الأقسام الرئيسية

العالم ينقذ مفاوضات المناخ من الانهيار

. . ليست هناك تعليقات:

First Published: 2010-12-12


مندوبو حوالي 200 بلد يتبنون في كانكون آليات لمكافحة التغير المناخي ومنها إنشاء صندوق أخضر.

ميدل ايست أونلاين

كانكون (المكسيك) - من جيروم كارتيلييه وكلير سنيغاروف

كانكون تنتشل المفاوضات التعددية

تبنى مندوبو حوالي 200 بلد اجتمعوا برعاية الامم المتحدة السبت في كانكون (المكسيك) نصا يتضمن مجموعة من الاليات لمكافحة التغير المناخي، منها انشاء صندوق اخضر لمساعدة البلدان النامية.

وهذه الخاتمة الايجابية في المنتجع البحري المكسيكي في ختام لقاء كانت اهدافه متواضعة، تتيح اولا تحفيز عملية التفاوض التي تأثرت كثيرا بخيبة الامل الكبيرة الناجمة عن قمة كوبنهاغن قبل سنة.

وقالت وزيرة الخارجية المكسيكية باتريسيا اسبينوزا التي غطى على صوتها التصفيق المتواصل للمندوبين في الجلسة العامة، ان اتفاق كانكون "يفتح عصرا جديدا للتعاون الدولي حول التغير المناخي".

وقالت وزيرة البيئة الفرنسية ناتالي كوسيوسكو-موريزيه انه بهذا الاتفاق "ننقذ نظام التفاوض التعددي حول التغير المناخي من الافلاس".

واعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان المفاوضات في كانكون "اثمرت عن نجاح هام في عالم يحتاج اليه".

واكد الرئيس الاميركي باراك اوباما ان هذا الاتفاق سيتيح "مواصلة الجهود لمواجهة تحدي التغير المناخي".

بدورها، اعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان التوصل السبت الى اتفاق كانكون يشكل "خطوة مهمة الى الامام".

واعلن رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو السبت ان الاتفاق بمثابة "خطوة مهمة" نحو اطار شامل وقانوني ملزم لمكافحة التغيرات المناخية.

في المقابل، اكدت بوليفيا انها مصممة على الطعن بالاتفاق امام محكمة العدل الدولية معتبرة ان الموافقة عليه من دون تفاهم، الامر الذي يتنافى مع قواعد شرعة الامم المتحدة حول التبدل المناخي، يجعل القواعد الدولية اكثر هشاشة.

ويبقي اتفاق كانكون المسألة الحساسة المتصلة بمستقبل بروتوكول كيوتو عالقة، وهو البروتوكول الوحيد الملزم قانونيا حول المناخ والموجود حتى اليوم.

ويسمح النص بنزع فتيل "القنبلة" التي يشكلها الخلاف حول تمديد بروتوكول كيوتو، على الاقل موقتا.

وسبب مآل بروتوكول كيوتو، المعاهدة الوحيدة الملزمة قانونيا حتى الآن توترا حادا في المؤتمر بعد رفض اليابان وروسيا القبول بالالتزام بها لفترة اضافية.

وسمح مخرج ايجابي للاجتماع الذي عقد في المنتجع الساحلي المكسيكي في ختام محادثات اهدافها متواضعة، بانقاذ عملية التفاوض التي تضررت بشدة بفشل مؤتمر كوبنهاغن قبل سنة واحدة.

وبعد 12 يوما من المفاوضات المكثفة والمتوترة في بعض الاحيان، قدمت وزيرة الخارجية المكسيكية التي ترأس المناقشات، نص تسوية مساء الجمعة.

ولقيت مبادرتها ترحيبا كبيرا وتصفيقا حارا للحضور وقوفا، في حدث نادر في هذا المؤتمر.

والميزة الرئيسية للنص هي انه كرس عدة نقاط من الاتفاق السياسي الذي تم التوصل اليه في كوبنهاغن ولم تقره الدول الـ194 الاعضاء في معاهدة الامم المتحدة، وترتيبها بشكل دقيق وعملي.

ويؤكد النص مجددا ضرورة الابقاء على ارتفاع درجات حرارة الارض عند درجتين مئويتين، داعيا "الاطراف الى التحرك بسرعة لتحقيق هذا الهدف على الامد الطويل".

وكان هذا الخلاف يهدد بنسف نتائج المؤتمر.

ووعدت الدول المتطورة في كوبنهاغن بتخصيص مئة مليار دولار كل سنة وحتى 2020 لمكافحة التغير المناخي.

وسيكون للصندوق الاخضر الذي سيمر عبره الجزء الاكبر من الاموال، مجلس ادارة تمثل فيه بشكل عادل الدول المتطورة والدول النامية.

ويقضي نص كانكون بان يتولى البنك الدولي ادارته في مرحلة انتقالية تستمر ثلاثة اعوام.

لكن التساؤلات الكثيرة عن طريقة تمويل الصندوق تبقى بلا رد. واقترحت لجنة تابعة للامم المتحدة ايجاد تمويلات بديلة مثل فرض رسوم على وسائل النقل والصفقات المالية، وكلها ما زالت اقتراحات.

من جهة اخرى، يضع النص اسس آلية تهدف الى الحد من انحسار الغابات الذي يسبب 15 الى عشرين بالمئة من انبعاثات الغازات المسببة لارتفاع حرارة الارض.

ولم ترد في النص امكانية استخدام سوق الكربون لتمويل هذه الآلية المكلفة التي نوقشت مطولا.

وتحدث مندوبو غالبية الدول الواحد تلو الاخر، في جلسة عامة ليعبروا عن تأييدهم للنص الذي اعتبر افضل تسوية ممكنة للملفات التي تجرى مناقشتها منذ اثني عشر يوما في كانكون.

وقال وزير البيئة الهندي جايرام راميش للوزيرة المكسيكية "لقد اعدت ثقة الاسرة الدولية في التعددية".

من جهتها، قالت المفوضة الاوروبية للمناخ كوني هيديغارد ان "الاتحاد الاوروبي جاء الى كانكون على امل الوصول الى مجموعة (قرارات) متوازنة وتوصلنا الى ذلك".

وقال جريمي هوبس المدير التنفيذي لمنظمة اوكسفام الدولية ان الاتفاق "يعطي دفعة للمفاوضات"، مع دعوته المنظمات غير الحكومية الى التحرك بصورة "عاجلة" من اجل رفع مستوى طموحات خفض الغازات المسببة لارتفاع حرارة الارض.

ويتضمن نص كانكون خطوطا عريضة لمشاريع في عدد من الملفات لكنه لا يتضمن اي جديد بشأن الطموحات الى خفض انبعاثات غاز ثاني اوكسيد الكربون الذي يرى الخبراء انها متواضعة الى درجة لا تسمح بتحقيق هدف الحد من الابقاء على ارتفاع الحرارة بمقدار درجتين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer