الأقسام الرئيسية

طيبة قلب المصريين الأمريكيين – بقلم: عماد الدين حسين

. . ليست هناك تعليقات:

«من الكليشيهات» المتكررة فى خطاب معظم المسئولين المصريين منذ سنوات طويلة هى مطالباتهم الدائمة للعلماء المصريين الموجودين بالخارج بأن يعودوا، أو على الأقل أن يساهموا بخبراتهم فى نهضة وتقدم بلدهم.

كثير منا كان يتخيل أن معظم هؤلاء العلماء الخبراء جاحدون ولا يريدون رد الجميل لوطنهم، لكن كل يوم يتبين أن أى شخص من هؤلاء يصدق فعلا أن الوطن يحتاجه ويعود أو يفكر فى المساهمة بأى جهد، يكتشف فى النهاية أن المسألة سراب. وأن الوطن ــ أو من يقول إنه يمثل هذا الوطن ــ لا يريده.

قبل أيام لبيت دعوة كريمة لحضور حفل استقبال من «تحالف المصريين الأمريكيين».. فى النادى الدبلوماسى المصرى بوسط البلد.. قابلت هناك مجموعة من النماذج المصرية الناجحة فى جميع المجالات بحضور نخبة من الكتاب والمفكرين والمثقفين والصحفيين.

لا أزعم معرفتى العميقة بالخلفية السياسية والفكرية لهؤلاء المصريين الذين يعيشون فى أمريكا.. لكن كل ما أتمناه أن تكون نواياهم صافية وصادقة، وغير مرتبطين بأى أجندات خارجية.

خلال الأحاديث الجانبية اشتكى هؤلاء القادمون من بلاد «أونكل سام» أن دعاية إعلامية سوداء ربطت بينهم وبين أقباط المهجر أو بحملة الدكتور محمد البرادعى، وهو الأمر الذى ينفونه تماما، وأنهم جمعية ثقافية تريد المساهمة فى تطوير المجتمع المصرى.

بعضهم قال إنه جاء قبل سنوات وعرض خدماته وخبراته، لكن المحصلة كانت غير مشجعة كثيرا.

ويبدو أن الحكومة ترحب فقط بأى مصرى مقيم فى الخارج بأن يأتى بالأموال لاستثمارها بالداخل، ويا حبذا لو قدم «ما فيه النصيب» لبعض الذين يملكون تمرير الأوراق البيروقراطية. أما إذا تكلم فى السياسة وطالب بالديمقراطية والتعددية والشفافية، فعليه أن يعود على أول طائرة.

جاء الوفد وتحدث لبعض الصحف، لكنه فشل حتى الآن فى مقابلة أى مسئول كبير، وحتى عندما فكروا فى عقد لقاء بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية عنوانه «معوقات التحول الديمقراطى فى مصر» تم إلغاء اللقاء قبل انعقاده بعشرين ساعة، من دون حتى تقديم اعتذار لائق او أى مبرر منطقى.

خلال دردشة جانبية كان أحد أعضاء الوفد يحدثنى عن آماله وطموحاته لمصر.. لم أرغب فى تحطيم معنوياته، وطلبت منه ألا ييأس… وأن طريق التغيير طويل.

لكن المشكلة الكبرى التى ربما لا يدركها كثير من المصريين المقيمين بالخارج خصوصا فى أوروبا وأمريكا هى: أن حكومتنا ترفض الاعتراف بمعارضة الداخل، فكيف لها أن تقبل رأيا قادما من الخارج.

حكومتنا وأجهزتنا ومؤسساتنا العامة والخاصة تتكتل لترفض كل ما هو جديد خصوصا إذا كان يشكل خطرا على القديم.

خذوا تجربة العالم الكبير أحمد زويل وتجارب غيره، وكيف تم إجهاض مشروعات كثيرة كان يمكن أن تشكل بداية للتغيير.

يا أيها المصريون فى الخارج: الحكومة الحالية تريد أموالكم فقط، تقبل أن تأتوا سائحين تلتقطوا بعض الصور مع المسئولين وتعودوا إلى أوطانكم الثانية بالسلامة. أما أن تتحدثوا عن الديمقراطية ــ ومثل هذه الأمراض الغريبة ــ فالأمر ممنوع. ويتحول إلى كارثة إذا كنتم قادمين من أمريكا..

حكومتنا لا تقبل شريكا ينافسها حب البيت الأبيض والكونجرس!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer