والإدارة الأمريكية تغير نهجها وتؤيد المظاهرات المنددة بالحكومات العربية
الخميس، 27 يناير 2011 - 13:48
إعداد رباب فتحى
نيويورك تايمز :
الشباب المصرى قوة معارضة جديدة لا يستطيع النظام التصدى لها
◄ ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على صدر صفحتها الرئيسية أن النظام المصرى يواجه نوعا جديدا من المعارضة غير المعتادة بطله الشباب الغاضب الذى سأم من ضيق العيش وانتشار الفساد والقمع والفقر، وقالت إن الرئيس مبارك تبنى نهجا غاية فى المهارة مع خصومه السياسيين على مدار عقود، فهو سمح بوجود معارضة بلا أنياب من المفكرين الليبراليين الذين خلقت حملاتهم الانتخابية "غير المجدية" واجهة للعملية الديمقراطية.
وقالت "نيويورك تايمز"، إن النظام تعامل مع جماعة "الإخوان المسلمين" المحظورة كجماعة من المتشددين الذين يتسموا بالعنف تفرض تهديدا على أمن واستقرار البلاد، واستخدمها لتبرير "الدولة البوليسية"، غير أن هذه العلاقة الآمنة والمريحة تعرضت لهزة عنيفة خلال هذا الأسبوع مع انبثاق قوة ثلاثة غير متوقعة، متمثلة فى عشرات الآلاف من الشباب المصرى الذى نزل إلى الشوارع بلا قائد للمطالبة بوضع نهاية لحكم الرئيس مبارك المستمر منذ ثلاثة عقود، وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن الخصوم "الكبار" يسارعوا الآن للحاق بقطار التغيير.
"لقد كان الشباب من اتخذوا المبادرة وحددوا الموعد وقرروا النزول إلى الشوارع"، هكذا أكد محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشئ من الدهشة فى مكالمة هاتفية أجرتها الصحيفة الأمريكية معه من مكتبه فى فينيا، قبل أن يسارع إلى العودة إلى بلاده للانضمام إلى الاحتجاجات.
وقالت "نيويورك تايمز" إن البرادعى، الحائز على جائزة نوبل للسلام كان الوجه العام لحركة تنشيط وتوحيد المعارضة المصرية المقسمة وغير الفعالة، منذ أن انخرط فى المشهد السياسى قبل عام. وقال إن حركة الشباب تحققت بمجهود الشباب فقط، "الشباب لا يتمتعوا بالصبر، ولأكون صريحا لم أتوقع أن الناس كانوا على استعداد"، استعدادهم هذا مكنهم من التصدى للقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطى وقوات الشرطة، ولكنه فى الوقت نفسه ينذر باستبدال جماعات المعارضة التقليدية.
وقالت الصحيفة إن الكثير من الجماعات السياسية القانونية المعترف بها، وهم أكثر من 20، تسارع للانضمام إلى حركة التغيير ولكنها تفتقر إلى المصداقية مع الشباب فى الشارع.
ورأت "نيويورك تايمز" أن جماعة "الأخوان المسلمين" أصبحت أكثر حرصا على مؤسساتها ووضعها لاسيما وأنها أذعنت عن الاستفادة من الحركة الشبابية، وفقا لبعض المحللين وأعضاء سابقين. وتبقى الجماعة الإسلامية أكبر منظمة تحظى بتأييد شعبى، ولكنها لم تعد تستطع أن تزعم أنها الكيان الوحيد ذو القدرة على تحريك الجموع وإنزالهم إلى الشوارع.
واشنطن بوست:
الإدارة الأمريكية تغير نهجها وتؤيد المظاهرات المنددة بالحكومات العربية
◄ ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن الإدارة الأمريكية غيرت نهجها وأيدت علنيا المظاهرات المنددة بالحكومة والتى اهتزت لها أرجاء الشرق الأوسط بكامله، وقالت إنه فى الوقت الذى اندلعت فيه المظاهرات فى تونس والقاهرة وبيروت، أعرب الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، ومبعوثيه إلى المنطقة عن تأييدهم للمسيرات، فضلا عن أنهم تحدثوا بجدية عن حرية التعبير حتى عندما استهدفت المظاهرات مصر أحد أبرز حلفائها فى المنطقة.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن هيلارى كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية قولها أمس الأربعاء، إن "الحكومة المصرية لديها فرصة هامة للاستجابة للمطالب الشرعية ومصالح الشعب المصرى"، كما حثت "السلطات المصرية على عدم منع الاحتجاجات السلمية أو حجب وسائل الاتصال، ومن بينها المواقع الاجتماعية".
وأجاب من جانبه المتحدث الرسمى باسم البيت الأبيض، روبرت جيتس، عندما سئل عما إذا كانت الإدارة تؤيد الرئيس حسنى مبارك قائلا "مصر حليف قوى".
وأكد مسئولو الإدارة الأمريكية أنهم سيتبنون نهجا مزدوج خلال الأسابيع المقبلة، فهم سيتحدثون مع النشطاء المدنيين فى مصر، وسيتقابلون مع المسئولين للتشجيع على الإصلاح فى هذه الدولة الرائدة.
ورأت "واشنطن بوست" أن هذا النهج يصاحبه درجة من المخاطرة فى منطقة مكنت فيها الإصلاحات الديمقراطية الحركات الإسلامية، الأمر الذى يتعارض مع الأهداف الأمريكية، وكنتيجة لذلك، فضلت الولايات المتحدة الاستقرار الذى يوفره الحلفاء الاستبداديون فى الشرق الأوسط على التغيير الديمقراطى.
وقالت الصحيفة إن موقف الإدارة الأمريكية الواضح يتنافى مع النهج الذى تبناه أوباما فى أول سنه له فى الحكم، عندما خفف من دعوته لحقوق الإنسان والديمقراطية مع قدر كبير من البرجماتية، ولكن قراره هذه المرة يعكس مدى أهمية هذه القضايا لتحقيق أهداف سياسته الخارجية.
لوس أنجلوس تايمز:
رغم دعوات الإدارة الأمريكية الشرطة المصرية تقمع المتظاهرين
◄ ذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية أن قوات الأمن المصرية شددت من قبضتها على جيوب المتظاهرين فى القاهرة، غير آبهة بدعوات الإدارة الأمريكية لإحلال الإصلاح السياسى فى البلاد.
وأعلن من جانبه، حبيب العدلى، وزير الداخلية، الذى تفاجئ بحجم وعاطفة المتظاهرين المطالبين بوضع نهاية لحكم الرئيس مبارك، أنه لن يتسامح مع المزيد من الاحتجاجات. ورغم أن النشطاء تحدوا تهديدات وزارة الداخلية "بالاعتقال الفورى"، إلا أن حملة القمع على ما يبدو نجحت فى إبعاد الآلاف من المتظاهرين الغاضبين بسبب ارتفاع مستوى البطالة والقمع من النزول مجددا إلى الشوارع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات