سيكون أكثر من 28 مليون مصري مدعوين اليوم للتوجه إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في جولة الإعادة من انتخابات مجلس الشعب، لاستكمال عدد أعضاء البرلمان الجديد، حيث يجرى التنافس على 283 مقعدًا من إجمالي 508 مقاعد، بعد حسم 221 مقعدًا في الدورة الأولى، وسط مقاطعة من جانب "الإخوان المسلمين" وحزب "الوفد"، احتجاجًا على ما شاب الجولة الأولى من الانتخابات من "تجاوزات" و"تزوير" لصالح مرشحي الحزب "الوطني" الحاكم.
وتجري انتخابات الإعادة في 166 دائرة، لاختيار 283 عضوا بمجلس الشعب من بينهم 269 عن المقاعد العامة و14 عن المقاعد المخصصة للمرأة، وسط منافسة بين 566 مرشحا ومرشحة، من بينهم 383 عن الحزب "الوطني"، و167 مستقلا، و16 يمثلون أحزاب المعارضة، من بينهم 9 عن حزب "الوفد"، و6 عن حزب "التجمع"، ومرشح لحزب "السلام الديمقراطي".
وتجرى الانتخابات في 173 دائرة تشمل محافظات القاهرة وحلوان والإسكندرية والقليوبية والمنوفية والغربية والشرقية والإسماعيلية وبورسعيد والسويس وشمال وجنوب سيناء ومرسى مطروح والدقهلية والبحيرة وكفر الشيخ ودمياط و6 أكتوبر والفيوم وبني سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان والبحر الأحمر والوادي الجديد، منها 49 دائرة يجرى التنافس فيها على مقعد واحد و 117 دائرة يجرى تنافس على المعقدين و7 دوائر لكوتة المرأة.
وكان قد سبق في الجولة الأولى شغل 221 مقعدا من بينها 173 من المقاعد العامة و48 لمقاعد المرأة، حيث حصل الحزب "الوطني" على 209 مقاعد والمستقلون بـ 7 مقاعد، والمعارضة الحزبية 5 مقاعد من بينهم 2 لـ "الوفد" ومقعد واحد لكل من أحزاب "الغد" و"العدالة الاجتماعية" و"التجمع".
وينافس مرشحو الحزب "الوطني" أنفسهم في أغلب الدوائر خلال الجولة الأولى من الانتخابات، في الوقت الذي سيتجه فيه الحزب- قبل خوض جولة الإعادة وإعلان النتائج- إلى الحصول على 114 مقعدا بالإضافة إلى 35 مقعدا حصلوا عليها بالتزكية فور إعلان "الإخوان" و"الوفد" الانسحاب من جولة الإعادة، إضافة إلى الحصول على 75 مقعدا آخر يتنافس عليها المنشقون من أعضاء الحزب.
وتسود توقعات بأن الحزب سوف يحصد في جولة اليوم 234 مقعدا على أقل تقدير من إجمالي عدد المقاعد التي تجرى عليها جولة الإعادة، حيث من المرجح أن يرتفع عدد مقاعد الحزب في الانتخابات خلال الجولتين الأولى والثانية إلى 453، بما فيهم المعينون الذي سيصدر قرار جمهوري بتعيينهم.
وتجرى الإنتخابات وسط انتقادات وطعون بعدم الشرعية، بعد أن أصدرت محكمة القضاء الإداري العديد من الأحكام النهائية والواجبة النفاذ، ومنها إلغاء الانتخابات في 29 دائرة وبطلان إعلان النتائج بها، ومنها دوائر عدد من الوزراء في كل من القاهرة والإسكندرية و6 أكتوبر والقليوبية والإسماعيلية وأسيوط والفيوم، بخلاف مئات الدعاوى التي ينظرها القضاء الإداري.
واتهمت الدكتورة منى مكرم عبيد رئيس لجنة الشئون الخارجية بحزب "الوفد" الحزب "الوطني" بالإساءة إلى الحياة السياسية والديمقراطية ومبدأ المواطنة.
واتهمت الحزب "الوطني" بأنه "ضرب أحزاب المعارضة على قفاها وذبحها، واستبعد "الإخوان المسلمين" حتى ينفرد بالبلد"، وتابعت: "للأسف تم إسقاطي بكوتة المرأة بمحافظة القليوبية على الرغم الإعلان عن فوزي في وسائل الإعلام الرسمية، متهمة النظام بأنه لا يريد الأقباط في البرلمان إلا أن يكونوا "ديكورا" وإنه يريد إذلالهم بالتعيين ولا يريدهم منتخبين، على حد قولها.
وكانت جماعة "الإخوان المسلمين" وحزب "الوفد" أعلنا الأربعاء الماضي الانسحاب من جولة الإعادة لانتخابات مجلس الشعب المقررة اليوم الأحد احتجاجا على ما شابها من عمليات "تزوير وعنف"، وهو ما يعني إخلاء الساحة أمام الحزب "الوطني" لتحقيق فوز كاسح خلال الإعادة.
وأكد حلمي سالم رئيس حزب "الأحرار" أن انتخابات مجلس الشعب شهدت "تجاوزات وتزويرا وعنفا فاق كل الحدود وأي تصور وخيال، حتى أصبح الأمر مفضوحا لدى العامة والنخبة الذين عبروا عن دهشتهم من النتائج المفبركة، والتي لم تكن للأسف مفبركة بدقة بعد أن فضحتها أصوات التزوير المزورة التي ملئت الشوارع باستمارات الاقتراع وأيضا الصناديق المحترقة والمسودة لصالح مرشحي الحزب الوطني"، على حد قوله.
وأضاف "لقد بدأ الرأي العام يتساءل لماذا فعل الحزب الوطني هذه الضجة الإعلامية التي صاحبت الانتخابات؟ ولماذا كانوا يصرون على قيام الناخبين بالتوجه إلى اللجان الانتخابية والإدلاء بأصواتهم؟ لماذا قيل أن الانتخابات ستكون حرة ونزيهة وعلى قدر عال من الشفافية، لماذا كل هذه الخسائر من القتلى والجرحى والأموال؟.
بدوره، وصف النائب الوفدي السابق صلاح الصايغ وعضو الهيئة العليا لحزب "الوفد" ما حدث في الجولة الأولى من الانتخابات بأنه كان مسرحية في إطار المساعي لتمرير سيناريو توريث السلطة، وقال "إنني لا أجد كلاما أوجهه للحزب الوطني وقيادته سوى أنكم أصبتم مصر بالخزي والعار أمام العالم الخارجي بعد ما تم في انتخابات الأحد الماضي والتي كانت أشبه بمسرحية لرسم برلمان على المقاس يعبر عن وجهة نظر النظام برمان لانتقال السلطة وتوريث الحكم".
وتساءل: هي من مصلحة مصر أن تكون مسخرة وأضحكوة أمام العالم، وقال: لقد قرارنا الانسحاب حتى يذهب هذا البرلمان إلى الجحيم ويبقى "الوفد" موحدا معبرا عن ضمير الأمة وتساءل: ماذا كان يضير عصابة الحزب "الوطني" أن يكون لكل صندوق قاض وأن تكون هناك نزاهة حقيقية.
وأضاف: للأسف إنهم لا يستطيعون إجراء الانتخابات بطريقة نزيهة بعيدة عن التزوير والتسوية، لأنهم يعرفون حجمهم لدى الشارع المصري، وقال: للأسف هنيئا للحزب الوطني بالمهندس أحمد عز الذي أشعل النار في مصر، واستدرك قائلا: لا أتصور أن مصر تحكم وتدار من خلال عز.
أما النائب الإخواني السابق الدكتور حمدي حسن، المتحدث باسم الكتلة البرلمانية لـ "الإخوان" بالمجلس المنتهية مدته فوصف جولة الإعادة بالمهزلة السياسية التي أعدها الحزب "الوطني" الذي لا يقبل المنافسات الشريفة والانتخابات النزيهة التي سوف تكشفه أمام الرأي العام الداخلي والخارجي.
ووصفه بأنه حزب فاقد الثقة والاعتبار وأنه حزبا ملفوظا من الشعب المصري بكل طوائفه، وتساءل: ما هي المقومات التي أدت إلى اكتساح الحزب "الوطني" وفوزه بالأغلبية الساحقة، هل نتيجة استمرار الفقر والفساد وعدم عدالة التوزيع في الأجور والمرتبات وزيادة الاحتجاجات الاعتصامات التي شهدتها أسوار مجلس الشعب والشورى ومجلس الوزراء وجميعها من صنيعه هذا الحزب الذي أفقر البلاد؟.
وقال إن الحزب "الوطني" يعرف حجمه جيدا ويعلم مدى كره الشارع المصري له، لذلك فهو يصل إلى البرلمان عن طريقة اغتصاب إرادة الشعب المصري.
وأضاتف لقد انسحبنا عن تلك المهزلة ولكن لن نترك الحزب "الوطني" يهدم مصر بهذه الصورة وسوف نلاحق ما يحدث في الانتخابات قضائيا حتى يأتي اليوم بقرار قضائي بحل وبطلان هذا المجلس الذي جاء بالتزييف والتزوير من أجل انتقال السلطة والتوريث، على حد قوله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات