كتب فاطمة زيدان ٢٦/ ١٢/ ٢٠١٠
قالت دراسة أجراها معهد «فرايد» البحثى للديمقراطية وحقوق الإنسان، ومقره مدريد، إنه رغم تدبير عدة حكام عرب حاليين لانتقال سلس للسلطة إلى أبنائهم، فإن هذا الانتقال لن يؤدى إلى استمرار المصالح الاستراتيجية الغربية فى المنطقة، لأن الورثة الجدد لا يحظون بالقبول نفسه الذى يتمتع به آباؤهم. ورصدت الدراسة التى صدرت مؤخراً تحت عنوان «الخلافة المدبرة والاستقرار فى العالم العربى»، احتمالية التوريث فى ٥ دول عربية تصدرتها مصر، وتلتها تونس والجزائر وليبيا واليمن. واعتبرت الدراسة أن مصر أول بلد فى المنطقة سيشهد خلافة وشيكة، مشيرة إلى أنه رغم التكهنات بأن جمال مبارك، الأمين العام المساعد للحزب الوطنى، أمين السياسات، هو الوريث الأكيد، فإن توليه السلطة ليس أكيداً فى ظل المقاومة العامة للتوريث، لافتة إلى فضل الجمعية الوطنية للتغيير بقيادة الدكتور محمد البرادعى، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فى توحيد المعارضة، إلى جانب عدم توحد الحزب الوطنى خلف جمال مبارك. وأضافت الدراسة أن من يرحبون بجمال مبارك فى السلطة هم أولئك الذين يتوقعون منه المزيد من التحسينات فى بيئة الأعمال فى مصر، مشيرة إلى أن خلافة جمال لوالده تقابل بمشاعر مختلطة لدى حلفاء النظام الغربيين، لما يعنيه ذلك من استمرارية ما سمته «الهياكل الاستبدادية الداخلية». على صعيد متصل، قال معهد «كارنيجى» للسلام الدولى إن النظام المصرى استطاع فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة أن يجعل أى محاولة لتحدى «القادة الكبار» عقيمة، معتبراً أن جمال مبارك هو أحد أبرز المرشحين للرئاسة، مؤكداً أنه «فى ظل النظام المصرى الذى يعتبر فيه غياب الإمكانيات الأخرى هو الأساس الرئيسى للشرعية، سيكون ذلك كافياً لإبرام الصفقة». وناقش المعهد فى التقرير الذى أعده أستاذ العلوم السياسية فى جامعة جورج واشنطن، ناثان براون، تحت عنوان «دليل الخلافة فى مصر»، كيفية تعامل النظام مع ما سماه التحدى القادم المتمثل فى انتقال السلطة، موضحاً أن أنماط انتقال السلطة فى مصر فى الماضى، وفى الأنظمة السياسية المشابهة تشير إلى ٤ قواعد عامة فى انتقال السلطة، الأولى تتمثل فى أن الأنظمة شديدة المركزية تمقت الفراغ وعدم اليقين، والثانية كيفية اختيار الحزب لمرشحه، والثالثة كيفية إدارة الرئيس الجديد للبلاد، والرابعة العودة لأساليب النظام القديم، بعد فترة من تسلم مقاليد الحكم. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات