بقلم د. وسيم السيسى ١٨/ ١٢/ ٢٠١٠
ركبت آلة الزمن لصاحبها هـ.ج. ويلز، وارتحلت بها إلى المستقبل إلى عام ٣٠٠٠ - ثلاثة آلاف -.. انتهى عصر البترول، والفحم، والغاز، والطاقة النووية، وحلت محلها طاقة الاتحاد.. طاقة نظيفة لا نهائية، ومحطات الهايدرون المولدة لهذه الطاقة فى كل مكان. وجدت معظم الناس لون جلودهم يميل للاخضرار، وذلك لأن «الهيم»، وهو جزء من الهيموجلوبين، اكتسب خاصية الكلوروفيل، فأصبح غذاء الإنسان من الماء، وثانى أكسيد الكربون، والطاقة الشمسية.. أى عملية التمثيل الضوئى كالنبات! وبهذا انتهت المجاعات، وبالتالى الحروب من هذا العالم! دخلت متحفًا للأنثروبولوجى (دراسة المجتمعات البشرية، خاصة البدائية)، فوجدت قاعة للإنسان البدائى، وكيف كان يقتل الحيوان والإنسان بالحجارة وفروع الأشجار، ثم فى قاعة أخرى «الإنسان».. جندى ببندقية، أو دبابة، أو طائرة، أو قنبلة.. وهو يفتك بأخيه الإنسان! ثم فى قاعة ثالثة.. الإنسان الأعلى.. أو السوبرمان.. لا يعرف القتل.. حتى ولا الحيوان، فقد نجح العلم (الهندسة الوراثية) فى عمل مصانع تحول الميثان + الأمونيا + الهواء + بكتيريا مهندسة وراثيًا فى إنتاج البروتين الحيوانى! ملحوظة: هذا المصنع موجود الآن فى إنجلترا واسمه I.C.I. زرت إحدى المحاكم.. الشعار: «إعادة التوجيه وليس الاستئصال» Redirection Not Eradication فالعنف والاعتداء على الآخر وجنون السرقة، والشخصيات السيكوباتية المتعدية، والاكتئاب السوداوى، كلها أمراض تُحول لقسم العلاج بالجينات، وتغير المثل الشعبى: مكتوب على جبينك إلى: مكتوب على جينك! كان أمام القاضى خريطة لجينات وكروموزومات المتهم.. حتى يعرف إذا كان ما فعله قهرًا أم اختيارًا. زرت أحد المطارات.. اطلعت على بعض الباسبورتات.. وجدت «المجموعة الشمسية المتحدة».. الأرض، أو القمر، أو الزهرة، أو المريخ! هذا هو الوطن! سألت كيف يعيشون على سطح القمر؟ قالوا: زرعناه قمحًا.. ومنذ ألف سنة.. استعنا بعالم زراعة مصرى فى جامعة أسيوط.. لزراعة سطح القمر قمحًا! ومصر لا تستفيد من علمه وتستورد ٨٠٪ قمحًا من الخارج، ثم أضاف محدثى: نحن نزرعه لا للطعام ولكن لإنتاج الأكسجين! جاء المساء.. فكانت الدنيا مضيئة.. نورًا هادئًا جميلاً.. إنها الأشجار المضيئة.. بكيمياء اللوسفرين واللوسفريز (إنزيم).. فيحصلون على إضاءة نظيفة.. دون ملوثات للبيئة. اختفت الشيخوخة بواسطة أقراص تقضى على التيلوميراز، الذى يقضى على الـ Talomeres التى تحترق.. فينتهى العمر! كانت المواصلات بسرعة ٥ أميال فى الثانية الواحدة.. أى القاهرة - لندن فى أربع دقائق!، وذلك لانعدام الجاذبية الأرضية بواسطة جهاز فى موتور وسيلة المواصلات يلغى الجاذبية الأرضية! انتهى الصراع بين بنى الإنسان.. وفرة الماء والغذاء.. المجموعة الشمسية وطن لأى إنسان.. اختفت الحدود والسدود.. تغلب العلم على كل ما يضايق الإنسان.. تحسنت الأخلاق.. فلم يعد هناك كذب أو خداع.. وكيف يكذب، ولوحة صغيرة على جبينه.. تترجم الرسم الكهربى للمخ إلى كلمات! العلم هو الحل لبؤس الإنسان.. ألم يقل أمير الشعراء: لو يُرى الله بمصباح.. لما كان إلا العلم جلَّ الله شأنًا نعم الله هو العلم.. والعلم هو الحل الله نور من نور، وهو نور السماوات والأرض، والعلم نور.. والنور هو الحقيقة الوحيدة فى الوجود. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات