيام عقب انتهاء مدة الحبس المقررة فى القضايا المتهمين بها ووجه لهم محمود الحفناوى، رئيس النيابة الكلية، ومحمود حلمى، مدير نيابة الحوادث، تهم الحريق العمدى ومقاومة السلطات وإحداث شغب داخل القسم وإصابة أفراد شرطة والشروع فى الهرب.

كان اللواء أسامة المراسى، مساعد الوزير لأمن الجيزة، تلقى بلاغا من مأمور قسم الوراق فى العاشرة من مساء أمس الأول، أفاد بنشوب حريق داخل غرفة الحجز وأن ٤ من المتهمين المحبوسين احتياطيا أثاروا الذعر وأشعلوا النيران فى بطاطين وحاولوا الهرب وأصابوا المقدم محمد عفيفى، رئيس المباحث، والنقيب محمد الجيار، معاون المباحث، بجروح قطعية فى الوجه والذراع وكدمات متفرقة. انتقل مدير الأمن إلى مكان البلاغ واللواءان كمال الدالى وفايز أباظة والعقيد حسام فوزى و٢٠ سيارة شرطة والمئات من قوات الأمن المركزى عقب تجمهر الأهالى خارج القسم.

وانتقلت «المصرى اليوم» إلى مكان الواقعة ورصدت التفاصيل كاملة التى بدأت فى التاسعة والنصف بعد انتهاء الزيارة اليومية التى يقوم بها أهالى المتهمين، وتبين انقطاع الكهرباء داخل غرفة الحجز، مما أدى إلى حالة من الهرج بين المحتجزين وأشعل المتهمون الأربعة النار فى بطاطين وحطموا باب غرفة الحجز، وسارع الضباط بإغلاق باب القسم الرئيسى منعا لهروب المحبوسين، وتبين أن المتهمين هم «ى.أ.ع» «٣٤ سنة» وسبق اتهامه فى ٨٨ قضية آخرها مقاومة سلطات والسرقة بالإكراه و«م.ف.م» «٣٣ سنة» وسبق اتهامه فى ٧ قضايا، و «أ.ع.أ» «٢٧ سنة» و«أ.ع.ز» «٢٨ سنة» سبق اتهامهما فى عدة قضايا جار حصرها.

وتبين لـ«المصرى اليوم» أن الدخان تصاعد من القسم، وانطلقت شائعة تداولها بعض سائقى التوك توك وأهالى الوراق بأن «القسم ولّع والمحبوسين ماتوا» وهو ما دفع الأهالى إلى «الهرولة والتجمهر» أمام القسم وموقعه على كورنيش النيل فى الجيزة، ووصل عددهم إلى ٣ آلاف كان بينهم قرابة ٧٠ من أسر المحتجزين بينما الباقون من أهالى المنطقة ومرتادى المقاهى والمارين فى الشارع وعاطلين وشباب تتراوح أعمارهم بين ١٢ و١٦ سنة وقام ٢٠ شخصاً منهم بإلقاء الحجارة على المجندين والضباط وحاولوا إشعال النيران فى سيارة شرطة مما دفع أجهزة الأمن إلى سحب السيارة واستخدام المياه لإجبار «المتطوعين» بإلقاء الطوب والحجارة على التوقف، واستمرت الاشتباكات بـ«الطوب والمياه» قرابة نصف ساعة متواصلة وزاد من حدتها حضور سيارات إسعاف إلى القسم، واعتقد الأهالى أن أبناءهم لقوا مصرعهم فى الحريق، وقال اللواء المراسى تبين أن «مجهولاً» اتصل برقم الإسعاف وأخبرهم بوجود قتلى ومصابين فى القسم، مما دفع مدير الأمن إلى الاستعانة بمكبر صوت ووجه نداءه إلى المتظاهرين وقال لهم: «أرجو الهدوء.. إحنا إخوات ومفيش مصابين ولا قتلى وأنا مش من الوراق لكنى عارف إن كلها رجالة واللى حصل دلوقتى مش شغل رجالة.. أنا عايز أشوف الرجالة الصح بتوع الوراق.. وعايز الأسر تدخل القسم وتشوف ولادها وتطمن إنه مفيش إصابات ولا قتلى».. وبدأت الأمور تهدأ وانطلق ضباط الشرطة والأمناء إلى الأهالى واصطحبوهم إلى داخل الحجز وشاهدوا أبناءهم لتنطلق الزغاريد، وبدأ الجميع فى الانسحاب بهدوء من أمام القسم بعد الثالثة فجراً. وعادت حركة المرور إلى طبيعتها فى شارع الكورنيش بعد أن توقفت فى الاتجاهين لمدة ٣ ساعات متواصلة.

وتجمع العشرات من الأهالى حول سيدة كانت تطلق صرخات مدوية مرددة: «ابنى مات.. اتحرق جوه» وهو ما دفع اللواء كمال الدالى إلى استدعاء ابنها من داخل الحجز، وتبين أن الشاب صدر له قرار بالإفراج واصطحبته والدته وعادت إلى منزلها.

وقال مدير الأمن فى تصريحات لـ«المصرى اليوم» إنه تعامل مع الموقف بهدوء لأن المتظاهرين تجمعوا بسبب شائعة وأن ٩٠% منهم لا يعرفون شيئاً ولا تربطهم علاقات بالمحتجزين لكنهم تجمعوا لـ«الفرجة» والبعض منهم لإلقاء الحجارة، وأضاف أنه عندما وصلت معلومات بحقيقة الأمر للمتظاهرين والأسر انتهى التظاهر وتوقفت أعمال الشغب، وشرح أن المصابين ضابطان وأمينا شرطة، ولفت إلى تحطم سيارتين.

وقالت حنان فرج، شقيقة أحد المحتجزين، لـ«المصرى اليوم»، إنها نجحت فى زيارة شقيقها «محمود» فى الخامسة من مساء أمس، وكانت الأمور هادئة، وأنها تحدثت معه لدقائق انتهت بإعطائه كمية من الطعام، ولكن فى الواحدة صباحا جاءها اتصال هاتفى من شقيقها روى لها أنه افتعل مشاجرة مع أحد الضباط عندما حاول الاعتداء عليه بالضرب وسبه بأمه، فقام بضربه وإشعال النيران فى أحد البطاطين.

وأضافت «حنان»: «منذ ٧ شهور توفيت والدتنا.. ومحمود لا يقبل أن يسبه أحد بأمه.. وأن حبسه فى القسم بسبب مشاجرة لأن أحد الجيران تشاجر معه وسبه بأمه»..وأضافت أن شقيقها يتعرض لمضايقات من قبل الضباط يوميا.

وأشارت إلى أن المتهم الثانى «ى.أ» اشترك فى المشاجرة مع «شقيقها» بسبب الصداقة والجيرة التى تربطهما منذ سنوات، وأن «ى.أ» أضرب عن الطعام الأسبوع الماضى لاعتراضه على المعاملة السيئة التى وصلت إلى قيامه «بتخييط» فمه بخيط، تعبيرا عن غضبه.

شاهد فيديو « حريق قسم الوراق» على الرابط التالى:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer