"لا تصادقي أحداً منهم ولا تعملي أينما يعملون"
الأربعاء 23 محرم 1432هـ - 29 ديسمبر 2010م".. وهناك عدد من العمال العرب يستبدلون أسماءهم بأخرى عبرية، فيوسف مثلاً يصبح يوسي وسمير يصبح سامي. أما عبد فيصبح آمي، لأنهم يرغبون التقرب منك واستهوائك، وهم يعرفون كيف يبدون مهذبين إلى درجة يجعلونك تصدقين مشاعرهم نحوك، لكن هذا كله مؤقت، فما أن تقعين في قبضة الواحد منهم، أو في قريته وتحت سيطرته، حتى يتغير كل شيء، ويتحول إلى شتائم وأذى لفظي وجسدي ومذلة..".
هذه فقرة من رسالة وجهتها الثلاثاء 28-12-2010 منظمة دينية في إسرائيل ووقعتها 27 زوجة حاخام، من المعروف بعضهم بالتشدد، وفيها يحذرن الفتيات الإسرائيليات من الوقوع في الشبابيك العاطفية للشبان العرب، حتى والعمل معهم أو إلى جوارهم في مكان واحد للحد من إقامة أي علاقات اجتماعية معهم.
ومن الموقعات على الرسالة نيتزيا يوسف، زوجة الحاخام يعقوب يوسف، وهو نجل الزعيم الروحي لحزب "شاس" المتشد، الحاخام الشهير بفتاويه ومواقفه المعادية للعرب، عوفاديا يوسف. كما وقعتها إستير ليور، زوجة حاخام وادي عربة، دوف ليور، إضافة لشلوميد ميلاميد، زوجة حاخام بيت إيل المتشدد، زالمان ميلاميد، ووقعتها أيضاً الحاخامتين إلياكيم ليبانون وستارينا دروكمان، زوجة الحاخام مائير دروكمان، كما وأخريات ممن وزعت رسالتهم "منظمة ليهاف" التي تأسست العام الماضي.
وفي الرسالة تحذير آخر يذكر بنات إسرائيل بالأجداد الذين لم يحلم الواحد منهم بأن تقوم إسرئيلية من الجيل الجديد بتغيير التقاليد والعادات. "لذلك، فمن أجلك ومن أجل الأجيال القادمة، نناشدك وندعوك أن لا تصادقي أحداً منهم. لا تعملي أين يعملون، ولا تشتركين معهم بأي خدمة مدنية"، وفقاً للوارد في الرسالة التي وزعتها "ليهاف" الناشطة في كل ما يمنع التقارب بين العرب واليهود.
ماذا تفعل لو رأيت شقيقتك مع عربي؟
وتعيش إسرائيل حالة هياج عنصري بلغ ذروته هذا الشهر بالذات، ودفع بأكثر من 30 مثقفاً إسرائيلياً، بينهم حملة جوائز نوبل في حقول متنوعة، إلى توجيه رسالة يوم الأحد الماضي لبنيامين نتنياهو، طالبين بأن يستقيل "إن كان يشعر بالعجز عن إدارة المعركة ضد العنصرية"، في إشارة إلى تقاعسه عن مواجهة توابع فتوى جماعية أطلقها 300 حاخام قبل 3 أسابيع، وحرمت على الإسرائيليين بيع وإيجار المنازل والأراضي لغير اليهود، ومازالت تلقى مؤيدين وتثير الجدل.
وفي 20 ديسمبر/ كانون الأول الجاري تظاهر أكثر من 200 إسرائيلي من المتطرفين والعنصريين في باحة مركز تجاري في مدينة بات يام ضد التواجد العربي في المدينة، ورفعوا شعارات تدعو إلى مناهضة ظاهرة سيطرة العرب على المدينة الساحلية، محتجين علانية على خروج فتيات يهوديات مع شبان عرب، وقاموا بتثبيت ملصقات على جدران رئيسية في المدينة، وأحدها يسأل: ماذا تفعل لو رأيت شقيقتك مع عربي؟
ولم تمض أقل من ساعة حتى قابلتهم تظاهرة شارك فيها عشرات العرب من سكان حي العجمي في يافا، مستنكرين تنامي مظاهر العنصرية في بات يام وغيرها، خصوصاً في مدينة صفد التي نظم حاخامها شموئيل إلياهو، مؤتمراً في العاشر من الشهر الجاري بعنوان "الحرب الهادئة: ضد الاختلاط (مع العرب) في صفد المقدسة"، واستهدف فيه الكلية التي اتضح له أن غالبية طلابها من العرب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات