كتب نبيل أبوشال وناصر الشرقاوى وشيماء عاطف وغادة الشريف ١٨/ ١٢/ ٢٠١٠ |
بعد أسبوع من حادث انهيار مصنع الإسكندرية، لم يعد هناك غير بقايا أنقاض، وجيران يتذكرون لحظات الانهيار، وشرطة تحاصر المكان، وأحزان أسر فقدت بناتها وأبناءها.«المصرى اليوم» رصدت وقائع اللحظات الأخيرة للضحايا مع أسرهم، وأوجاع المصابين الذين يرقدون فى المستشفيات، ينتظرون التعويضات التى أعلن عنها المسؤولون. تختلف الأسماء والتفاصيل والوجوه فى منازل الضحايا، لكن الفقر وقلة الحيلة والحزن ظلت عاملا مشتركا، فـ«سمر» الفتاة التى كانت ستزف إلى خطيبها بعد شهرين، اختطفها الموت من عش الزوجية، إلى المقابر. عملت ورديتين فى المصنع حتى تتمكن من توفير تكاليف علاج أخيها المصاب فى القلب، وقبل الحادث تركت خطاباً لأمها، كتبت فيه: «سأتزوج، لكننى سأظل أعمل وسأشارك فى نفقات المنزل». أما ماجدة، الأم التى قررت أن تقف إلى جوار زوجها، بعد انهيار منزلهم وضياع حلمهم بالحصول على شقة بديلة، فالتحقت بالعمل فى المصنع، وأخذت معها ابنتها الكبرى، لتتمكنا من توفير قيمة إيجار شقة، ثم رحلت الأم والابنة وتركتا الزوج العجوز يعانى الفراق. الضحايا معظمهم ممن تركوا المدارس، وبحثوا عن عمل لمساعدة الآباء والأمهات، ولم تكن الفرحة تسعهم نهاية كل شهر، عندما يمسكون فى أيديهم ٣٠٠ جنيه راتباً شهرياً، منهم من يشترى هدية لوالدته، وأخرى تشترى أدوية لشقيقها المريض، وثالثة تدفع إيجار الشقة التى تأوى أسرتها الفقيرة، وكانت النهاية رحيل ٢٦ فتاة وشاباً عن الحياة تحت أنقاض المصنع المنهار، تاركين أخوات يعانين المرض، وشقيقات ربما تجبرهن الأيام على ترك تعليمهن، والذهاب إلى مصنع آخر، ليستكملن المسيرة، وآباء أعجزهم كبر السن، وأمهات تحتاج إلى المساعدة، وقررت لجنة الإغاثة والطوارئ باتحاد الأطباء العرب صرف ألف جنيه لأسرة كل قتيل و٥٠٠ جنيه للمصاب وقيمة معاش شهر لأسر الضحايا. وعلى صعيد التحقيقات، أمرت النيابة بحبس أحمد مصطفى طيرة، نجل صاحب المصنع، ٤ أيام، بعد ضبطه، أمس الأول، وعلمت «المصرى اليوم»، أن اللجنة الهندسية التى أجرت المعاينة للعقار ستقدم تقريرها عن أسباب انهيار المصنع خلال ساعات إلى المحامى العام. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات