الأقسام الرئيسية

الشرطة المصرية .. 59 عاماً من العطاء

. . ليست هناك تعليقات:

تحتفل مصر يوم 25 يناير من كل عام بعيد الشرطة، والذي يمثل ذكري مجيدة ومضيئة في تاريخ الشرطة وكفاحها وسعيها الدائم للمحافظة علي الأمن والاستقرار الداخلي‮. ويوافق هذا العام ذكرى العيد الثامن والخمسين لجهاز الشرطة، والذي جعله الرئيس مبارك أجازة سنوية للمواطنين تقديراً لدور الشرطة ومساندتها نضال الشعب المصري.

أولاً: دلالات الاحتفال

• عيد الشرطة مناسبة وطنية لتعريف الشباب بالتضحيات والبطولات التي يقوم بها هذا المرفق الحيوي في حماية أمن الوطن والمواطنين.

• تضحيات الشرطة مستمرة وقت السلم من خلال مواجهة خطر تجار المخدرات والإرهابيين والذين يقومون بترويع أمن المواطنين، والسهر للحفاظ على أرواح المواطنين وممتلكاتهم.

• المجتمع يقدر التضحيات المستمرة التي يبذلها ضباط وجنود الشرطة، والتي كثيراً ما لا يتم الإعلان عنها.

• أسر شهداء الشرطة الذين لاقوا ربهم دفاعا عن أمن المواطن وأمانه يستحقون منا كل تقدير واهتمام.

ثانياً: ماذا حدث يوم 25 يناير 1952

• في نوفمبر عام 1951 قررت الحكومة المصرية إلغاء معاهدة عام 1936 المبرمة مع بريطانيا والتي كان من نتائجها جلاء القوات البريطانية عن كل المحافظات المصرية باستثناء قاعدة القناة التي اتخذت بريطانيا من معسكرها الرئيسي في الإسماعيلية مقراً لقيادة قواتها في مستعمرات الشرق كله.

• ترتب على إلغاء المعاهدة أن امتد شعور وطني جارف بين المصريين بكافة فئاتهم، وقرر العمال هجر أماكن عملهم فى معسكرات الانجليز وأوقف الموردون أعمالهم، وتعطل العمل داخل المعسكرات البريطانية ، وصارت قواتهم شبة محصورة فبدأوا يضغطون على الحكومة المصرية للتراجع عن موقفها. ورافق ذلك أعمال الفدائيين المصريين ضد الأهداف البريطانية في منطقة القناة.

• إزاء عدم استطاعة مصر الدفع بجيشها في تلك المعارك خوفا من تصفيته ، واتخاذ الإنجليز ذلك ذريعة لإعادة احتلال القاهرة وباقي محافظات مصر تقرر ان يتحمل عبء الدفاع عن القناة رجال البوليس البواسل. ولمواجهة المواقف البطولية لجنود وضباط الشرطة، قرر البريجادير إكسهام قائد القوات البريطانية إجلاء أفراد بلوكامين النظام المصري (الشرطة) بحجة أن هذه القوات لم تتدخل لتوفير الأمن لضباطه وجنوده، ولم يعاونوه في ضبط أفراد المقاومة. وفرضت قوات الاحتلال حظراً للتجوال بمدينة الإسماعيلية ثم حاصرت منطقة حى "الأفرنج" بمئات من الآليات المدرعة والدبابات. وأرسل القائد إكسهام إنذار مهينا لمأمور قسم شرطة الإسماعيلية في الساعة السادسة من فجر يوم الجمعة 25 يناير 1952 يطالبه فيه بخروج قوات البوليس بدون سلاح ومغادرتها منطقة القناة، ولكن رجال الشرطة رفضوا ذلك الطلب رغم خطورة الوضع وعدم التناسب في عدد الأفراد أو حجم المعدات بينهم وبين القوات التي تحاصرهم.

• ونتيجة لهذا الرفض، قامت الدبابات البريطانية باقتحام المكان وأسرت رجال البوليس ، أما المحاصرون في مبنى محافظة الإسماعيلية فقد تمكنوا من الصمود لفترة طويلة ولكن نفاد ذخيرتهم وشدة القصف عليهم حال دون استمرارهم ، وعلى الرغم من خروجهم من المبنى إلا أنهم خرجوا رافعي الرؤوس بعد أن سقط منهم 50 شهيداً و 80 جريحاً.

• وإزاء هذه البطولات، لم يملك البريجادير إكسهام إلا أن يأمر جنوده بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من مبني محافظة الإسماعيلية ومرورهم أمامهم تكريما لهم وتقديراً لشجاعتهم‏، وأن يقول لضابط الاتصال المصري " لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف ولذا فان من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا"

• وكانت هذه الشرارة التي أدت إلي اندلاع حريق القاهرة في اليوم التالي 26 يناير 1952 بعدما استقبل المصريون تلك الأنباء بالغضب والسخط، وخرجت المظاهرات العارمة في القاهرة تنادي بحمل السلاح ومحاربة الإنجليز.

ثالثاً: ماذا قال رؤساء مصر عن هذه الذكرى؟

1. الرئيس محمد نجيب:

" أبنائي و اخوانى ضباط وجنود البوليس.. إننا نحتفل اليوم بذكرى شهدائنا الأبطال .. الذين سجلوا لمصر مجدا و عظمة و فخراً .. في كل يوم تظهر لنا الأيام مثلا جديدا يضربه المصري فى البطولة و الشجاعة و التضحية .. وإننا إذا رجعنا إلى المثل الذي نحتفل بة اليوم فلا تجد له مثيلا .. نفر قليل من المؤمنين من أبطالنا ضحوا إلى أخر نسمة من أرواحهم فى سبيل الوطن أمام قوات تفوقهم قوة و عتادا وعددا.. إنهم قد فنوا عن بكرة أبيهم و فى هذا أقصى درجات المجد و كفاهم فخرا أن واحدا منهم لم يتزحزح عن مكانه.. أو يتخل عن موقعه.. فعلينا الا ننسى شهداءنا ، وقد سبقهم غيرهم من الشهداء فى فلسطين و فى غيرها من الميادين.. إنهم جميعا كانوا الطليعة لحركتنا المباركة .. كانوا نواتها التى بدأت تضع لنا الاسس.. فحذونا حذوهم و سرنا على سنتهم .. فعلى أرواحهم وأرواح شهداء البوليس و الجيش و الشهداء جميعا نقرأ الفاتحة".

2. الرئيس جمال عبد الناصر:

" إننا كنا نرقب دائما أيام القتال كيف كان يكافح رجال البوليس العزل من السلاح رجال الإمبراطورية البريطانية المسلحين بأقوى الأسلحة وكيف صمدوا ودافعوا عن شرفهم وشرف الوطن ، كنا نرقب كل هذا و كنا نحس فى نفس الوقت أن الوطن الذي يوجد فيه هذا الفداء توجد فيه هذه التضحية لابد أن يمضى قدما إلى الأمام .. لابد أن ينتصر .. لقد راقبا معركة الإسماعيلية وكنا نتلظى فى الجيش ، كنا نريد أن نفعل شيئا و لكننا فى تلك الأيام لم يكن لنا حيلة ولكن كان هذا يدفعنا الى الأمام وذلك بدفاعكم و استشهادكم فى الإسماعيلية"

3. الرئيس محمد أنور السادات:

" كانت حوادث القتال تتفاقم يوما بعد يوم وكان شباب مصر يقوم بأعمال عظيمة وهو أعزل من كل سلاح الا وطنيته وإيمانه .. وكان رجال البوليس يتحملون العبء الأكبر من أعباء الجهاد ضد جيش كبير كامل التسليح ... راحت أيام شهر يناير سنة 1952 تمضى والحالة تسوء يوما بعد يوم إلى أن كان يوم 25 يناير الذي ضربت فيه قوات بريطانيا المسلحة - بأحدث الأسلحة والمدافع - دار المحافظة فى الإسماعيلية حيث توجد قوات البوليس المصري المجردين من كل سلاح اللهم الا بنادق الحراسة القديمة وهدمتها فوق ضباط وجنود البوليس البواسل الذين أبوا أن يسلموا كما طلب منهم "

4. الرئيس محمد حسني مبارك:

" لقد جسدت الشرطة على مر السنين القيم الراسخة للشعب المصري حين التزمت بالأمانة والإخلاص فى تحمل المسئولية مهما كانت تضحياتها .. وكان طبيعيا ان يقف أبناء الشرطة فى خندق واحد مع رجال القوات المسلحة البواسل وهم يتصدون للذود عن سلامة التراب الوطني والدفاع عن سيادة الوطن وسلامته والتصدي لكل تهديد او عدوان .. كما وقفت مع جماهير الشعب التي ثارت للخلاص من الاستعمار والاحتلال الاجنبى والسيطرة الخارجية وسقط منها شهداء أبرار فى ساحة العطاء الأكبر فضربت بذلك أروع الأمثال فى الوعي الوطني ووضع حقوق الوطن فوق كل اعتبار ".

تحية للرجال الذين جعلوا من أرواحهم فداء للوطن طوال السنوات وعلي امتداد التاريخ وبذلوا الغالي والنفيس للحفاظ علي أمن وأمان المواطن في كل مكان وفي كل موقع‮.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer