يقول أبو بكر الرازي في كتابه «المنصوري» إن أركان حفظ الصحة هي: «حسن تقدير الحركة والسكون والمطعم والمشرب وإخراج الفضول، وتعديل المساكن، وملاحقة الحوادث الرديئة قبل أن تعظم، وموافقة الهمم النفسية، والتحفظ بالعادات».
من منا لا يريد أن تكون صحته على افضل ما يرام؟ فالصحة ثروة لا تقدر بثمن، فإن ذهبت ذهب معها كل شيء. من هنا يجب أن نعمل كل ما هو في وسعنا للحفاظ عليها.
والحفاظ على الصحة يحتاج إلى اتخاذ قرار حاسم، يجب أن يتم تطبيقه قولاً وفعلاً كي يؤتي ثماره. كثيرون لا يكترثون بصحتهم إلا بعد أن يقع الفأس على الرأس، وهذا هو الخطأ بأم عينه. إن الصحة تحتاج إلى تطبيق سلسلة طويلة من الخطوات الإيجابية، نسوق في ما يأتي عدداً يسيراً منها:
1- مراقبة أرقام ضغط الدم لرصد أي ارتفاع فيه لعلاجه ومتابعته في الوقت المناسب قبل أن يزرع الأخطار وما أكثرها، خصوصاً تصلب الشرايين، وفشل العضلة القلبية، والأزمات الدماغية. كثيرون يتعايشون مع ارتفاع ضغط لسنوات من دون علمهم أنهم يعانون منه، لذا فإن الحل الوحيد لرصد وجوده هو القياس الدوري لضغط الدم.
2- مراقبة مستوى سكر الدم، لأن ارتفاعه المستمر يسبب تضيقاً في الشرايين في شكل عام، خصوصاً الشرايين التاجية للقلب، كما يسبب تلفاً للأعصاب، ومن بينها تلك التي تغذي العضو الذكر فيعاني الشخص من ضعف الانتصاب.
وكما الحال مع ارتفاع ضغط الدم، فإن الداء السكري في البداية هو مرض صامت خفي من دون عوارض تذكر. وتنصح الجمعية الأميركية للسكري بإجراء الفحوص الدورية للكشف عنه كل ثلاث سنوات لمن تجاوز سن الخامسة والأربعين، بل قبل ذلك لمن يوجد لديه سوابق عائلية بالإصابة.
3- مراقبة شحوم الدم عن كثب، ففي حال ارتفاع الكوليسترول السيئ والشحوم الثلاثية يجب العمل على خفضها وإلا تكدست على البطانة الداخلية للشرايين خصوصاً شرايين القلب والكلى والدماغ، الأمر الذي يؤدي إلى تصلبها وتضيقها، وبالتالي التعرض لخطر تشكل الجلطات القاتلة.
4- الحفاظ على الوزن المثالي، لأنه كلما زاد مؤشر كتلة الجسم (حاصل تقسيم الوزن بالكيلوغرام على الطول بالمتر المربع) زاد خطر التعرض للأمراض. ويراوح مؤشر كتلة الوزن المثالي ما بين 18.5 و 24.5.
5- مزاولة النشاط البدني باستمرار للحفاظ على رشاقة الجسم، وقطع الطريق على أمراض كثيرة.
6- تناول طعام متنوع لأنه الضمانة لحصول الجسم على جميع العناصر الغذائية الأساسية اللازمة لعمل خلاياه. والطعام المتنوع يجب أن يشمل الأغذية الطبيعية، مع الابتعاد عن الأغذية المصنعة والمكررة.
7- استهلاك كميات كافية من الخضروات والفواكه والحبوب يومياً لأنها تزخر بالمعادن والفيتامينات والألياف الغذائية، مع التشديد على أن يكون بعض الأغذية حاضراً بقوة في سلّم الوجبات اليومية مثل الجزر والبقول والخضروات الصليبية والخضروات الورقية الخضراء وفول الصويا والبندورة.
8- تناول الثوم والبصل كل يوم لأنهما يحتويان على مركبات تساهم في تمييع الدم وخفض أرقام التوتر الشرياني إلى جانب فوائد أخرى كثيرة.
9- أكل بضع حبات من المكسرات كل يوم خصوصاً الجوز واللوز، لأنها تحتوي على مكونات تحمي القلب والأوعية الدموية.
10- تناول الشوكولا الداكنة بمعدل 100 غرام أسبوعياً لأنها غنية بمركبات الأيبكاتيشين التي تعد من بين أهم مضادات الأكسدة التي تنظف الجسم من جحافل الشوارد الحرة الضارة.
11- عدم تمليح الطعام لأنه يشحن الجسم بكميات فائضة لا لزوم لها، وتلقي عليه أعباء مرضية خطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم وهشاشة العظام.
12- عدم الإسراف في الأكل والشرب لأنه يعطل أنظمة الجسم ويفتح الباب أمام الأمراض. كذلك يجب عدم أكل وجبات ثقيلة مساء، خصوصاً قبل الذهاب إلى فراش النوم.
13- اعتماد الزيوت النباتية لأنها الأنسب لأعضاء الجسم، خصوصاً للعين والجلد والمخ والقلب والأوعية الدموية.
14- تناول السمك مرتين إلى 3 مرات يومياً لغناه بالأحماض الدسمة أوميغا-3 التي تقي من الأمراض القلبية الوعائية.
15- شرب ما يكفي من الماء على مدار اليوم، لأنه يساعد في ترطيب الجسم وفي التخلص من الفضلات والمواد السامة.
16- تناول الشاي الأخضر في انتظام لأنه ينعش القدرات الفكرية، فضلاً عن غناه بمضادات الأكسدة التي تحمي من الأمراض المزمنة الخطيرة.
17- النوم لمدة كافية يومياً، فهو مهم لتجديد الطاقة وشحذ القدرات الذهنية ودفع التوتر عن الجسم. وأفضل أوقات النوم هو بين الساعة 10 ليلاً و 6 صباحاً، وحبذا لو أُخذت قيلولة صغيرة بعد الظهيرة إن كان الظرف يسمح بها.
18- الحرص على تناول وجبة الصباح كاملة وعدم الاقتصار فقط على شرب القهوة أو الشاي كما يفعل كثيرون. ويجب أن تكون الوجبة مغذية تتضمن الحليب أو أحد مشتقاته، والخبز الكامل، والقليل من المرملاد، وحبة فاكهة، وزبدة الفستق.
19- العناية بصحة الفم، وفحص الأسنان دورياً لعلاج التسوس، ومداواة التهابات اللثة الخفية في حال وجودها لأنها تشكل بؤرة خطرة تفتح باب الإصابة بالأمراض القلبية.
20- تفادي الضغوط النفسية والحياتية وممارسة تمارين اليوغا لأنها تريح الأعصاب وتخفف من ضغط الدم وتبطئ دقات القلب.
21- أخذ نفس عميق من حين إلى آخر من أجل ضخ المزيد من الأوكسيجين في الدم كأنه يساعد على تجديد الخلايا ودب النشاط والحيوية في أوصال الجسم.
22- التحصين باللقاحات والمواد الكيماوية اللازمة للوقاية من الأمراض أثناء السفر إلى البلاد الموبوءة.
23- الحذر ثم الحذر من اللجوء إلى الحميات الغذائية القاسية الفقيرة جداً بالسكريات والدهنيات لأن هذه الأخيرة ضرورية لإنتاج بعض المركبات الكيماوية الخاصة بالمخ.
24- التقيد بإجراء الفحص الطبي الدوري للكشف المبكر عن الأمراض وعلاجها في الوقت المناسب، خصوصاً أن الكثير منها لا يعطي إنذارات مسبقة.
25- عدم الإسراف في تناول الأدوية التي تباع من دون وصفة طبية خصوصاً الأدوية المسكنة التي تلقى إقبالاً.
26- الحفاظ على التوازن الحامضي - القلوي في الجسم لأن الأخير يعمل في شكل أفضل على المدى الطويل.
27- تناول الطعام مع الأصدقاء لأن الجسم بحاجة الى التواصل مع الآخرين، وبحسب الاخــتصاصي الأميركي في علم النفــس هنري لودج، فإن هــذا التواصل لا يقل أهمــية عن ممارسة الريــاضة والتغـــذية الجــيدة للــحماية مــن الأمــراض المــزمنــة.
28- هجر المشروبات الغازية لأنها تشجع على نزوح الكلس من العظام فتشيخ هذه الأخيرة بصورة مبكرة وتصبح أكثر عرضة للكسر، وحبذا لو حُجبت تلك المشروبات عن الأطفال والمراهقين لأنهم في أشد الحاجة إلى الكلس لبناء الثروة العظمية.
29- تناول حبة أسبرين أطفال يومياً، لأنها تساعد في تمييع الدم وفي الوقاية من النوبات القلبية والدمــاغية ومن بعض أنواع السرطانات خصوصاً سرطان القولون.
30- أخيراً، لا تنس أن تضحك، فالضحك يطلق عقال مركبات وهورمونات تفيد الجسم والعقل، وهو صمام أمان للجسم في التعامل مع إيقاعات الحياة المتسارعة والمتغيرة.
doctor.anwar@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات