الأقسام الرئيسية

الصحف المطبوعة تواجه "خطر الانقراض".. والكمبيوتر اللوحي يعزز الضغوط

. . ليست هناك تعليقات:

دراسة تؤكد أن صحف أمريكا ستكون الضحية الأولى

الأربعاء 23 محرم 1432هـ - 29 ديسمبر 2010م
دبي - سلطان البتاوي

بدأت الصحف المطبوعة رحلة التراجع في التوزيع وربما "الانقراض"، بسبب ما توفره التكنولوجيا الحديثة لوسائل الإعلام من وسائط متعددة لا تتوافر في الصحف المطبوعة، إضافة للعوائد مقارنة بالتكلفة. وهذه العملية ستبدأ بمجرد تسويق أجهزة متقدمة أسهل في الحمل والاستخدام من جهاز "آي باد" أو ما يستجد من أجهزة مماثلة.

وتشير دراسة أمريكية إلى أن الولايات المتحدة ستكون أولى الدول التي تبدأ الصحافة بشكلها الحالي في الاختفاء منها وذلك في غضون 7 سنوات، وستليها بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا.

وتشكل المواقع الإخبارية وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي الإلكتروني تهديداً مباشراً إلى صناع الصحافة المطبوعة؛ حيث يعتمد الإعلام الإلكتروني على ميزتي سرعة نقل الخبر، وسهولة الانتشار في أنحاء العالم.

وهذا التحول سهَّل الوصول إلى أكبر قدر من الجمهور، لكنه صعَّب في الوقت نفسه من إمكانية التحكم في المضمون، فالكل خلال العقد الأخير يطبق شعار "دعه يكتب.. دعه يقول" على الإنترنت. وهو ما أطلق مجموعة من المواقع الإخبارية المؤثرة، فضلاً عن المدونات المقروءة والمسموعة وحتى المرئية منها.

وبالاعتماد على الحقائق والوقائع، نجد أنه بفضل عالم الإنترنت بات كل شيء ممكناً للوصول إلى المعلومة، خصوصاً مع وجود قاعدة بيانات عملاقة ومحركات بحث هائلة مثل: "جوجل وياهوو وبينغ".

وفي الولايات المتحدة قام مستخدمو الإنترنت هناك بـ: زيارة ١,٠٠٠,٠٠٠,٠٠٠,٠٠٠ موقع إلكتروني بشكل سنوي وتنزيل ٦٥ ألف برنامج من متجر آبل، إضافة إلى سماع أكثر من ١٠ آلاف إذاعة على الإنترنت وزيارة ٥,٥٠٠ مجلة إلكترونية، وأدى كل ذلك إلى تهديد وسائل الإعلام التقليدية وانخفاض معدلات التوزيع لديها، وهو ما أكدته 24 صحيفة أمريكية.

وانخفض توزيع الصحف في الولايات المتحدة بشدة، في مقابل ارتفاع ما يُسمى بالقراء الإلكترونيين ليصلوا إلى ما يزيد على ٣٠ مليون قارئ في السنوات الخمس الأخيرة فقط.

ولاستمرارية الصحف المطبوعة فلابد من داعم، وهي الاعلانات التي تمولها الشركات. وبما أن معدلات التوزيع انخفضت سيؤدي ذلك إلى بحث هذه الشركات عن طرق تسهل عليها الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة. ما أدى ذلك إلى انخفاض وسائل الإعلان التقليدية، فالصحف انخفضت بمعدل ١٨,٧٪، والتلفاز بـ١٠.١٪، والراديو بـ ١١,٧٪
في مقابل ١٤.٨٪ من إيرادات منتجي الصحافة المطبوعة.

وفي مقابل ذلك، ارتفعت معدلات الإعلان على الإنترنت. فعلى مواقع الإنترنت ارتفعت نسبة الإعلانات على متصفحات الكمبيوتر بـ٩,٢٪، أما ما يخص الهواتف الذكية فقد وصلت نسبة الارتفاع إلى ١٨,١٪ ما سيقودنا إلى المفاجأة التالية.. ففي غضون شهرين فقط تبين أن الفيديوهات المرفوعة على موقع Youtube وبحسب المصادر لو جمعت ثلاثاً من أكبر القنوات الأمريكية الشهيرة كـNBC , ABC معاً فإن بثها معاً على مدار الساعة واليوم والسنة منذ عام ١٩٤٨ لن يتفوق على عدد فيديوهات موقع اليوتيوب.

مع العلم أن بعض هذه القنوات التي تعود إلى عدة عقود مضت، لديها ١٠ ملايين مشاهد شهرياً في حين أنه لدى Youtube, Myspace and Facbook أكثر من ٢٥٠ مليون زائر شهرياً مع العلم بأن هذه المواقع لم تكن موجودة في الدنيا من قبل ٧سنوات فقط!

وهو ما سيجعلنا نتساءل عن المواد التي يتم تنزيلها من الإنترنت هل هي محمية فكرياً أم أنها مقرصنة.. والإجابة كانت بأن ٩٥٪ مما نزل من الإنترنت من الأغاني كان مقرصناً.

من جانب جانب آخر، بات موقع "ويكيبيديا" من أبرز مراجع الإنترنت وأحد أكبر قواعد المعلومات، وأضحى يحمل في طياته أكثر من ١٣ مليون مقال بأكثر من ٢٦٠ لغة وعمر هذا الموقع لم يتجاوز السنوات العشر.

ماذا يعني ذلك؟.. يعني أن التهديد وصل إلى كل وسائل الإعلام المطبوعة والمرئية والمسموعة من تلفاز إلى إذاعة، ما سيضطرها للجوء إلى نفس أسلحةِ الوسائل المنافسة لها، وإذا لم تتمكن من القضاء على منافسك، فالانضمام إليه خير وسيلة للبقاء، لذلك فإن تحول الصحف المقروءة والمجلات إلى صفحات إلكترونية له عدة فوائد لها كتقليل النفقات والاحتفاظ بشكل أطول بنسخ من إصداراتها، إضافة إلى الوصول الأسرع للمتعطشين للمعلومة بالرغم من أننا لم نعد ننتظر المعلومة، وإنما صارت هي من تصل إلينا بجميع وسائل التواصل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer