بقلم سليمان جودة ٢٣/ ١٢/ ٢٠١٠ |
يوصف الحزب الوطنى، دائماً، بأنه يضم عدداً من أكبر رجال الأعمال فى البلد، سواء كانوا أعضاء فيه، وفى أمانة سياساته، أو أعضاء فى حكومته، كوزراء، ويمكن القول بأن وجود هذا العدد، من رجال الأعمال، فى الحزب الحاكم، ثم فى الحكومة التى تحكم باسمه، قد بلغ ذروته، خلال السنوات الخمس الماضية، على وجه التحديد. ولسنا الآن فى مجال تقييم كل واحد فيهم، أو تقييمهم جميعاً، وما إذا كانوا جيدين، أو سيئين، ولكننا نريد شيئاً آخر تماماً منهم إجمالاً، وهو أن يقولوا لنا على مستوى كل واحد فيهم، ماذا أضافوا لنا، على مدى تلك السنوات.. وبمعنى آخر فإن السؤال سوف يكون هكذا: يا أى رجل أعمال كبير فى الحزب الوطنى، وفى الحكومة، ماذا أضفت، بالله عليك، إلى مجال عملك الخاص أولاً، كقيمة مضافة، ثم ماذا أضفت من ناحية أخرى، للأداء الديمقراطى العام فى بلدك.. وهذا موضوع آخر سوف نعود إليه. نريد من كل واحد منكم أن يكلمنا بصراحة، ويقول لنا ماذا أضاف فى اتجاه تطوير المادة التى ينتجها - مثلاً - سواء كانت حديداً أو سيراميك، أو عقارات، أو أدوات بمختلف أنواعها.. أو.. بحيث يكون فى مقدورنا أن نعرف بالضبط كيف كان الحال فى كل مجال من هذه المجالات، وغيرها طبعاً قبل خمس سنوات، ثم كيف أصبح الحال الآن! ليس هذا فقط، بل إننا نريد أن نعرف من كل رجل أعمال منهم، ماذا أضاف لأرباحه - على سبيل المثال - ثم ماذا أضاف فى اتجاه التحويط على الفساد، بوجه عام، ومحاصرته، وماذا أضاف، أخيراً، فى اتجاه الارتفاع بالصناعة التى يعمل بها، وفيها، لا لشىء إلا لأننا نريد أن نعيش حالة من «تداول الأفكار» بين هذه الطبقة من رجال الأعمال، وبين سائر طبقات المجتمع، مادام «تداول السلطة» كمبدأ قد عز علينا إلى هذا الحد، وصرنا كلما جاءت علينا انتخابات جديدة، نكتشف أن التداول من هذا النوع الأخير، إنما هو حلم، ونكاد نقول إنه سراب، وإنه وهم، وكأننا - والحال هكذا - مقطوعون عن الدنيا من حولنا، ولا علاقة لنا بما يجرى فى أرجاء العالم! طبعاً، هناك سؤال آخر أصعب، سوف يكون على رجال أعمال الحزب الوطنى والحكومة أن يجيبوا عليه، غداً إن شاء الله، لأنه خاص بأداء من نوع آخر، ولكننا اليوم، لا نحتكم إلى شىء، لدى كل رجل أعمال منهم، إلا إلى ضميره الحى، بينه وبين نفسه، ثم أمام الله تعالى، ليقول لنا بأمانة، ماذا أضاف لبلده من تطوير، وتحسين فى مجال عمله، وماذا استفاد منه بلده، إذا كانت الصدفة وحدها قد قذفت به إلى عمق العمل العام؟! بمعنى آخر.. يا رجال أعمال الحزب الوطنى والحكومة: هل كنتم - من وجهة نظركم - عوناً للبلد، طوال هذه السنوات الخمس، أم كنتم عبئاً عليه؟! |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات