أكد دكتور عمرو الشوبكى الخبير السياسى بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية رئيس منتدى البدائل العربى للدراسات إن "وجود المتواطئين مع النظام فى مصر والمستفيدين منه يجعل فكرة التغيير على طريقة ثورة الياسمين فى تونس أمر يصعب حدوثه ، إلا إنه لا يلغى الامل فى حدوثه لأن التغيير فى مصر أصبح واردا بشكل كبير كما أن الضغوط الشعبية والجماهيرية الداخلية هى التى ستعجل بحدوثه".
وأضاف الشوبكي -خلال ندوة " ثورة تونس وأفاق التغيير فى العالم العربى " مساء الأحد بمقر منتدى البدائل العربى للدراسات- أننا أمام حدث إستثنائى جاء بعد عقود من الانهزامات والنظم الاستبدادية ، حدث صنعه المواطن العادى، فتونس مرشحة أن تنجز أول عملية تحول ديمقراطى حقيقية فى العالم العربى وهذا بعد أن تواجه النظام القديم وتستأصله وتعطل إستمراره فى الحكم على أن يتم هذا دون حل كامل لمؤسسات الدولة .
وأضاف الشوبكى إن "النظام التونسى كان من أكثر النظم قمعاً فى الوطن العربى وكان المجال السياسى فى تونس معرض دوماً لقهر شديد وقمع مطلق إلا إنه على المستوى العام كانت تونس أفضل بكثير حيث إن التعليم على قدر عالى من الجودة فى حين تغيب التيارات السلفية والاخوان المسلمين والدعاة الجدد والكنيسة عن المشهد العام فى تونس هذا بخلاف مصر التى شهدت تشوهات كثيرة بسبب هذه المؤسسات التى تعمل على تغييب الوعى وكان هذا واضح مؤخراً بعد ان أعلنت الكنيسة والتيارات السلفية رفضها لاحتجاجات 25 يناير".
فى حين عبًّر كمال عباس مدير دار الخدمات النقابية والعمالية المصرية عن إعجابه بما صنعه الاتحاد التونسى للشغل فلأول مرة فى التاريخ- على حد قوله- نرى نقابة عمالية تسعى الى تغيير النظام السياسى إلى أن أطاحوا ببن على،حيث يرى إن "التاريخ العالمى سيخلد إسم عبد السلام جراد رئيس الاتحاد التونسى للشغل "
وقارن عباس الاتحاد التونسى للشغل باتحاد العمال المصرى ورأى إن الاتحاد المصرى من المستحيل أن يقوم بإعادة تجربة الاتحاد التونسى هذا لانه تابع لأمن الدولة وينفذ توجهات الحكومة والحزب الوطنى ، حيث لا يعد إتحاد نقابى فهو لايقوم بأبسط التحركات النقابية سواء عن طريق المفاوضات الجماعية أو الاضرابات فضلاً عن أن أعضائه يكسبون مقاعدهم بالتزكية وجميعهم ينتمون للحزب الوطنى ، بخلاف الاتحاد التونسى الذى أنشئ بقرار شعبى ويتم إنتخاب أعضاءه بشفافية، وأكد عباس إن الرهان فى الايام القادمة على الكيانات المستقلة كالضرائب العقارية وغيرها من الكيانات.
وأضاف العجاتى إن هناك فرق بين تونس ومصر لحدوث التغيير ولكن هذا لا ينفى حدوث التغيير فى مصر ، وإتفق معه د. عمرو الشوبكى احيث إعتبر إن تونس قاب قوسين أو أدنى من بناء نموذج ديمقراطى يمثل بداية لدول عربية أخرى لتحقيقه ولكن بوسائل وأساليب مختلفة خاصة مع وجود إلهام التغيير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات