الأقسام الرئيسية

'محكمة الحريري' تضع لبنان في 'الفريزر' حتى إشعار آخر

. . ليست هناك تعليقات:

المؤسسات اللبنانية تدخل في حالة شلل تام، ومصالح الناس تتعطل تماماً في انتظار قرار المحكمة الخاصة.

ميدل ايست أونلاين

بيروت ـ من ريتا ضو

جمود على كافة الصعد

ينتظر لبنان القرار الظني في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، في ظل تعطيل للعمل الحكومي وقلق شعبي يدفع الناس الى تعليق مشاريعهم الكبرى خوفاً من تداعيات محتملة لقرار قد يتهم قوة سياسية رئيسية في البلاد بالجريمة.

ووصف الاستاذ في الجامعة اللبنانية سامي سلهب الاختصاصي في القانون الدولي الوضع بأنه "مرحلة شلل تام على صعيد المؤسسات الدستورية وعجز حكومي عن اتخاذ ابسط القرارات".

ورأى انه "من غير المقبول ان يتوقف بلد من اجل محكمة مهما كانت اهميتها".

وقال ان "الحكومة لا يمكنها ان تتخذ قراراً حتى بتعيين موظف (...) وعلى السياسيين ان يدركوا انه لا يمكن لقضية المحكمة ان تتقدم على شؤون الناس وتسيير المرافق العامة".

ولم تحدد المحكمة الخاصة بلبنان المكلفة النظر في اغتيال الحريري موعداً لتسليم مدعي المحكمة القاضي دانيال بلمار قاضي الاجراءات التمهيدية دانيال فرانسين مسودة القرار الظني، باستثناء الاعلان قبل اكثر من اسبوعين ان ذلك بات "قريباً جداً".

وفي هذه الاثناء، تحمل وسائل الاعلام وتصريحات السياسيين يومياً توقعات وتواريخ ترفع نسبة القلق في الاوساط الشعبية والسياسية نتيجة التخوف من تداعيات امنية في حال تضمين القرار المنتظر اتهاما الى حزب الله، المدجج بالسلاح.

وعقد مجلس الوزراء الاربعاء جلسته الاولى منذ شهر من دون ان يتمكن من الخروج من حال المراوحة والشلل التي بدأت ترتسم منذ بدء الازمة حول المحكمة في الصيف الماضي.

واقتصر البحث على ملف "الشهود الزور" المرتبط بقضية اغتيال الحريري، بينما تتراكم الاستحقاقات التي يفترض بحكومة الوحدة الوطنية اتخاذ قرارات في شأنها.

وقالت وزيرة الدولة منى عفيش "يجب ان نضع نصب اعيننا اولويات الناس الذين شبعوا كلاماً عن المحكمة الدولية وعن شهود الزور ويريدون منا ان نبحث في غلاء الاسعار والامور الحياتية".

وينظر حزب الله الى المحكمة الدولية على انها "اداة اميركية واسرائيلية" لاستهدافه، معتبراً ان التحقيق الدولي بني على افادات "شهود زور".

وهو يرفض مع حلفائه البحث في اي موضوع داخل مجلس الوزراء قبل البت بملف "الشهود الزور" عبر احالته الى المجلس العدلي، وهو محكمة تنظر في قضايا استثنائية تهدد امن الدولة.

في المقابل، يعتبر فريق رئيس الحكومة سعد الحريري ان لا وجود لملف "شهود زور" قبل صدور القرار الظني لتبين الوقائع.

وتجاوز جدول اعمال مجلس الوزراء الـ300 بند، بينها تعيين خلف لحاكم مصرف لبنان رياض سلامه الذي تنتهي ولايته بعد بضعة اشهر.

وبين البنود ايضاً تعيين مدير عام للامن العام الذي احيل على التقاعد قبل اسبوعين.

وقضت الآلية القانونية بأن يحل محله الضابط الاكبر سناًً، فاستلمت العميد سهام حركة المديرية العامة لعشرة ايام فقط قبل ان تحال بدورها على التقاعد، ويستلم الضابط الاكبر سناً من بعدها.

وتشير عفيش الى ان على مجلس الوزراء كذلك ان يتخذ قرارات في "مسألة استئجار بواخر لانتاج الكهرباء كحل موقت لانقطاع التيار الكهربائي، وتجديد عقود منتهية وملحة" مثل عقد شركة "سوكلين" التي تتولى النظافة في كل مدينة بيروت.

وتضيف "على الدولة ان تبحث في مشاكل المتضررين من العاصفة الاخيرة والحرائق التي سبقتها. فهناك منازل جرفتها المياه (...)، وصيادون خسروا مراكبهم، اي مصدر رزقهم، وقد يموتون جوعاً".

بالنسبة الى الوزيرة المحسوبة على رئيس الجمهورية التوافقي والتي تقف في الوسط بين فريقين يتبادلان الاتهامات بالتعطيل "يجب ان نستمع الى صرخة الشعب. فهو ضائع وخائف لا يعرف ماذا يقرر وكيف يخطط لحياته".

وينعكس الجمود والقلق تعليقاً للاعمال وحتى المشاريع الخاصة، بينما يعيش اللبنانيون الذين يحفل تاريخهم الحديث بالازمات السياسية والحروب، وكان آخرها صدامات ايار/مايو 2008، في هاجس انفجار جديد.

ويقول روبير فيطروني (55 عاماً) ان ابنته الشابة وزوجها الموجودين في دبي "لن يزوراننا في عيد الميلاد. لديهما طفل صغير ويخشيان توتر الاوضاع واقفال طريق المطار. وانا هكذا مطمئن اكثر".

وتؤكد نوال سركيس التي تملك مؤسسة لتجارة الجملة في سلع نسائية واكسسوارات ان عدداً من زبائنها "الغوا طلبياتهم لموسم الصيف القادم بعدما لم يتمكنوا من بيع بضاعتهم لموسم الشتاء".

ويقول جان خشان، صاحب مؤسسة للمواد الغذائية ان "كل شيء يتأثر بالجمود الحاصل لان القدرة الشرائية تتاثر".

ويضيف بغضب "لم يعد لدي امل ببناء وطن ودولة. مشروعي المقبل ان اؤمن لاولادي الثلاثة واكبرهم في الرابعة والعشرين، فرصة السفر الى الخارج. هذا البلد انتهى".

ويؤكد متعهدون في بيروت التي تحولت خلال السنوات الاخيرة الى ورشة بناء كبيرة، ان العمل بطيء واصحاب المشاريع يتريثون بالدفع.

وتقول نوال سركيس ان "انتظار القرار الظني يكاد يكون اقسى بمفاعيله الاقتصادية من الحرب".

وتضيف "ليصدر هذا القرار وتحصل مفاعيله مهما كانت، حرباً ام غير حرب، وتنتهي. اللبناني يعرف كيف يعود ليبدأ من جديد. اما هذان الجمود والحيرة فأمران قاتلان. لقد كفر الناس".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer