الأقسام الرئيسية

الضابط الإسرائيلى يكلف «طارق» بالاتصال برجل الأعمال تحت ستار الرغبة فى التبرع للمقاومة وتحديد موعد لمقابلته

. . ليست هناك تعليقات:

٣٠/ ١٢/ ٢٠١٠

محاولة تجنيد الممول الأول للمقاومة

حكى المتهم طارق عبدالرازق حسين حسن، المتهم الأول فى قضية التجسس التى أعلنت عنها النيابة الأسبوع الماضى، قصة اتصال المتهم الثانى «إيدى موشيه»برجل أعمال فلسطينى يقيم فى جنوب أفريقيا وأوهمه بأنه مصرى يريد التبرع للمقاومة الفلسطينية تمهيدا لعملية تجنيده لصالح الموساد الإسرائيلى.

قال المتهم فى التحقيقات إنه فى أحد الأيام أثناء وجوده والمتهم الإسرائيلى «ايدى موشيه» فى تايلاند أحضر له الأخير رقم هاتف وقال له اتصل بهذا الشخص وأخبره بأنك مصرى وتتعاطف مع ما يحدث فى الأراضى الفلسطينية وتريد التبرع لصالح المقاومة بالأموال.

فسأل «طارق» عن هوية هذا الشخص. فأجابه الضابط الإسرائيلى بأنه شخص يدعى «......» وهو فلسطينى يقيم فى جنوب أفريقيا، وأنه رجل أعمال مليونير وتشير تحريات ومعلومات الموساد إلى أن هذا الشخص هو الممول الأول للمقاومة الفلسطينية. وأنه يمدهم بالأسلحة والأموال والمعاونات بأشكالها المختلفة وأنه حركة الوصل بين المقاومة ورجال أعمال آخرين يتبرعون للمقاومة. وأن الموساد يراقبه منذ سنوات لمحاولة تجنيده. وأن هذا الشخص شديد الحرص - على حد قول ضابط الموساد - لأنه سبق أن حاولوا تجنيده إلا أن المحاولة باءت بالفشل.

ويضيف «ايدى موشيه» لـ«طارق» فى التحقيقات أن رجل الأعمال المستهدف انتقل للإقامة فى جنوب أفريقيا حتى يكون بعيدا عن الأعين الإسرائيلية، وأن الموساد فى السنوات الأخيرة أحكم رقابته على الأشخاص الذين يمولون الموساد، إلا أنهم اكتشفوا أن هناك مصدراً يمولهم من جنوب أفريقيا. وبعد عمل التحريات تبين أن هذا الشخص هو الممول الأول لهم. فطلب الموساد تجنيده أو تصفيته إذا ما باءت محاولة التجنيد بالفشل.

ويكمل طارق فى التحقيقات أنه بعد أن استمع لتلك المعلومات من الضابط الإسرائيلى أخذ رقم الهاتف وقال له إنه سيطلبه فى وقت لاحق، إلا أن الضابط الإسرائيلى طالبه بالاتصال به أمامه وفى الحال. وعلل «طارق» محاولته تأخير الاتصال برجل الأعمال الفلسطينى لحين انصراف الضابط الإسرائيلى على أن يتصل طارق بالرجل ويبلغه بما ينوى الموساد فعله معه، إلا أن ضابط الموساد أصر على الاتصال فى الحال.

وأكد «طارق» أن الضابط الإسرائيلى أبلغه بأن رجل الأعمال يتحدث اللغة الإنجليزية، وبالفعل اتصل به «طارق» ورد عليه فأبلغه بأنه مواطن عربى ويتعاطف مع ما يحدث فى فلسطين من جرائم ضد الإنسانية وأنه يريد التبرع للمقاومة الفلسطينية للوقوف أمام الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية. وبسبب عدم إجادة طارق للغة الإنجليزية بشكل جيد وعدم قدرته على التواصل مع رجل الأعمال عبر الهاتف طلب منه «ايدى موشيه» أن يعطيه الهاتف بعد أن يبلغ رجل الأعمال بأن صديقاً له أيضا إلى جواره ويريد التبرع أيضا وأنه يريد التحدث إليه.

أخذ «إيدى موشيه» الهاتف من «طارق» وتحدث إلى رجل الأعمال. وأوهمه بأنه رجل أعمال أيضا وأنه مصرى يعيش فى تايلاند وأنه حزين لما يحدث فى الأراضى الفلسطينية، وأنه يريد التبرع بما تطلبه المقاومه من أموال لدعمهم بالأسلحة أو ما يطلبونه. فشكره رجل الأعمال الفلسطينى. وسأله عن كيفية الحصول على تلك التبرعات. فطالبه «إيدى موشيه» بأن يحضر إلى تايلاند لتسلم المبلغ سواء نقدياً أو بشيكات كما يريد، إلا أن رجل الأعمال الفلسطينى اعتذر عن عدم الحضور، معللا بأنه لا يمكنه السفر فى الوقت الحالى، فعرض عليه «موشيه» أن يحددا معا دولة أخرى يتفقان عليها للمقابلة إلا أن رجل الأعمال اعتذر عن عدم السفر أيضا، وطالب محدثه بأن يحضر هو إلى جنوب أفريقيا لتسليم المبلغ، فرد «موشيه» بأنه سيرتب مواعيده وسيتصل به مرة ثانية لتحديد ميعاد للسفر إلى جنوب أفريقيا لمقابلته وتسليم التبرعات.

ويؤكد «طارق» فى التحقيقات أن تلك كل المعلومات التى يعرفها عن محاولة تجنيد رجل الأعمال الفلسطينى فى جنوب أفريقيا ولا يعرف إن كان «إيدى موشيه» قد سافر بالفعل إلى جنوب أفريقيا وقابله أم أن الموضوع انتهى عند هذا الحد بعد فشل «موشيه» فى استدراجه إلى تايلاند. ولا يعرف إن كان الموساد قد نجح بالفعل فى تجنيده بالفعل أم أن المحاولة باءت بالفشل.

وسألت النيابة المتهم عما إذا كان يعرف إن كان المدعو «إيدى موشيه» سجل أى مكالمات لرجل الأعمال الفلسطينى. فرد المتهم بأن كل ما يعرفه عن رجل الأعمال قاله فى التحقيقات ولا يعرف شيئاً أكثر من ذلك.

اختراق حزب الله وطلب محامين لبنانيين

وعن محاولة اخترق حزب الله اللبنانى وتجنيد عناصر منه أو محامين ينتمون إلى الشيعة فى لبنان. أدلى المتهم باعترافات تفصيلية عن تلك الجزئية.

سألته النيابة عن معلوماته عن محاولة الموساد الإسرائيلى تجنيد عناصر من حزب الله فى لبنان. فرد المتهم حاكيا ما نمى إلى علمه - على حد قوله فى التحقيقات- إن الموساد - يقصد «إيدى موشيه» - طلب منه إنشاء موقع يطلب فيه موظفين ومهندسين اتصالات وفنيين ومحامين ينتمون إلى الشيعة للعمل معه، وبالفعل تقدم له عدد من الأشخاص وسلّم البيانات الشخصية الخاصه بهم إلى الموساد. ولم يعرف إن كان قد تم تجنيد بعضهم أم لا. وكل ما يعرفه أنهم وافقوا على ٣ منهم قالوا إنهم يصلحون للعمل معهم.

وأضاف المتهم فى التحقيقات التى جرت بإشراف المستشار هشام بدوى، المحامى العام لنيابات استئناف أمن الدولة، أن «موشيه» كان يبلغه بأنهم يريدون بأى شكل أن يخترقوا الشيعة وحزب الله فى لبنان وأنهم يتواصلون مع جواسيس آخرين لإتمام تلك المهمة. وأكد «طارق» أنهم طلبوا منه السفر إلى لبنان لرصد التواجد الأمنى فى الشوارع ببيروت وأماكن المبانى الأمنية ومبنى المخابرات وملحقاته، ومطار بيروت وطبيعة التواجد الأمنى به، ومدى تطور البوابات الإلكترونية الموجودة فيه. و«سير الحقائب» فى المطار.. وهل يتم توصيل الركاب وإنزالهم من الطائرات عن طريق ممر أم يتم نقلهم عبر سيارات أو أتوبيس إلى مكان الطائرة؟.. إلا أنه لم يسافر إطلاقا إلى لبنان.

وعن قصة محاولة تجنيد «شارل أيوب» رئيس تحرير جريدة الديار اللبنانية، ذات الانتماء إلى حزب الله، قال «طارق» فى التحقيقات التى أجراها المستشار هشام بدوى، المحامى العام لنيابات أمن الدولة، إن «إيدى موشيه» أحضر له هاتفه وطلب منه الاتصال به وإبلاغه بأنه رجل أعمال مصرى يقيم فى الصين وأنه ينظم مؤتمراً دولياً ويريده أن يحضر إلى بكين لحضور المؤتمر متحدثا عن العرب. وأن الشركة ستتحمل كامل نفقات السفر على أن يرسلوا له تذاكر السفر والعودة على طائرة «فرست كلاس»، وأن الشركة توفر بدل انتقال. واتصل «طارق» بمدير مكتب رئيس التحرير، وأبلغه بالرسالة، وبالفعل سافر رئيس التحرير وحصل على بدل الانتقال، ثم عاد إلى بيروت مرة ثانية. وعاود «طارق» الاتصال بمدير مكتبه.

وأخبره بأنه يريد التحدث مع «رئيس التحرير» للاتفاق على إنتاج برنامج تليفزيونى، على أن يحصل رئيس التحرير على مبلغ ٢٠٠ ألف دولار فى الشهر مقابل ذلك. ويؤكد المتهم أن رئيس التحرير طلب معلومات ولقاءات للوقوف على طبيعة هذا البرنامج، إلا أن الموساد طلبوا من «طارق» التوقف مع رئيس التحرير، ويقول طارق إنه لا يعرف ما الذى حدث معه بعد ذلك.

وسأل المحقق المتهم عما إذا كان المتهم يعرف لماذا يريدون تجنيد محامين بالتحديد. فرد المتهم بأنه كان ينفذ ما يطلب منه فقط دون سؤال. لأنهم فى البداية طلبوا منه عدم السؤال. وهو ما حدث أثناء حوارى مع الجاسوس السورى، فطلبوا منى عدم سؤاله إلا بالأسئلة التى يحددونها له.

قصة تجنيد الجاسوس السورى

سرد المتهم «طارق» فى التحقيقات كيفية تجنيد الموساد للمسؤول الأمنى السورى - الذى نشرت «المصرى اليوم» قصته أمس - فقال المتهم إن «موشيه» كان يحكى له كيف تم تجنيد «المسؤول الأمنى فى سوريا».. وأكد أن الموساد ظل يراقب هذا المسؤول طوال ١٣ عاما. وفى ذات الأيام دخل العميل أحد المستشفيات لتلقى العلاج، وتصادف وجوده فى عنبر إلى جواره شخص على صلة بجاسوس إسرائيلى يدعى «أبوفادى» - يذكر أن أبوفادى هو الشخص الذى قابله طارق فى المرة الأولى فى سوريا وعرفه على العميل السورى.

ويكمل طارق: توجه «أبوفادى» إلى المستشفى لزيارة صديقه فى ذات العنبر. وعرفه الصديق على المسؤول الأمنى وسارت بينهما علاقة تعارف. وبعد أيام عاد «أبوفادى» وادعى أنه مريض وطلب أن يكون سريره فى المستشفى إلى جوار المسؤول الأمنى وتمت عملية التجنيد بتلك الطريقة.

محاولة اختراق «قطاع الاتصالات»

ذكر المتهم فى التحقيقات أن الموساد كان يمكن أن يفعل أى شىء ويمكن أن يدفع أى أموال مقابل تجنيد عملاء فى مجال الاتصالات سواء فى مصر أو سوريا أو لبنان أو الأردن. وأن «موشيه» أبلغه فى ذات المرات أنه سيدفع له ملايين الدولارات إذا نجح فى تجنيد عملاء بقطاع الاتصالات فى مصر، إلا أن المتهم اعترض وقال إنه لا يريد أن يخاطر بذلك.

وأضاف المتهم أن الموساد طلبوا منه أن ينشئ موقع توظيف فى هونج كونج، يذكر فيه أنهم فى حاجة إلى موظفين فى خدمة عملاء الاتصالات ومهندسى اتصالات وفنيى شبكات اتصالات فى مصر وسوريا ولبنان. إلا أن «طارق» أنشأ موقعا دون أن يحدد فيه طبيعة الوظائف، فنهره «موشيه» وطالبه بإعادة صياغته وتحديد الوظائف المطلوبة كما أخبره. واستجاب «طارق» له وبالفعل حدد الوظائف على الموقع. ويقول «طارق» إنه بعد ٧ ساعات تقريبا فى نهاية اليوم عاد إلى المكتب وعدل الوظائف وألغى الوظائف مرة ثانية، فواجهته النيابة بصورة ضوئية من الموقع، المحددة فيه الوظائف، فرد المتهم بأنه لا يعرف شيئا عن تلك الوظائف، وأنه ألغاها بعد ساعات قليلة من وضعها، وأنه برىء من ذلك الموقع. فسألته النيابة: وهل تعتقد أن هناك شخصاً آخر يريد توريطك، فرد المتهم «لا أعرف». وقال «مش مشكلة يعنى هيه هتيجى عليها«.

الموساد يقطع كابلات الإنترنت

كشف المتهم عن مفاجأة فى تحقيقات النيابة التى استمرت معه لأكثر من ٩ ساعات على مدار ٣ جلسات تحقيق. قال المتهم إنه سمع الضابط الإسرائيلى «إيدى موشيه» يتحدث عبر الهاتف مع آخر فى إحدى المرات عن إنجازات لهم. وفهم من كلامه أن رجالاً آخرين من الموساد تمكنوا من قطع كابلات الإنترنت فى البحر الأبيض المتوسط. وسمع «إيدى موشيه» يقول لمن يحدثه «هل تمكنا من إدخال البيانات المطلوبة قبل أن يقوموا بإصلاحه مرة ثانية.. فرد الطرف الثانى على الهاتف بما يفيد بالإيجاب. فسأله المحقق: «وكيف عرفت أنه أجاب بالإيجاب؟». فقال المتهم: «لأن موشيه قال كويس وده سيخدمنا كثيرا فى شغلنا». وسألت النيابة المتهم عما إذا كان يعرف لماذا قطعوا الكابلات وما هدفهم من قطعه، فرد المتهم بأنه لا يعرف.

قصة حب تنقل «طارق» إلى الصين

خلال التحقيقات، كان المتهم حريصا على عدم الإدلاء بأى معلومات عن زوجته الصينية، إلا أنه قال إنها كانت السبب الأول فى سفره إلى الصين. وذكر أنه فى بداية الأمر تعرّف عليها عن طريق النت. ونشأت بينهما قصة حب طويلة استمرت لسنوات، وأنها ساعدته بشكل كبير فى السفر إلى الصين بعد أن وفرت له منحة من الحكومة الصينية فى مجال تدريب الكونغ فو. وقال المتهم إنها ساعدته فى السفر وأنه سافر لمقابلتها وكانا قد اتفقا على الزواج قبل أن يسافر. وأنها أشهرت إسلامها وارتدت الحجاب وكانت تريد الإقامة فى السعودية وبالتحديد فى المدينة المنورة من أجل ذلك.

اعتذار بخط يد المتهم فى التحقيقات

فى نهاية التحقيقات، طلب المتهم من المحقق أن يثبت أنه يعتذر لكل المصريين ولأسرته بالتحديد، نادما عما فعله وعمله مع الموساد. وكتب المتهم بخط يده على ورقة أنه يعتذر للمصريين عما بدر منه. وطالبه بأن يسامحوه وطلب من والدته أن تسامحه وتدعو له. وضم المحقق تلك الورقة إلى ملف التحقيقات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer