٦/ ١/ ٢٠١١ |
حزنت غاية الحزن، وانتفض قلبى فور وصول خبر الإجرام السافر أمام أحد بيوت الله بالإسكندرية. وأسفت كثيرًا لتداول القول بأن ذلك كان تمشياً مع الحركات الإرهابية فى العراق. منذ متى ومصر تشبه العراق أو أى بلد آخر. نحن شعب واحد أصيل عاش على ضفاف النيل فى بلد واحد لم تتغير حدوده على مدى ٥ آلاف عام، معظم بلدان العالم اكتملت صورتها الحالية منذ قرن أو اثنين على الأكثر. معظم الدول الأخرى تشتمل حدودها على أجناس وملل وقبائل مختلفة. شتان ما بين ذلك وبيننا. لذلك فليس هناك أى سبب لمقارنة شعب مصر بأى شعب آخر. لقد استطاع الشعب المصرى بناء حضارات عدة مع تعاقب الأديان من المصرية القديمة إلى الأديان السماوية فى نفس الحيز بين نفس الناس، طوال هذه المراحل لم تقم حروب بين الأديان. ما حدث بالإسكندرية هو عمل إجرامى مفزع ومفسد لا يقبله عقل من ينتمى لمصر انتماء حقيقيا.. هذا العمل الإجرامى لا يقبله المسلم المؤمن إيمانا صحيحا بعقيدته، فلا يصح أبدا أن يزهق المؤمن بالله إلا فى الحروب أو دفاعا عن النفس، أما قتل البرىء فحسابه عند الله أكيد. علينا أن نُقِر بأن أقباط مصر وغيرهم من المسيحيين ينتمون إلى هذا البلد منذ قبل الإسلام، ولا يقل ولاؤهم لمصر عنا نحن المسلمين. من يتفكر فى سبب ما حصل يجد أنه «انحسار الفكر الإسلامى»، وأقصد بذلك أن العقود الأخيرة اتصفت بتفشى اللغو الدينى. لقد انحسر الفكر فى الملبس والمظهر، ونسينا عصب الدين الصحيح. نسينا أن الإسلام يحثنا أولا على استخدام عقولنا بحثًا عن المعرفة، وثانيا على عمل الخير، وثالثا على مساندة الضعيف ورفعة الإنسانية. إذن علينا أن نعمل على توعية أهل مصر بأن الوطن هو العماد الذى نلتف حوله جميعا. علينا أن ننبذ من يحاول تفكيكنا طائفيا أو دينيا. أعداؤنا كثيرون بجوارنا، وفى العالم، وعلينا أن نعتصم بالانتماء للوطن. علينا أن ندعو الله أن تهدأ الأمور لكى يحتفى إخوتنا وأخواتنا الأقباط بعيدهم بعد أيام. علينا أيضا مطالبة الأجهزة الأمنية بالتحرى الكامل والسريع لإثبات مصدر الإجرام ومعاقبة أى متصل به، بصورة رادعة، حتى لا يتكرر مثل هذا العمل المفزع غير الإنسانى. عنى وعن عائلتى وأخواتى وأصدقائى، وكل من أحترمهم، أتقدم بالعزاء لأهل كل من لمسه الضرر من هذه الجريمة، داعيا القادر عز وجل أن يتقبل من استشهد فى فسيح جناته. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات