جاء إعلان علماء يعملون كمستشارين لدى الحكومة البريطانية عن أن استهلاك لحوم وحليب الماشية المستنسخة وصغارها يعتبر استهلاكاً آمناً، ليثار من حوله جدلاً كما كان متوقعاً على الصعيد الديني، لاسيما في ظل موجة الصخب التي تشهدها دوائر دينية عدة في ما يتعلق بما إن كانت عملية الاستنساخ من أساسها حلال أم حرام.
________________________________________________________________________________________________________
أشرف أبوجلالة – لؤي محمد - إيلاف:في محاولة من جانبها للوقوف بصورة قاطعة على مدى مشروعية ما أعلنه العلماء الإنكليز مؤخراً فيما يتعلق بهذا الأمر، استطلعت "إيلاف" رأي رجلي دين، أحدهما مسلم، وآخر مسيحي، لمعرفة رأي الديانتين في هذا الموضوع مثار الجدل والنقاش. فمن جهته، أكد الشيخ فرحات المنجي، من علماء الأزهر الشريف، على عدم وجود مشكلة في ذلك مطلقاً، طالما أصبح هذا الحيوان المستنسخ حيواناً طبيعياً كخروف أو بقرة ( باستثناء الخنزير ). وأضاف في تصريحاته لـ "إيلاف" قائلاً :" ولا يوجد ما يمنع تناول لحوم وألبان مثل هذه الحيوانات، لأنها شأنها شأن الحيوانات العادية. وليس هذا فحسب، بل يجوز الأضحية ووفاء النذر بمثل هذه الماشية المستنسخة أيضاً".
وهو نفس الرأي تقريباً الذي أبداه دكتور ثروت باسيلي، وكيل المجلس الملي، بتأكيده في السياق عينه على أن لحوم وألبان الماشية المستنسخة تماثل تماماً لحوم وألبان الماشية الطبيعية، مضيفاً " تلك اللحوم الخاصة بالمواشي المستنسخة تُجَهَّز بالطريق المشروع، لكن آلية التنفيذ بدلاً من أن تتم بشكل طبيعي، تتم بشكل صناعي". واستشهد دكتور باسيلي على ذلك بفكرة وضع بيضة صغيرة لفترة ما أسفل إحدى الدجاجات، إلى أن تفقس في نهاية المطاف، وفكرة وضع بيضة مماثلة في حجرة مغلقة أو مفرخة تتوافر بها درجة الحرارة والأجواء المناسبة للفقس، حيث تكون النتيجة واحدة في النهاية، مؤكداً أنه لا ضرار في ذلك طالما أن العملية تتم في الإطار المشروع.
وكان قال فريق من العلماء يعملون كمستشارين للحكومة البريطانية أكدوا إن استهلاك لحوم وحليب الماشية المستنسخة وصغارها آمن. وأصدرت هذا الرأي "اللجنة الاستشارية حول الأغذية الجديدة والمعالجة" وهي مؤسسة مستقلة تقيّم فيما إذا كان المنتجات الغذائية آمنة، وجاء حكمها الأخير ليزيد من احتمال موافقة السلطات المعنية في بريطانيا لإدخال اللحوم والحليب المتأتيين من حيوانات مستنسخة.
وقال اندرو وادج كبير العلماء في "وكالة المقاييس الغذائية" المتخصصة بإجازة الأغذية المختلفة لمراسل صحيفة الغارديان إن "اللجنة قد أكدت عدم وجود أي فرق بين اللحم والحليب المتأتيين من ماشية مستنسخة ومن صغارها عن ما هو منتج تقليديا ولذلك فإنه ليس مرجحا أن تكون هناك أي مخاطر في سلامة الغذاء". وقالت اللجنة العلمية الاستشارية إنه ليس هناك أي دليل على وجود أي فرق ما بين اللحم المستنسخ وذلك المتأتي عن ماشية مولودة بطريقة تقليدية. مع ذلك فإن اللجنة أوصت بوضع بطاقة واضحة على غطاء المنتج تساعد المستهلك على التمييز بين ما هو مستنتسخ وما هو غير مستنسخ. كذلك هي أوصت بجمع بيانات أخرى لمحدودية الأدلة المتوفرة.
ويعتبر بيع المنتجات الغذائية المستنسخة مشروعا في الولايات المتحدة لكن تطبيقات للقيام بالشيء نفسه لم تقدم في أوروبا. وكانت أجنة مأخوذة من ماشية مستنسخة قد استوردت من الولايات المتحدة. وقالت اللجنة في آب الماضي إنها اكتشفت ثلاثة عجول ولدت في بريطانيا بواسطة أجنة مأخوذة من بقرة مستنسخة في الولايات المتحدة. وفي أيلول الماضي حذرت اللجنة الاستشارية أنه سيكون من المستحيل وضع نظام قادر على تقصي ووضع بطاقات على أغطية المنتجات المستنسخة توضح حقيقتها. وحسب قوانين الاتحاد الأوروبي فإن أغذية من هذا النوع يجب أن تمر عبر فحص لسلامتها كي يسمح لها بدخول السوق. وستقوم "اللجنة الاستشارية حول الأغذية الجديدة والمعالجة" بعقد اجتماع في كانون الأول لمناقشة هذه المسألة وعلى الأغلب ستعطي توصياتها للحكومة البريطانية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات