بقلم سليمان جودة ٢٦/ ١٢/ ٢٠١٠
يواصل الحزب الوطنى أعمال مؤتمره السنوى السابع اليوم، ويختتمها غداً، ولأنه مؤتمر سنوى، كما هو واضح من اسمه، ثم لأنه مؤتمر لحزب حاكم، فالناس، بطبيعة الحال، ينتظرون منه أن يكلمهم أساساً عن المستقبل! قد يكون من الجائز أن يتكلم معنا الحزب الوطنى، عما أنجزه، على مدى عام، أولاً، أى منذ مؤتمر العام الماضى إلى بدء مؤتمر هذا العام، ثم على مدى خمسة أعوام مضت من برنامج الرئيس الانتخابى، ثانياً، وهو برنامج كان مبارك قد تقدم به عام ٢٠٠٥، وتعهد بتنفيذه على امتداد ست سنوات. قد يكون من الجائز أن يكلمنا الحزب عن هذا كله، وقد يكون من المقبول، بل من المهم، أن يقول لنا من خلال مؤتمره المنعقد الآن، إنه كحزب «حاكم» يسعى إلى توفير فرص عمل للشباب، ودعم اللامركزية، وزيادة الدخول، ومكافحة الفقر، و.. و.. إلى آخر ما هو منشور صباح أمس، عن المؤتمر، وأعماله، وأجندته. هذا كله، مرة ثانية، جائز، ومقبول، ومطلوب، وضرورى، ومهم.. ولكن الأهم منه حين نتحدث عن أولويات حزب حاكم أن يكلمنا عن «رؤيته» للمستقبل، فيما يتصل بملفات كثيرة مطروحة علينا، ولا أحد يعرف ما هى «الرؤية» بالضبط بالنسبة لها! والرؤية بهذا المعنى، كما هو معلوم، هى أن نكون كشعب مدركين أين نحن بالنسبة للموضوع الفلانى، وأين بالتالى نريد أن نصل مستقبلاً بالنسبة للموضوع ذاته، ثم ما هى على وجه التحديد، الفترة الزمنية التى سوف يستغرقها هذا الانتقال، من حالة نقف عندها، الآن، إلى حالة أخرى نتطلع لها، ونتمسك بالوصول إليها وبلوغها تحت أى ظرف! بهذا المعنى، تحديداً، نريد من الحزب «الحاكم» أن يقول لنا ما الذى سوف نفعله - مثلاً - مع حالة الطوارئ المعلنة فى البلد، منذ عام ١٩٨١ إلى هذه اللحظة.. وبهذا المعنى تحديداً، أيضاً، نريد من الحزب الحاكم، مع وضع كلمة «حاكم» بين كل أقواس الدنيا، أن يقول لنا ما هى خطته لإنهاء بدعة الفئات، واللواءات، فى مجلس الشعب.. فالموضوع لم يعد فئات مع عمال وفلاحين، كما بدأ، وإنما هو، كما اتضح من الانتخابات الأخيرة، فئات فى مقابل لواءات باسم العمال والفلاحين، وهو وضع بطبيعته يفرغ فكرة وجود ٥٠% من أعضاء المجلس، من بين العمال والفلاحين، من مضمونها تماماً، ويدفعنا، إذا كنا نتعامل مع أمور الوطن بجدية واجبة، إلى مراجعة الموضوع من أصله، فى إطار رؤية من النوع المتعارف عليه والمشار إليه! وهكذا.. وهكذا.. من أول قضية التعليم فى البلد، مرورا بالنظام الانتخابى، الذى علينا أن نقره، لنتجنب به فى المستقبل ما جرى مؤخراً، وانتهاءً بكل مسألة تخص ٨٥ مليون مصرى! باختصار.. أين نحن، وأين يجب أن نكون، وفى أى عدد من السنين سوف نصل إلى ما نريد أن نكونه؟!.. هذا هو السؤال الغائب حتى الآن عن مؤتمر الحزب.. فمتى يكون حاضراً، ومعه إجابته؟! |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات