الآلاف ما زالوا يحتجون في بلد الثمانين مليوناً

مقتل متظاهر وشرطي في اليوم الثاني للتظاهرات المطالبة برحيل مبارك والتي تخللتها اشتباكات عنيفة في القاهرة والسويس.

ميدل ايست أونلاين

القاهرة ـ من سامر الاطرش

احتجاجات محدودة لكنها غير مسبوقة قتل متظاهر وشرطي خلال التظاهرات التي شهدتها مصر الاربعاء لليوم الثاني على التوالي وتخللتها اشتباكات عنيفة بين قوات الامن والمتظاهرين في القاهرة والسويس. واصيب 70 شخصاً من بينهم 55 متظاهراً و15 شرطياً خلال اشتباكات عنيفة شهدتها الاربعاء مدينة السويس على بعد 100 كيلومتر شرق القاهرة. واعتقل ألف شخص على الاقل في عدة محافظات غداة تظاهرات الثلاثاء التي طالبت برحيل الرئيس حسني مبارك وهي احتجاجات غير مسبوقة منذ وصوله الى السلطة قبل قرابة ثلاثين عاماً. وقتل متظاهر وشرطي خلال اشتباكات وقعت الاربعاء بين المتظاهرين وقوات الامن في حي بولاق ابو العلا بوسط القاهرة، بحسب ما افادت مصادر في اسعاف العاصمة المصرية. واوضحت المصادر ان المتظاهر والشرطي قتلا بسبب تبادل الرشق بالحجارة واطلاق القنابل المسيلة للدموع من قبل الشرطة. وبذلك ترتفع حصيلة ضحايا التظاهرات المصرية منذ اندلاعها الثلاثاء الى ستة: هما اربعة متظاهرين وشرطيان. وبدأت التظاهرات في القاهرة عصراً وكان المحتجون يهتفون ما معناه ان "الشعب يريد اسقاط النظام". وتم اعتقال ثمانية صحفيين من امام مبنى نقابتهم من بينهم عضو مجلس النقابة محمد عبد القدوس. وفي السويس، بدأت الاشتباكات كذلك عصراً بين قرابة الفي متظاهر وقوات الامن امام مشرحة المدينة بسبب رفض قوات الامن تسليم جثمان متظاهر توفي الاربعاء واصرارها على توقيع الكشف عليه من جانب الطب الشرعي. وحاول المتظاهرون اقتحام المشرحة ولكن قوات الامن منعتهم وفرضت حصاراً أمنياً عليها. وطاردت الشرطة المتظاهرين الذين انتقلوا الى وسط المدينة وبدأوا في مهاجمة قسم الشرطة بحي الاربعين بالحجارة والزجاجات الحارقة ثم هاجموا المبنى التابع للبلدية واضرموا النار فيه. واشعل المحتجون النار بعد ذلك في واجهات مقر الحزب الوطني الحاكم في السويس ثم اقتحموه ومحطموا محتوياته. وكانت وزارة الداخلية حذرت في بيان اصدرته الاربعاء انه "لن يسمح بأي تحرك اثاري او تجمع احتجاجي او تنظيم مسيرات او تظاهرات". وكان 200 شخص تقريباً القي القبض عليهم خلال تظاهرات الثلاثاء. ودعت حركة 6 ابريل الشبابية الى تظاهرات تخرج من جميع مساجد مصر عقب صلاة يوم الجمعة المقبل. وتراجعت البورصة المصرية وهبط مؤشرها الرئيسي بنسبة 6.14% عند الاقفال بينما انخفض سعر الجنية المصري الى ادنى مستوى له منذ العام 2005 اذ بلغ سعر الدولار 5.836 جنيه. واعلن موقع تويتر للرسائل النصية القصيرة انه مغلق في مصر منذ التوقيت الذي اتسع فيه نطاق التظاهرات في القاهرة ومحافظات مصرية اخرى عديدة. وكانت الاتصالات عبر الهاتف المحمول توقفت الثلاثاء كذلك في منطقة ميدان التحرير، حيث اعتصم آلاف المتظاهرين، وفي الشوارع المجاورة له، وفق شهادات متطابقة. واعتمد الشباب الذين اطلقوا هذه الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة، المستلهمة من الانتفاضة التونسية، على المواقع الاجتماعية على شبكة الانترنت للتواصل والتعبئة والحشد. واثارت التظاهرات في مصر ردود فعل عديدة. ودانت منظمة العفو الدولية "قمع التظاهرات" ودعت السلطات المصرية الى "الامتناع عن الاستخدام المفرط للقوة" ضد المحتجين. ودعا البيت الابيض الاربعاء القاهرة الى رفع الحظر المفروض على التظاهرات، وناشدت وزيرة الخارجية كلينتون الاربعاء جميع الاطراف في مصر "ضبط النفس" وحضت السلطات على السماح بحرية التعبير ورفع القيود المفروضة على المواقع الاجتماعية على الانترنت. وقالت كلينتون للصحافيين بعد محادثات مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة "ندعو جميع الاطراف لتوخي ضبط النفس والامتناع عن العنف". وتابعت "اننا ندعم حقوق الشعب المصري الكاملة، بما في ذلك الحق في حرية التعبير والتجمع ونحض السلطات المصرية على عدم حظر الاحتجاجات السلمية او منع الاتصالات بما في ذلك المواقع الاجتماعية على الانترنت". واقترح ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة الاربعاء خلال اتصال هاتفي مع الرئيس المصري "عقد اجتماع عربي لمناقشة واقرار استراتيجية حول مستقبل وتقدم الامة العربية من اجل الشعوب العربية وامنها واستقرارها". وقالت المتحدثة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون الاربعاء ان الاحتجاجات في مصر تظهر "الرغبة في التغيير السياسي" كما انها "مؤشر" على تطلعات العديد من المصريين عقب احداث تونس. واعرب رئيس الاتحاد الاوروبي جيرزي بوزيك عن امله في ان تستمتع السلطات المصرية الى "التطلعات المشروعة" لمواطنيها. وقال بوزيك "ان لدى السلطات المصرية اليوم فرصة فريدة للاستجابة لمطالب الشعب المصري". واعربت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال اليو ماري عن اسفها لسقوط ضحايا خلال التظاهرات وقالت ان فرنسا تؤيد ان يكون هناك "مزيد من الديموقراطية في كل الدول". وحث وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ السلطات المصرية على ان "تأخذ في الاعتبار ما يشغل المتظاهرين وان تحترم حرية التعبير والتجمع". كما دعا السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون السلطات المصرية الى الاستجابة "للهموم المشروعة" لشعبها. واعربت الحكومة الالمانية عن "قلقها البالغ" واشارت الى "ضرورة اتخاذ تحولات ديموقراطية". واعرب نائب وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم عن امله في الا يكون للاضطرابات في مصر تأثير على العلاقات مع اسرائيل. وكانت مصر اول دولة عربية وقعت معاهدة سلام مع اسرائيل عام 1979.