الأقسام الرئيسية

«فيسك»: ثورة تونس لن تكون «فجر الديمقراطية» وليست مؤشراً على نهاية عصر «المستبدين»

. . ليست هناك تعليقات:


كتب فاطمة زيدان ١٨/ ١/ ٢٠١١

روبرت فيسك

قال الكاتب البريطانى روبرت فيسك إن «الانتفاضة» التونسية ربما تجلب سفكاً للدماء والدموع، لكنها لن تجلب الديمقراطية، وأضاف أنها لا تنذر بما سماه «فجر الديمقراطية»، وليست مؤشراً على بداية النهاية للحكام المستبدين فى المنطقة.

وأشار «فيسك»، فى مقال مطول نشرته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أمس، بعنوان «الحقيقة القاسية حول تونس»، إلى أن الثورة التونسية، التى أطاحت بالرئيس زين العابدين بن على، هزت الحكام العرب بمن فى ذلك مصر والأردن والسعودية، مؤكداً أن أى مستبد يعرف أنه سيواجه خطرا إذا فكّ القيد عن مواطنيه.

وتابع «فيسك» أن الغرب دائماً ما يمدح الحكام المستبدين لكونهم أصدقاء لأوروبا المتحضرة، ولإحكام قبضتهم على الإسلاميين، واستطرد أن حكومة الوحدة الوطنية التى سيتم تشكيلها من قبل محمد الغنوشى، الذى كان خادماً لـ«بن على» لمدة تقرب من ٢٠ عاماً، ستضمن مصالح الغرب بدلاً من مصالح شعبه. وذكر «فيسك» أن الغرب يريد ديمقراطية فى تونس ولكن «ليس الكثير من الديمقراطية»، فى إشارة إلى ما حدث فى الجزائر التى أراد لها الغرب الديمقراطية أوائل تسعينيات القرن الماضى، لأنه عندما اتضح أن الإسلاميين قد يفوزون فى الجولة الثانية من الانتخابات، عاجل الغرب إلى دعم الحكومة التى يساندها الجيش، والتى أشعلت حربا أهلية حصدت أرواح حوالى ١٥٠ ألف شخص. وأشار الكاتب البريطانى إلى أن المنطقة العربية «مختلة وظيفياً»، ومتصلبة، وفاسدة، واستطرد: إنها عاجزة تماماً عن تحقيق أى تقدم اجتماعى أو سياسى، مؤكداً أن فرص تحقيق الديمقراطيات الناشئة من الفوضى فى منطقة الشرق الأوسط معدومة.

وأوضح «فيسك» أن دور الحكام العرب هو إدارة شعبهم، والسيطرة عليه، وزرع الحب تجاه الغرب، وكراهية إيران.

وختم «فيسك» مقاله قائلاً إنه إذا كان زين العابدين بن على فرّ خارج تونس، فإن الغرب سيبحث الآن عن ديكتاتور أكثر مرونة ليحل محله، وسيستمر الجيش التونسى فى إطلاق النار حتى يستعيد الاستقرار.

فى سياق متصل، قالت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية إن وضع التونسيين الذين عانوا من تفشى الفساد والحرمان الاقتصادى على مدى عقود، وهو ما أدى إلى الإحباط الذى دفع بهم إلى الشوارع، وذلك على الرغم من القيود الشديدة على حرية التعبير والتجمع المفروضة عليهم من قبل حكومتهم - يشبه وضع الجمهوريات العربية الأخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer